الشذوذ الجنسي
أحب أن أشكر مؤسسي هذا الموقع وداعميه والعاملين فيه، أثابهم الله عنا كل الجزاء.
أنا شاب في 23 من عمري، متدين أحاول أن أحافظ على صلواتي وفروضي بقدر الإمكان، بل أنني اكتسبت عادات دينية جيدة أكثر خلال السنة الماضية وما زلت أدوام عليها، مثل الأذكار وبعض النوافل كصلاة التهجد.
متخرج حديثاً من إحدى كليات الهندسة في بلد مسلم (غير المتحدثة بالعربية– غير بلدي الأصل الذي تربيت فيه) بتقدير عالٍ وأبحث عن وظيفة الآن وأسعى لإكمال الماجستير لاحقاً. نشأت في أسرة محافظة وعائلة معروفة نوعاً ما والحمد لله، عائلتي تملك قوت معيشتها وأكثر، لي عدد من الأخوة الذكور وأخت واحدة، وتلقيت رعاية خاصة من والداي، ومع أننا أسرة مستقرة إلا أنني كنت دائماً أشعر أني بعيداً عن أخوتي، بستثناء أختي التي تعهدت بتربيتي حتى أكثر من والدتي، وأظن هذا بسبب فارق السن بيني وبين أخوتي (أكثر من 10 سنوات)، وأيضاً لأنهم كانوا ينظرون إلى نظرة الطفل المدلل لا أكثر، لذا فأنا أحترمهم فقط لا غير، مع أنني حاولت بقدر الإمكان إبداء العواطف لهم على أقل التقدير على السطح خلال زيارتي الأخيرة بعد انقطاع 3 سنوات عنهم (من جانبهم حاولوا المثل ولم تكن مفتعلة أغلب الوقت).
أتعمق في مشكلتي أكثر بشكل واضح وصريح؛ منذ التاسعة من العمر وأنا أدرك أن عندي ميولاً مثلية (نحو نفس بني جنسي الذكور)، أحب أن أطالع صفحات المجلات التي تحمل صور الذكور وإن كنت أركز على الوجوه أكثر من الجسد، ولم تكن مشكلة كبيرة بنسبة لي لأني لم أتعرض لحادثة تحرش في حياتي، كما لا أتذكر كثيراً أني كنت أميل إلى أصدقائي الذكور في المدرسة.
في السنة السابعة عشرة تعرفت على إحدى المواقع الإباحية للشواذ ولم أدمن عليها ولكنها كانت عظيمة الشأن في نفسيتي، حيث أنني لم أكن أعلم عن المعاشرة الجنسية إلا من حديث البعض (كنت قد علمت من أحد أصدقائي عن المواقع الإباحية– الغيرية- بشكل عام، بل إنه دعاني إلى مشاهدة أحد الأفلام وبالفعل تفرجت عليها معه مرة واحدة).
بعد تخرجي من الثانوية، استطعت أن أحصل على منحة دراسية في الدولة التي تخرجت منها لاحقاً كما ذكرت. خلال فترات دراستي بدأت أندمج بشكل اعتيادي في حياتي الجامعية وبدأت أشترك في الأنشطة الطلابية وأصبح لي أصدقاء ومعارف، كان النجاح الأكاديمي والنفسي الذي حققته بالخارج مدهشاً لأبي وبقية أهلي حيث كان يضع عليّ أمالاً لكنه لم يظن أني سأتأقلم بهذه السرعة -وحتى أنا دهشت-، وكله بفضل الله وتوفيقه، لكن الذي لم أدركه هو ذلك الشيء المستكين في أعماقي الذي امتص معظم طاقتي النفسية وكاد يودي بي إلى طريق الحرام لولا عناية الله وتداركي للموقف.
