الخوف من الزواج
عمري 20 سنة، في السنة الأخيرة في الكلية، جميلة وملتزمة دينياً وروحي جميلة، هذا من وجهة نظر كل من يراني أو يتعامل معي. مذ كنت في 16 من عمري والخاطبون يطرقون بابي، قد يحسدني من يقرأ هذا في ظل العنوسة المتفشية في مصر، لكن لا بد من القول أن لا العانس مرتاحة ولا المرغوبة والمطلوبة مرتاحة!. خطبت في سن 18- فكرة، أنا ضد الارتباطات غير الرسمية المنتشرة في الكليات والمدارس-بقرار طائش مني، لكن وللأسف بنصيحة غير منطقية من أهلي الذين ألقي عليهم اللوم كثيراً بيني وبين نفسي، قالوا بما أن والده يعامل أمه جيداً فلا بد انه سيعامل زوجته بالطريقة نفسها! ولا ألومهم لوجهة نظرهم القاصرة تلك فقط، بل لأنهم سمحوا أن أخطب في سن صغيرة كهذه وهم عارفون أنني مترددة وغير قادرة على اتخاذ القرار آنذاك.
لم يكن في العريس أي ميزة؛ ورغم عمره الكبير مقارنة لعمري وقتها - 28 سنة- إلا أني كنت أكبر منه عقلياً، لم يدخر أي نقود وعمله غير مضمون، إضافة لكونه عانى من مرض نفسي، طبعاً السؤال: لم لم أتركه؟ لأني كنت أشفق عليه، فقد كان يبكي كالأطفال، ويتأتئ في الكلام!.
والسؤال الثاني: لم رضيت به رغم عيوبه؟ لأني ما أعرت الأمور المادية اهتماماً في عمري، ولا فكرت أنها شرط معتبر، ما كان يهمني هو أن يحبني ويريدني! انتهت الخطوبة بعد 8 شهور بقرار منه والحمد لله، لأني ما كنت متخذة خطوة كهذه أمام حالته المرضية.
ظننت أن موضوع خطبتي السابقة سيقف عائقاً بعد ذلك ولن يتقدم لي أحد، لأن من طبيعة الرجل الشرقي أنه يحب أن يكون الأول في حياة زوجته، لكن عكس ما توقعت تماماً؛ فأمر الخطوبة انتهى وكأنه لم يكن، لكن للأسف ترك في نفسي خوفاً من الخطوبة والارتباط، فأنا أخشى تكرار التجربة القاسية، ولم أعد واثقة في أي أحد أقابله، فالأول كان يبدو شخصاً جيداً لكن اتضح لي بعد ذلك أن الإنسان قد يخفي أسراراً كثيرة لا تظهر إلا بعد حين.
كان عندي هذا الخوف قبل تجربة الخطوبة بسبب علاقة أبي بأمي السيئة، لكن للأسف ازداد الخوف كثيراً بعد التجربة، وظللت أخاف الارتباط حتى عرضت عليّ إحدى صديقاتي -التي أحبها جداً- أن أقابل أخاها. صديقتي هذه إنسانة جميلة، تمنيت أن يكون أخاها مثلها، لذلك كنت متحمسة للموضوع، لكن للأسف رفض أهلي بسبب أن مستواه المادي أعلى من مستوانا مما قد يخلق مشاكل بيننا، كما أنه يعمل في السعودية حيث لن أتمكن من العمل لأن مجال العمل ضيق هناك وغير مناسب لما تعلمته في كليتي.
حاولت كثيراً معهم ودائماً الرد بالرفض، للأسف لم يقتنعوا إلا بعد أن طلبت من صديقتي ألا تكلمني في الأمر نهائياً. مذ حينها وأنا أتعذب كل يوم وعلى أمل أن تعاود صديقتي فتح الموضوع ثانية لكن للأسف لم يحصل، وتقدم لي شخص آخر هو إنسان مناسب إلى حد ما (هذا الظاهر إلى الآن)، لكني ما زلت لا أستطيع اتخاذ قرار، وهذه المرة لسببين: الخوف من يتكشف لي أنه إنسان تافه فيتكرر الفشل ثانية، والسبب الثاني أني على أمل أن تفتح صديقتي معي الموضوع مرة أخرى وأتكلم مع أخيها، ربما تكون صفاته حسنة مثلها، وعندها سأوافق من غير خوف.
ماذا أفعل؟ أأنتظر الأمل وأصرف النظر عن الشخص الثاني؟! مع العلم أني لا أستطيع مفاتحة صديقتي في الموضوع بعد أن كسفتها مرات كثيرة.
R03;وماذا أفعل في الخوف؟.
18/01/2009
رد المستشار
عزيزتي "وردة"،
أهلاً بك معنا على صفحات مجانين، وشاكرين لك ثقتك بموقعنا، ونتمنى من الله أن نكون عند حسن ظن الجميع بنا.
أولاً، نقطة ندرة العرسان في مصرنا المحروسة. أنا أجد أن الندرة ليست كماً بل كيفاً؛ بمعنى أن هناك أشخاصاً كثر قادرون على الزواج مادياً، ولكن كمسؤولية وتحمل كيان أسرة كامل على عاتقهم فلا يوجد الكثير. إذن العرسان الجاهزون كمّاً كثيرون ولكن الجاهزين كيفا ًنادرون جداً. لهذا فقد يكون وسط كم العرسان التي تتقدم لخطبتك لا يوجد من يصلح للزواج حقاً، فلا أجد أي سبب للحسد على هذا، ثم إن الزواج رزق يهبه الله لمن يشاء فقط.
ثانياً، نقطة الخطوبة السابقة أجدها غريبة جداً وبها حلقة مفقودة. فكأن في أول الرسالة مريض نفسياً ويتهته بالكلام، ثم في آخرها أصبح من النوع الذي يخبئ الأسرار ولا يقولها إلا بعد فترة.
ثم لم يكون به أي ميزة للموافقة عليه وسط كم العرسان التي تتحدثين عنه في أول الرسالة، فلا أعرف لماذا تمت الخطبة؟ ولا أدري لماذا تم فسخها؟!.
هناك مثل أمريكي -على ما أظن- يقول: "أنظر للأم وتزوج الابنة" لأن الابنة تتأثر بأمها في الطباع وأسلوب التعامل مع الحياة الزوجية، فضلاً على شكل جسم الأم بعد الزواج في الغالب ترثه الابنة، لكن لم أعرف قاعدة تطبق على الابن من قبل.
ثالثاً، نقطة صديقتك وأخوها. لا أفهم أيضاً كيف يتم الموافقة بعدما أنهيت الموضوع مع صديقتك؟ جرت العادة ألا تقول الفتاة الرأي النهائي إلا بعدما ينتهي تماماً النقاش مع أهلها، وإن قالت الرد النهائي للشخص الذي حدثها عن عريس لا يُفتح الموضوع ثانية في المنزل، فكيف وافقوا بعدما قلت الرد لصديقتك وكان بالرفض؟.
رسالتك بها كثير من الأمور التي لا أفهمها وخارجة عن العادة والمتعارف عليه.
في النهاية عزيزتي.. أعتقد أن أفكارك مشوشة وقراراتك مهزوزة في موضوع الزواج، وأجد أن هذا من سوء الوضع بين والديك في منزلك، فإن كان العريس الموجود حالياً مناسب فعلاً استخيري الله وتوكلي عليه.. والله الموفق، ولا داعي أن تنتظري ما قد يحدث أو لا يحدث..
وفقك الله لما فيه الخير لك في دينك ودنياكِ.