مدمن العادة السرية "اليومية"..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع، الحقيقة عندما سمعت بالموقع أخذت مسرعاً لأطرح لكم مشكلتي التي تكاد تقتلني كل يوم.
أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة، وربما سيكون مضحكاً عندما أقول لكم أني ما زلت لا أستطيع ترك تلك العادة المهلكة التي أهلكت كل شيء في جسدي، حتى أنني لاحظت مراراً وتكراراً أن ذاكرتي تتدهور وصرت أنسى حتى أقرب المواقف، ورغم ذلك لا أستطيع ترك تلك العادة السرية! حاولت مرة الالتزام بتعاليم الإسلام بكل صدق وبكل صفاء نيّة، ولكن بعد شهر تقريباً عاد - لا أعلم هل أقول عاد الشيطان أم عاد شبح العادة السرية أم عادت حالة الإدمان لتلك العادة؟!.
فقد بدأت تلك العادة السرية منذ حوالي 7 سنوات، ولا يكاد أحد يصدق أنني كنت أقوم بتلك العادة السرية كل يومن نعم كل يوم منذ سبع سنوات إلى الآن، ورغم أنني شعرت أن جسدي تدهور بنسبة كبيرة لدرجة أنني لا أستطيع المشي أكثر من 200 متر!، نعم أنا أعترف أنني في سن لا يصلح أو ليس من المهذب أن أقوم بتلك العادة السرية، وأعترف أنني يجب أن أتخذ القرار الصارم لإيقافها مع أنني حاولت لعدة سنوات الالتزام بتعاليم الإسلام ولكن كانت تلك العادة بالنسبة إلي أكثر من إدمان المخدرات!.
تلك هي مشكلتي...
R03;وجزاكم الله خيراً.
05/07/2009
رد المستشار
عزيزي "أحمد"،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
شكراً جزيلاً لك على ثقتك بنا، ولمن عرّفك بموقعنا مجانين، وأتمنى أن تجد في إجابتي ما يريح قلبك.
أبدأ حديثي معك بقولك "وربما سيكون مضحكاً عندما أقول لكم أني ما زلت لا أستطيع ترك تلك العادة"، وربما المضحك حقاً ردّي عليك؛ فهذا الأمر أجده عادياً، ولا يدعو للضحك أبداً، فما الذي ننتظره من شاب "في عزّ شبابه" دون زوجة شرعية له يتمتع بها ليفرغ طاقته الجنسية المكبوتة بشكل طبيعي وسويّ؟! ما الذي ننتظره من شاب في مجتمع أصبح فيه الزواج حلم صعب المنال للجنسين على حد سواء؟! ما الذي ننتظره من شاب في مجتمع رغيف الخبز فيه يحتاج معركة للحصول عليه؟! ما الذي ننتظره من شاب في مجتمع به رجال لم يتزوجوا رغم أنهم تعدو الأربعين لضيق ذات اليد؟!.. صدقني هناك الكثير يدعو للضحك غير استمرارك بممارسة للعادة! فشر البالية ما يضحك!.
كفّ عن إحساسك بالذنب وانتقاصك لنفسك بسبب العادة، كفاك جلد لذاتك، لا يوجد أي ضرر واضح للعادة السرية على الجسم، فكل أضرارها تتبلور بالإحساس بالإثم بعد فعلها، وتعوّد الشخص على الجنس بشكل فردي بدون شريك يقاسمه اللذة ويكتفي بلذة وقتية مزيفة، وأحياناً بعد ممارستها بشكل مبالغ فيه (أكثر من المعدل الطبيعي للجماع من ثلاث إلى أربع مرات أسبوعياً) يكون ضررها سرعة القذف، ولكني لم أقرأ أو أعرف أن العادة لها علاقة بالذاكرة مثلاً!.
وبالنسبة لتعبك وإرهاقك الشديد وعدم المقدرة على المشي حتى لمسافة صغيرة تصل 200 متر كما وصفت حالتك، فقد يكون هذا بسبب إفراطك بممارسة العادة، فمثلها مثل الجماع عندما يكون بشكل مبالغ به يؤدي للإرهاق الشديد.
لن أقول لك أقلع عنها، لأني أعرف أنك لن تقلع عنها بشكل نهائي إلا عندما تجد البديل الطبيعي لها -رزقك الله بالزوجة الصالحة- ولكني سأقول لك حاول أن تدخل تلك المعركة، حاول أن تنتصر عليها فأنت تمارسها يومياً بحسب سطورك، إذن فليكن هدفك الأول جعلها مرة أو مرتين أسبوعياً، وعندما تحقق هذا الهدف، ضع لنفسك هدفاً آخر وهو أن تقلل منها لتكون مرتين فقط شهرياً، ولو استطعت حقاً فأنت بطل وتحتاج هدفاً أكبر، وهو أن تكون الممارسة وقت الحاجة الملحة جداً. وعندما تصل لهذه المرحلة تستطيع استرداد طاقتك وقوتك من جديد. سيكون من السهل ألا تصل للحاجة الملحة جداً؛ إن شغلت نفسك بالرياضة وبعملك وبمشاغل الحياة، ومن المعروف أنك لا تمارس العادة في أي مكان -عادة في غرفة النوم الخاصة أو الحمام، أعزك الله- هنا أنصحك بألا تخلد لسريرك إلا عندما يغلبك النعاس، فتنام بمجرد أن تضع رأسك على الوسادة -أظن أحياناً تستخدمها كمنوم متوفر دائماً بيدك- ولا تقضي بالحمام أوقات طويلة سواء لقضاء الحاجة أو للاستحمام، وابتعد تماماً عن المثيرات الخارجية، وقتها سيقضي جسمك حاجته الطبيعية بشكل طبيعي دون تدخلك، وبدون أن تشعر بالذنب وهذا بالاحتلام.
ومعك حق بأن تلك العادة إدمان، ولكن للتخلص من إي إدمان يجب أن تتوفر الإرادة لدى المدمن أولاً لينجح بالإقلاع، هل لديك القوة والإرادة؟! لو نعم إذن فأبدأ من اليوم ولا تسوّف.
يبقى نقطة واحدة أود أن ألفت نظرك لها، لا أجد علاقة بين الالتزام بتعاليم ديننا الحنيف، والحاجة للجنس والشهوة، فمن قال أن الملتزم لا يشعر بالشهوة؟! إذن فلمَ شرع الله الزواج؟؟! الغريزة أو الشهوة خلقنا بها، ولم ولن تكون حاجتنا لقضائها وصمة عار علينا، أو إثم نعاقب عليه، فمثلها مثل حاجة الجائعين للطعام، والعطشى للماء، وهذا الرابط به كل شيء عن الاستمناء: العادة السرية ذكور، استمناء Masturbation
وفقك الله، ورزقك بزوجة صالحها لتتمتع معها بالحياة..
"عَنْ عَبْدِ الّلهِ بْنِ عَمْرٍو أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "الدّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدّنْيَا المَرْأَةُ الصّالِحَةُ". رواه مسلم.