كنت أدرك أنني مختلف، وأن طبيعة الغريزة هي الجنس الآخر التي تتمم بالزواج لذلك، كانت بوادر بحثي عن العلاج قد ظهرت لي في أول سني في الجامعة، عندما بدأت أرى أن الشباب يتكلمون بإفراط عن مواضيع الجنس الآخر.. الورع منهم والمتبجح (الورع بالكلام على نيته بالزواج، والآخرون بتعليقاتهم على البنات- الذاهبة والآتية، وصولاً إلى الوضعيات المستحبة في الجنس)، في البداية كنت أستمع إلى المحادثات بشكل عرضي مع بعض الخجل المصطنع والحقيقي أحياناً، مما جعل الذين من حولي يظنونني طيب السريرة بصفحة بيضاء، أو تقياً بدرجة عالية، أو بارداً جنسياً.. فلم أستطع إخماد أفكارهم إلا ببعض المشاركات مني والتي كنت لا أتعمد المبالغة فيها.
ورغم هذا وبشكل عام، فإني كنت أكسب ثقة الكثير من الناس واحترامهم نظراً لتربيتي الظاهرة وتفوقي الدراسي، وهذا جعلني اجتماعياً نوعاً ما. بشكل عام ظاهر حياتي جميل جداً.. لكن العيب القاصم الذي ابتليت به هو ميلي إلى الذكور بنسبة عالية تصل إلى 90% وقليل جداً ما أثار من فتاة أو أتخيل نفسي في وضع جنسي مع امرأة.. على مدار حياتي الجامعية لم أحاول التقرب من أي فتاة بالرغم من أنني أحسست أكثر من مرة أن بعضهن معجبات بي، خاصة وأني أجنبي بالنسبة للبلد التي أقيم فيها للدراسة، ولكن لم أبدي أكثر من حدود اللياقة عندما أردن التحدث معي.
أكملت حياتي على هذا المنوال، لا أفكر في الجنس الآخر وأكتم مشاعري الحقيقة على أمل أن يوجهني الله إلى الطريق القويم.. ولا أستبعد أني فكرت في أكثر من لحظة أني قد أقع في علاقة محرمة والعياذ بالله، خاصة أنني بدأت أميل إلى أشخاص صادقتهم من الذكور، والأسوء أن علاقتي اهتزت مع اثنين منهم بسبب ميول مكبوتة (رغم أننا على وفاق الآن)، لكن أملي كان في الله كبير لأني كنت مدركاً أني مريض في أغلب الأحيان؛ مريض غير مسؤول عن مرضه.
وهكذا وعدت نفسي بعدم تكرار هذا الفعل أملاً في أن تزول مع الوقت وأن تظهر ميولي الطبيعية للجنس الآخر، وكان ذلك إلى فترة وجيزة. في إحدى الفترات انتقلت من السكن الداخلي للطلاب إلى شقة جديدة قرب الجامعة وكنت في ذلك الوقت أبحث عمّن يقيم معي ليؤنسني ويتقاسم إيجار الشقة معي.. الشقة تتكون من غرفتي نوم؛ غرفة عادية وغرفة أخرى كبيرة تسع لشخصين.. وكنت قد استفردت بالغرفة الواسعة لنفسي مع ترك الغرفة الأخرى لشخص آخر أعرفه.. بعد أن اعتدت على الشقة اتفقت مع شخص أحببته وتوطدت علاقتي معه في فترة وجيزة على أن يسكن معي في غرفتي خاصة وهو كان يبحث عن مسكن في ذلك الوقت..
كنا متفاهمين جداً وخلال فترة إقامته معي أحسسنا أننا كالأخويين يفهم بعضنا بعضاً، ونشترك في أشياء كثيرة وخلافاتنا لا تذكر وكانت علاقتي به قد توطدت كثيراً لدرجة أثارت غيرة زميلنا في الشقة الذي كانت علاقتي معه تسوء رغم أني كنت أعرفه لفترة أطول من صديقي الأول.. كان صديقي الذي أعزه يحب المزاح، وكان لا يخجل أن يبدي هذا المزاح أمام زميلنا الآخر عن طريق شد رقبتي بذراعه ومصارعته لي، وأنا كنت أبادله المثل بطريقة عفوية، ولكن هذا كان يثير حفيظة زميلنا الثالث ما أدى إلى زيادة المشاحنات بيننا. وبعد فترة أصبح زميلي الثالث في الشقة يتغيب أغلب الوقت بالخارج مما أوحى لي أنه يفكر بالانتقال، هذا لم يثر اهتمامي لأن من كنت أهتم به في تلك اللحظة هو صديقي المقيم معي والذي أبدى ارتياحه لتوقف المشاحنات بين وبين زميلنا الثالث.. خلال تلك الفترة التي أقمنا فيها منفردين أنا وصديقي، ازداد قربنا لدرجة أننا كنا نتراسل عبر الهاتف النقال أكثر من مرة في اليوم عندما أكون بعيداً عنه، حتى أني كنت أتساءل بعض المرات إذا كانت علاقتنا اعتيادية أم لا!
