حزين وقلق بشكل دائم..!؟
السلام عليكم،
R03;
وجزاكم الله خيراً على ما تقدمونه. أما بعد،
لدي مشكلتان:
الأولى: أنا في الأيام الأخيرة من المدرسة في السنة الثالثة ثانوي. أنتظر هذه السنة من ست سنوات -وأنا في الصف الأول إعدادي- كنت أعد الفصول الدراسية فصلاً فصلاً. كنت وما زلت أكره المدرسة:
- لأنها مضيعة للوقت؛ لا أستفيد منها، لا من المناهج ولا من المدرسين ولا من الطلاب، ما أحفظه أرميه في ورقة الاختبار! حتى أن بعض الطلاب في صفي لا يعرفون قراءة الأعداد- المستوى سيء.
- لم أجد أصدقاء لي فأغلب زملائي سيئون.
- إزعاج زملائي لي؛ كنت أجلس وحيداً- ليس لدي أصدقاء-، والطلاب من حولي سيئون كما ذكرت وشاذون، وعندهم السب والشتم واللعن والقذف والإهانات... إلخ تجري على ألسنتهم كما الهواء في صدورهم- أنا أقول لهم لا تكلموني بهذا وحتى لو على سبيل المزاح فيزعجونني بذلك. كنت أشتكي عليهم للإدارة ولكن الإدارة مثلهم ويزيدون إزعاج.
ليست هذه المشكلة، مرّت الأيام والحمد لله، ورغم كراهيتي تلك للمدرسة فأنا الآن حزين لأني سأتركها -ليس محبة فيها بل- لأني تعودت عليها. هكذا أعتقد، أنا عادة أحزن حزناً شديداً على أي شيء تعوّدت عليه ثم افتقدته.. ما العمل؟ وأيضاً أتحسر على أشياء أتمنى لو فعلتها في الماضي في المدرسة.
الثانية؛ أني أقلق كثيراً وعلى أتفه الأمور! الاختبارات النهائية اقتربت وأنا أستعد لها بالمذاكرة، أنا قلق إلى أن تنتهي المذاكرة، وأيضاً قلق إلى أن أنهي مذاكرة المادة التي أذاكرها، فينتج أني أنهي ولم أذاكر جيداً فأقلق ولا أستطيع مذاكرة المادة الثانية.
أرجو عدم التأخر، خلال يومين على الأكثر وتكونوا أجبتم، وأرجو أإلا ترسلوني إلى روابط أخرى. أرجو أن تبعثوا الإجابة على البريد الإلكتروني لأن أقاربي يتابعون الموقع ويعرفون قصتي ويعرفون أسلوبي... وقتها تصبح مشكلة.
جزاكم الله خيراً.
7/6/2009
رد المستشار
عزيزي،
مرحباً بك معنا على مجانين.
في أول الأمر ذكرت مدى كرهك للمدرسة وأكدت عليه أكثر من مرة.. ومع ذلك حزين على أنك ستتركها!!.. فكيف يجتمع الكره مع الحزن على الفراق؟!!.
عادة نحزن عندما نحب شيئاً ما ونفقده أو نبتعد عنه، ولكن نحزن على فقداننا شيئاً نكرهه؟!!.. فما نكرهه نتمنى دوماً البعد عنه بأقرب فرصة.. لما تصر على أن تظل حزيناً؟!!.. عندما كنت بالمدرسة فأنت حزين لأنك بها، وأيضاً من تصرفات زملائك، وعندما تبعد عنها وترتاح من كل هذا، تحزن على الفراق لأنك تعوّدت، فعلى أي شيء تعوّدت؟!.. على أن تصبح حزيناً دائماً؟!.
الحب والكراهية شيئان متضادان، لا يصح الجمع بينهما، تماماً مثل الجوع والشبع، فهل تشعر بأنك جائع وشبعان بنفس اللحظة؟؟!، هكذا هو حالك. أعتقد أنك لا تكره المدرسة ولكن تكره التسيب وعدم الفائدة السائدة بها، ولا تكره زملاءك ولكن يغضبك كثيراً أسلوبهم بالحديث والأهم بأنك لا تجد بينهم صديقاً لك.
هي مرحلة ومرّت بحياتك، وانتهت ولا داعي أبداً لتظل تفكر وتبحث عن شيء يجعلك حزيناً، أنظر للغد فهو آت بجديد إن شاء الله، وقد تجد من تصادق وتنتقل لبيئة (مدرسة أو جامعة) جديدة، ستحمل معها أناس وزملاء جدد، وإن شاء الله تجد بهم ما يسرك.. فانسَ الأمر كي لا تعكر صفو حياتك، ولا تتذكر ما كان يجب أن تفعله، فلقد سبق السيف العذل أيها المقدم وانتهى الأمر، فلن تعود الأيام من جديد كي تفعل ما كان يجب أن تفعل، المهم أن تعرف ما يجب أن تفعل بالأيام القادمة.
وبالنسبة للخوف والقلق من الاختبارات؛ فهذا أمرٌ عاديُّ جداً، يحدث دائماً لكل الناس.. فمن الطبيعي أن تخاف على مجهودك من الضياع فتضاعف المجهود كي تحقق أفضل النتائج، ولكن ما أنت فيه غير طبيعي، فتعود من جديد وتبحث عما يعكر صفوك، تبحث عن القلق من المادة والقلق من نهايتها ومن النتيجة، القلق هو النتيجة فقط لا شيء، أخشى ما أخشاه أن يكون القلق فكرة قهرية عندك، وتسيطر عليك!.
عزيزي، الإنسان يحيا مرة واحدة فقط، والعمر مهما طال قصير، فلماذا تصرّ أن تضيّع عمرك بالقلق.. القلق من أجل القلق، كما فعلت بالمدرسة تحزن وتغضب من أجل الحزن فقط، هوّن عليك وتعامل مع الأمور ببساطة، فالامتحان ما هو إلا اختبار على مدى استيعابك طوال العام، ولو ذاكرت جيداً سيكون الامتحان هين وسهل، ولو تكاسلت ولم تعط المذاكرة حقها سيكون الامتحان صعب وهكذا، فكلما ذاكرت جيداً كان الامتحان سهلاً ويسراً.
عزيزي؛ (العبد بالتفكير والرب بالتدبير) فتوكل على الله ولن يخذلك، وكفّ عن القلق والحزن وعش حياتك واستمتع بها.
وفقك الله.