السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
شكراً جزيلاً للأطباء على مساعدة المرضى، وجزاكم الله ألف خير. أكتب باسم أخي الذي يعاني من مرض نفسي يتجلى في الاكتئاب والقلق ونوبات الهلع.
سأبدأ قصة مرضه كالتالي؛ يكبرني بأربع سنوات، يعمل في مجال الإعلاميات وهذا يستلزم جهداً عقلانياً كبيراً. بدا الضغط والانزعاج من زملاء العمل وضيق الصدر والانزعاج ظاهراً، ويخرج من هذا المكان ليذهب إلى البيت الآخر مع الشكوى بوجود الضيق، بعدها بأيام تدهورت حالته الصحية فأصبح لا ينام فما أن يغمض عينه قليلاً حتى ينهض راغباً في الخروج، وعدم فهمه لتلك الحالة زادت من تعقيدها معه فصار تناول 7 أقراص منومة نتيجة عدم النوم مصحوباً بانتقاد الذات وكره النفس وتكرار كلمة مشكلة، والشعور بالجنون وفقدان حلاوة الحياة، مع العلم أن تلك الأمور تتعلق بشخصيته ومعجب بها.
زرنا الطبيب النفسي فوصف له أدوية وقال له ليس هناك مشكلة وعليه أن يرتاح ويرجع إلى العمل، كانت أدوية مضادة للاكتئاب depakine وفيتامينات atarax musiral. تحسنت الأوضاع ورجع إلى العمل، ولكن كان للشعور بالخمول والنعاس وعدم الحركة أثر سلبي على نفسيته، فكان يأخذ الدواء كارهاً له خوفاً من الإدمان، وبدأ بالانقطاع مرة عن الدواء وشربه مرة أخرى، فإذا به يمدد على الفراش ويشعر أن شيئاً ما يلزمه وبالإعياء السريع والإجهاد، ولكن أكثر ما كان يزعجه هو التقلب بين شعوره بالارتياح ووجود الفراغ وعدم التركيز، توهم فقد الذاكرة والتساؤل: "هل ما أقوله معقان ام هو عربط؟" (والدخول والخروج في الهدرة ولكن يبقى الشعور وفي آخر الأسبوع رجوع للشعور بعدم الأمان ونقد الذات مع قلق وشعور بالجنون).
مع أخذ حبة في الليل ل nodip أصبح يتكلم بكل ما يأتيه في الخاطر، زرنا طبيباً آخر لعدم ارتياحه للسابق، فقال لديه نوبة هلع ووصف له الدواء التالي tofranil ، يتداوى الآن وهناك بعض التحسن بعد أسبوعين تقريباً، لكن ما زال يتقلب بين تسلط الأفكار التي تؤدي إلى اليأس وكون لا علاج لمرضه وأن كل ما أقوله ليس إلا لطمأنته فقط. يشعر بالراحة عند ممارسة الاسترخاء واتضاح له بعض الأمور، لكن يبقى عدم التركيز والإحساس بالفراغ وعدم وجود حلاوة فيما يفعل من هوايات.
أتساءل: هل سيعالج؟ وكيف يعالج؟ فزع العائلة هو ما يزيد من شدته، فهل للآثار الجانبية كالصداع وعدم الاتزان مشاكل نفسية؟ إذ أن شعوره بالصداع كان يقلقه كثيراً ويخيفه من الرجوع إلى حالته الأولى. إنه يعاني، وأخاف إن كتب مشكلته أن تزداد معاناته أكثر، فأي مرض نفسي لشخص آخر يطبقه على نفسه ويقول مثلي!.
أرجو إعانتي على حل مشكلتي ومشكلة أخي.
8/3/2009
رد المستشار
نشكرك على اهتمامك بأمر أخيك، ونسأل الله له الشفاء والعافية.
بحسب ما ورد في رسالتك فإن أغلب الظن أن الحالة التي يعاني منها أخوك هي اضطراب وجداني ثنائي القطبية؛ حيث تتملكه فترات طويلة من الاكتئاب النفسي تتخللها فترات من السواء وربما قليل من الانشراح. والاحتمال التشخيصي الآخر هو أن حالته تنحصر فقط في وجود اكتئاب نفسي مع سمات القلق والتوتر.
هذا الأخ يمكن أن يُساعد عن طريق الآتي:
1) أن يتواصل مع طبيب نفسي محنّك يهتم بحالته ويحاوره باحترام واعتبار لشخصه.
2) طمأنته بأن حالته قابلة جداً للعلاج، وما هي إلا مثل بقية الحالات كمرض السكر أو الضغط.
3) إشعاره بكنيونته ودوره الفعال في الأسرة.
4) تذكيره دائماً بإيجابياته وإنجازاته في الحياة.
5) مساعدته لإدارة وقته بصورة صحيحة ومتقنة، على أن تشمل نشاطاته اليومية: العمل، ممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي، والحرص في عباداته، والترويح عن الذات بما هو مشروع، وأخذ قسط كافٍ من الراحة مع تجنب النوم النهاري.
6) جعله يطور من مهاراته الوظيفية حتى يفتح آفاق جديدة لنفسه.
7) الانضمام لأحد جمعيات العمل الخيري أو الجمعيات الشبابية بحسب ما يناسب عمره.
8) لا أود أن أدخل في تفاصيل الأدوية فطبيبه المعالج يمكن أن يحدد ذلك، ومن وجهة نظري هو في حاجة فقط لدوائين أحدهما مضاد للاكتئاب والثاني مثبت للمزاج، بمعنى آخر يمكن أن يكفيه تناول حبتين فقط ليلاً، هذا بالطبع سيشجعه على الالتزام بتناول الدواء حيث أنه لن يشعر بالآثار الجانبية السالبة للدواء.
وبالله التوفيق.
اقرأ أيضاً:
الاضطراب الوجداني الثنائي القطب (الثناقطبي)
ثنائي القطب والعيادات الإليكترونية ومجانين
اضطراب وجداني ثنائي القطب من الجزائر