بعد فترة بدأت تظهر بعض مشاعري الكامنة إلى السطح إلا أنني كنت أنفضها بسرعة لأنني كنت فعلاً أعتبره كصديق عزيز عليّ.. ولكن مشاعر الانجذاب نحوه ازدادت قوة، خاصة أنه لمّح لي أكثر من مرة عن طريق المزاح أنه منجذب نحوي مما جعلني في حالة حيرة مما يجب عليّ فعله.. هل أصارحه بالحقيقة؟ لكن ستكون هذه كارثة ولم أكن أستطع تكهن ردة فعله على الموضوع.. هل أحاول وضع حاجز التكلفة بين وبينه حتى يقلل من مزاحه، لأن مزاحه كان يثيرني حقاً ولكنه سيلاحظ ويبدي استغرابه على التغير.. وأخيراً لعب الشيطان بعقلي وجعلني أكتم هذا الموضوع مع التمادي فيها رغم أني كنت أعلم أن العواقب في هذا وخيمة.. فإما أن يفتضح أمري أمام شخص أتمنى منه كل الاحترام والتقدير، أم أن يطاوعه الشيطان ونقع في الحرام، وفي كلتا الحالتين كنت سأخسر أقرب وأحن شخص أدركته بعد والداي.
استمر الحال على ما هو عليه مع تمادي مني في بعض الأحيان أسأل الله أن يغفر لي فيه.. وبدأت ألاحظ أن صديقي بدأ يشعر بشيء ما مما جعله هو نفسه يضع حدوداً للمسه لي وبالعكس، وهذا أثر في نفسي كثيراً وجعلني أعتقد أنه فقد ثقته بي برغم من أنه حاول الحفاظ على المودة بيننا ولم يكن يبدي أي شيء آخر يدل على تغير الأمور، وأنا حاولت جاهداً أن أبدي نفس الشيء.. لكن بعد فترة أصابني التوتر والقلق فحاول صديقي أن يجعلني أتكلم عما يقلقني ويجعلني أبدو حزيناً.
بعد جهد جهيد من إقناعي حدثته أنني منجذب نحوه جنسياً.. أخذ صديقي بعد ذلك نفساً عميقاً وكانت بعد ذلك الطامة الكبرى. قال لي أنه أحس بهذا منذ فترة مما جعله يتغير من ناحيتي، كما أنه اعترف أنه هو أيضاً أحس ببعض الانجذاب لي جنسياً، وهذا أثار فينا مشاعر مضطربة متداخلة وجعلنا على محك بين المحافظة على ديننا وعرفنا وصداقتنا، بل وكنا قاب قوسين أو أدنى من أن نشرع بالأمر لولا أن الله حفظنا وصاننا وتواعدنا على ألا نتحدث عن هذا الموضوع أبداً وأن نحاول أن نجد حلاً لمشاعرنا هذه.. بعد فترة من التفكير اقترح صديقي أن يبقى خارجاً لفترة من الزمن حتى تهدأ عواطفنا ونسترجع صداقتنا الصافية القديمة ووافقته على الفكرة رغم أنني أعرف أن فراقه سيكون صعباً علي.. خرج صديقي مع بعض أغراضه ولكنه رجع بعد يومين وحالته مزرية وقال لي أن ضميره يؤنبه كثيراً ولا يستطيع أن يقيم معي بعد هذا.
