عذابي مع الوساوس
أنا هاني، أعاني من الوسواس القهري منذ وقت طويل، حيث تتلخص مشكلتي في الخوف من الموت، وعندما أنظر إلى أي شيء لا بد أن يشغلني لدرجة لا أستطيع التركيز، مما يؤدي إلى إثارة أعصابي بشكل واضح. بدأت معي عندما كنت في الثانوية العامة، وعندما أذاكر تشغلني فكرة ما حول الكتاب، بل ما داخل الكتاب أيضاً! فمثلاً رقم الصفحة في الكتاب كان يضايقني جداً! فكنت أقطع هذا الجزء من الكتاب، وعندما أشاهد التليفزيون الإضاءة الحمراء لبدء التشغيل كانت تثير أعصابي لدرجة أني كسرت التليفزيون.. وهذه الفكرة هي الفكرة الأم عندي وتفرعت منها عدة اأكار وسواسيه؛ مثلاً أخاف أن أضع مسماراً في فمي، ويقلقني هذا الأمر كثيراً. أخشى السفر وحدي لخوفي من أن أتعب أو أموت.
وعندما أعد النقود أعدها أكثر من مرة وأتوسوس فيها كثيراً، ليست للوسوسة في النقود نفسها، ولكن لأني عندما أعدها تثير الأشياء التي حولي أعصابي وتجعلني في حالة عصبية شديدة. ماذا أفعل؟ ذهبت للعديد من الأطباء ولكن دون جدوى، فماذا أفعل؟ تركت الدراسة بسب هذه الوساوس وتحطم مستقبلي، وأصبحت من الهوامش بعدما كنت أحسن واحد. ماذا أفعل؟
أرجوكم أفيدوني، أنتظر رحمة الله عليّ،
كيف أتعامل في حياتي وقد تدمر كل شيء فيها؟!.
24/12/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الأخ الكريم "هاني"، مرحباً برسالتك وما أسعدنا بتواصلك معنا. يستطيع مريض الوسواس دائماً تحديد طبيعة مرضه، ولكن غالباً ما يخلط البعض منهم بين الوساوس واضطرابات أخرى، أو يبالغ في شكواه فيبدو وكأنه فعلاً يعاني من اضطراب الوسواس القهري.
بداية، وقبل الدخول في تفاصيل الرسالة للرد على ما جاء فيها، يحسن الإيضاح أن اضطراب الوسواس القهري من الاضطرابات النفسية المنتشرة بالبيئة العربية، والتي يستطيع المعالج النفسي المدرب والخبير أن يتعامل معه بكفاءة حتى يتحسن صاحبها تماماً ويتوافق نفسياً واجتماعياً، ومن ثم فلا داعي للقلق والشعور بعدم الجدوى من التعامل مع الاضطراب، فمن أفضل وأنجح العلاجات النفسية للوساوس والأفعال القهرية هو العلاج السلوكي والعلاج المعرفي وموقع مجانين من المواقع الثرية ببرامج علاج الوسواس القهري، ويستحق أن ينال شرف الموقع العربي والإسلامي الأول في هذا الميدان وفي إتاحة خطوات عملية وبرامج محددة للتغلب على اضطراب الوسواس القهري.
نعود إلى عنوان رسالتك ونطلب منك تغييره إلى توافقي أو تغلبي على الوسواس القهري، وهكذا حتى يكون طريقة تعاملك الحياتية مع هذا الاضطراب هو التوافق النفسي والاجتماعي، والتغلب والشعور بالقوة أمام أعراض الوسواس القهري، ويكون ذلك بالتدريب على أيدي معالج متخصص في أسلوب التعريض ومنع الاستجابة، وأسلوب التحصين التدريجي وأسلوب وقف الأفكار، وفنية الحوار السقراطي وأساليب الجدولة وهي كثيرة بالموقع، وكذلك أساليب التمييز بين الأفكار والانفعالات والسلوكيات.
وهكذا مع كل ما تشتكي منه من أعراض، حتى تنتهي مشكلتك تماماً والتي تحتاج منك صبراً وتوافقاً وتفاعلاً إيجابياً كالذي رأيناه منك حين كتبت رسالتك ورغبت في التواصل معنا.
بالتوفيق، وأخبرينا دوماً بعودتك للدراسة ومواصلتك إياها وتقدمك في العلاج.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واقرأ على مجانين:
عزيزي مريض الوسواس: عالج نفسك بنفسك4
الوسواس القهري أفسد عليّ ديني ودنياي