تمزق قلبي وبكيت كثيراً لما سمعت، وهو أيضاً بكى وقال أنه مشتت الآن ولا يرى إلا هذا الحل، وعندما ألححت عليه أن يتذكر صداقتنا وكل ما كان تأزم أكثر إلى درجة أن صرخ في وجهي وقال أن صداقتنا قد هدمت أصلاً، صرخت أنا أيضاً من الغضب واتهمته أنه يخونني ويتخلى عني، واشتد الموقف وخرج من البيت، وبعد يوم من العذاب والألم والتفكير اقتنعت بوجهة نظره وحاولت أن ألقاه، وكنت قد وعدت نفسي أنني سأكتم أي شيء وألقاه بابتسامة بشوشة وأقول له أنني جد آسف عن أي شيء جرى بيننا وأني أتمنى من الله أن يسامحني، وما كان من ناحيتي فإني أسامحه على كل شيء، وكنت بعد هذا نويت أن أساعده في أي قرار يتخذه حتى وإن كان هذا القرار عدم رؤيته مجدداً.
بعد أن لقيته وقلت هذا الكلام احتضنني واعتذر لي عن كل شيء بدر منه وبررها بحالة غضب، وقال أنه يريد أن يحافظ على صداقتنا ومشاعر الود المتبادلة، وقال أنه ما زال يجد أن الانتقال إلى سكن آخر هو الحل الأمثل ولكن سيظل يزورني من حين لآخر، ودعا من كل قلبه أن نبقى صديقان حميمان. رجع البيت بعدها لمدة يوم ليجهز أغراضه للرحيل وعندما سألته إن كان يملك محلاً للسكن حالياً قال: "لا" فتكلمت معه وأقنعته أنه يستطيع أن يبقى معي حتى يجد السكن المناسب وفي نفس الوقت حاولت أن أفهمه أن مشاعري الشاذة ناحيته قد ذهبت أدراج الرياح وإن كان كثير منها لم يزل بعد، ولكن ضغطت على نفسي واعتزمت فعلاً ألا أرجع هذه المشاعر والحديث عنها أمامه في المستقبل.. هو وإن كان لم يعد ينكر ما حدث بيننا، لكن لم يعد يستطيع التحدث فيه بعد ذلك. مرت حياتنا ونحن مع بعض ولكنني أدركت أني بدأت أبتعد عنه أكثر ولا أطيق الجلوس في المنزل خاصة وأني وجدت فرص عمل في مكان بعيد في الإجازة مما كان يستلزم مني أن أكون طوال اليوم بالخارج، وما هي إلا فترة وجيزة حتى تيسر صديقي على سكن آخر وأعلمني بأنه راحل ولم أمانع طبعاً.
حاول صديقي بعد ذلك مرات عدة أن يتواصل ويخرج معي ولكن لم أستطع أن أتجاوب، كان قلبي متألماً لحطام صداقتي معه وصداقاتي الاثنتين اللتين قبل ذلك، لذلك تركني في نهاية الأمر خاصة وأنه كان قد أنهى دراسته قبلي وغادر البلاد، وإن كان ما زال على صداقتنا القديمة. فقط الله عزّ وجلّ جعل الحياة محتملة لي، وإن كنت الآن مكتئباً أكثر من أي وقت مضى حيث أنني لا أدري إذا كانت علاقتي سوية مع الناس من حولي أم لا، دعوت الله كثيراً وكان هو ملجئي وأدركت أن الله مسبب الأسباب وأنا على يقين تام بأن مشكلتي لها حل وأنني سأجد علاج لاضطرابي.
أنا الآن قد أكملت شهرين كاملين من دون أن أثير نفسي بأي من عاداتي القديمة، وقاومت نفسي عن أي فكرة سقيمة ألمت بي (لم أثر جنسياً خلال الشهر الماضي بتاتاً، إذا صح لي التعبير فإن عواطفي الجنسية وكثيراً من عواطفي الاجتماعية قد وضعتها على درجة الصفر المئوي، أذكر فقط أني احتلمت في النوم مرتين خلال الشهرين الماضيين)، وما زلت أرى أن مقدار صبري كبير، ولكني لن أقف مكتوف اليدين من دون عمل شيء.
ولذلك سؤالي: إذا كنت أدرك أنني قادر على كبت شذوذي الجنسي ولكن لا أستطيع توجيه عواطفي الجنسية إلى امرأة فماذا أفعل؟ مشكلتي مع الاستشارة الطبية في هذا الشأن قد تكون ناتجة عن سبب مكان إقامتي، حيث أنني لا أستطيع تحديد مركز أو عيادة نفسية للعلاج بهذا الشأن، كما أن المعالج قد لا يتفهمني كما سيتفهمني طبيب معالج من الوطن العربي. فما رأيكم في ذلك؟
أريد شخصاً يستمع إليّ ويتفهمني، هل تظنون أن حديثي مع صديق قريب لي في شأن مشكلتي قد يكون ذا فائدة (لي صديق من فترة طويلة وهو مقيم في البلاد التي أنا مقيم فيها)؟ أخيراً طلب خاص: هل من الممكن أن أتواصل مع اختصاصي ولو مرة واحدة على الأقل عبر مسانجر Gmail ؟ لأن هذا سيفيدني كثيراً. ولا تنسوني من الدعاء.
وشكراً.
ملاحظة: قبل يومين تحدثت مع أحد أنسابي وهو صديق قريب مني كان قد ساعدني كثيراً في أول أيامي عندما بدأت الدراسة في الغربة، وقلت له أن هناك اضطراب نفسي بداخلي (فقط) منذ فترة وأريد أن أستشير أخصائياً في ذلك، وافق على أن يساعدني ووعدني بأن الموضوع سيكون سراً بيننا.
04/01/2009
رد المستشار
بداية، لا بد أن تحمد الله على هذه النهاية لأن ما كنت تقدم عليه يغضب الله، وقد أباد الله قوماً لارتكابهم الفاحشة وقصتهم أشار لها القرآن الكريم. إن تصرفاتك بعود إلى البيئة الاجتماعية التي ترعرعت فيها حيث محدودية الالتقاء بالجنس الآخر وتفهمه، وبقيت تدور في فلك الرجال الذي هو بتفكيرك اللاشعوري الأيسر والأسهل. عموماً أنت بحاجة أن تنظم حياتك مجدداً، وتضع مسافة بين من تتعامل معهم، وللأسف وردت مثل حالتك عند كثير ممن يصلون الصلاة بأوقاتها وفي نفس الوقت لديهم انحرافات مثلية ورغبتهم في الجنس المماثل! هم لا يدرون بفعلتهم هذه أنهم يصلونَ الجحيم بفعلتهم، أنا لا أفهم كيف لا تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر؟ هل الصلاة تمارين رياضية أم مواقف إيمانية؟
إن فلسفة الصلاة -ولا أريد هنا أن أكون واعظاً دينياً، ولكن لابد من التنبيه في مثل هذه المواقف التي يكون الفرد على شفا حفرة أو مفترق طريق بين الفضيلة والرذيلة- تتضمن بناء الشخصية بما يتكامل سرائر النفس مع ظاهرها، وليس يكون الفرد مع الله في وقت الصلاة ومع الشيطان خارج هذا الوقت، والغريب يظهر سلوك المثلية عند الملتزمين دينياً كما يدعون وهم في الواقع تدينهم سطحياً، إذ تراهم يركزون على العبادات ويتركون المعاملات، وربما يعود إلى نظرة المتدين السطحي أن الجنس الآخر محرم فتتوجه طاقته للجنس المماثل.
وأقول لصاحب المشكلة ولأمثاله أن الدين معاملات وعبادات، والمعاملات هي السلوك الصحيح المكمل للعبادات، ما فائدة التهجد والنوافل والصلاة إن لم تكن سداً منيعاً عن الفاحشة؟! لذ أنصحك عند الانتهاء من قراءة هذا الرد أن ترجع إلى كتاب قصص الأنبياء وتقرأ قصة قوم لوط وما حل بهم، حقيقة نحن نعيش مشكلة وليس مشكلتك الأولى ولا الأخيرة ولكن الإيجابي فيها أنك متدين ربما هذا يكون مدخلاً لعلاج مشكلتك.
أقول بصراحة، لا أريد أن أفسر وجهات الطب النفسي المختلفة لهذه الحالة من علماء التحليل النفسي والسلوكيين وعلم النفس الفسيولوجي لأنهم في نهاية المطاف يلتقون بتفسيرهم أن ما يقوم به الفرد في مثل هذه المواقف هو انحراف جنسي، ونعني به الجنسية المثلية، ولكن أن تعرف ما تقوم به أو تحاول القيام به وهو ميل جنسي قوي إلى فرد آخر من نفس الجنس. وقد يكون هذا النوع من الحب الجسدي متبادلاً وقد يمارسه طرف واحد، كما يقوم على الاهتمام بشخصية الفرد الآخر أو عمله، ويسمى جنسية مثلية.
إن سبب الجنسية المثلية هو انحراف عما هو طبيعي لإشباع حاجة الجنس الطبيعية إلى ممارسة تلك العلاقة مع نفس الجنس بشكل مخالف للعرف والدين وذلك لمساعدة الظروف وتوفر الفرص في ذلك. تحدث تلك الحالات أكثر ما تحدث في غياب الرقابة الأسرية والعيش مع نفس الجنس. وهناك من يمارس الجنسية المثلية والغيرية أي يمارس الجنس والحب مع نفس الجنس والجنس الآخر.
تشتد الجنسية المثلية في سن المراهقة تلك المرحلة التي تتصف بالطاقة الجنسية العارمة، وهذه العلاقة ما هي إلا لتصريف تلك الطاقة التي يعاني منها المراهق.
تختلف النظرة لتلك الظاهرة باختلاف المجتمعات؛ في مجتمعنا الإسلامي نعد تلك العلاقة جريمة يعاقب عليها القانون ويرفضها الدين وينظر لمن يمارسها أنه ارتكب الفاحشة ويستحق عليها سخط الرب، ونجد أن في تلك الظاهرة بأن حب الجنس المثلي يسيطر على حب الجنس الآخر، وذلك نتيجة للممارسات الجنسية المثلية المستمرة، والتي تؤدي إلى الشعور باللذة العارمة بحيث تصبح عادة متأصلة لدى الممارس.
تمارس الجنسية المثلية وذلك باتخاذ الفرد دور المسيطر في ممارسة تلك العلاقة مع المثيل الذي يسلك سلوك الضعيف المطيع طاعة عمياء لما يطلبه منه شريكه. كما هناك من يمثل الدورين في آن واحد فمرة يمثل دور الضعيف وأخرى دور القوي، وهكذا يتبادلا الأدوار بتكرار العملية الجنسية. تخف شدة تلك الحالات بعد فترة المراهقة أو قد تأتي فرصة الزواج الطبيعي، وقد تنتهي تلك المشكلة أو لا تنتهي حسب الوضع الجديد من الزواج.
عموماً، إن علاجك يبدأ بقرارك الشخصي وهو يعتمد على درجة إيمانك وقوة إسلامك كما تدعي من صلاة وتهجد، أما إذا لم تستطع فلا بد من مراجعة طبيب نفسي لإجراء العلاج النفسي، وإذا لم تستطع مراجعة الطبيب النفسي يمكنك عمل الآتي:
0 أن تكون مقتنعاً أن مجرد التفكير بهذا العمل هو بحد ذاته هو يغضب الله، وأن الذين يعملون الفاحشة هم ينبذهم المجتمع ويسخط عليهم الرب، ولك في قوم لوط عبرة وما جرى لهم.
اجعل علاقاتك مع هذا الصديق علاقة خارج السكن على الأقل في هذه الفترة.
استغلال فراغك بأعمال نافعة؛ قراءة، دراسة، قراءة القرآن، صلاة نوافل...
0 ضع أهدافاً سامية في الحياة وحاول تنفيذها مثل الكتابة والبحث في مجال تخصصك، زيارة الأصدقاء وأن تكون الزيارة بحضور عدد منهم.
0 اعمل شيئأً مفيداً لك ولأسرتك، وحتماً لديك طاقات يمكن أن تفيد فيها نفسك كعمل إضافي.. الخ
0 المهم أنك استطعت أن تشخص مشكلتك وشعرت أن تصرفك خطأ، والدليل مراسلة الموقع وهذا في حد ذاته علامة إيجابية يمكن من خلالها الانطلاق لحل مشكلتك. وتذكر إذا كان خجلك من المجتمع ينبغي أن يكون خجلك من الله أولاً.
0 تذكر أن الجنس نظمه الإسلام بمؤسسة الزواج وهو الطريق الذي حلل إشباع هذه الشهوات فضلاً عن بناء الأسرة والمجتمع.
0 خطط لمشروع زواجك من نظرة الزواج مودة ورحمة.
R03;ويتبع ......: قادر على كبت شذوذي الجنسي ولكن! مشاركة