السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه لنا من حلول أنارت طريقنا...أنا فتاة ابلغ من العمر 19 عاما لم أكمل دراستي الثانوية بسبب الموضوع الذي سأطرحه عليكم..
أعاني من مشكلة جسدية وهي حريق في ظهري منذ الصغر وقد أجريت لي عملية منذ سنتين وهي شبه ناجحة...
تقدم ابن الجيران لخطبتي وهو يعلم مصيبتي وافقت على خطبته، وبعد مرور ثلاثة اشهر قررت وعزمت على عدم إتمام مراسم الزواج حتى يرى الحريق ويتأكد من انه موافق 100 % حتى لا يظن أنني خدعته وبعد محاولات وطبعا بمعرفة الأهل قد تأكد بنفسه ورأى الحريق وهو يقول انه مقتنع بي 100% لأنه احب أخلاقي قبل شكلي...
ما أود أن اطرحه لديكم هو مشكلتي النفسية فأنا أعاني من إحباط دائم وأحس أن الناس كلهم لا يحبونني حتى أمي وأخواني أراهم بعيدين عني ربما لأنهم لم يزوروني كثيرا أيام كنت بالمستشفى (زيارات متقطعة وإهمال في مراعاتي بعد العملية).
بعد خطوبتي من هذا الشاب أحسست بان الحياة مازالت بخير، عاد لي الأمل كل ما رأيته افرح أصبت بجنونه هو أبى وأمي وكل شي، يهتم بمشاعري في كل صغيرة وكبيرة ولكنني خائفة أن أظلمه أو أن يكون غير مقتنع بي 100%ويؤثر على علاقتنا بعد الزواج...
خطيبي شاب ملتزم وحنون وشخصيته قوية يبلغ من العمر 26 عاما ويعمل ويتقاضى راتبا جيدا لديه شهادة جامعية...
عذرا للإطالة، ما أود أن اعرفه هل سينجح هذا الزواج طبعا الله الذي يعلم الغيب ولكن أتكلم من الناحية النفسية والعقلية وهل هو متكافئ؟
ملاحظات:
أرجو الرد سريعا لان مواعيد الزواج قد قربت وإذا احتجتم تفاصيل اكثر أو الرسالة غير واضحة أرجو مراسلتي على العنوان.
14/8/2003
رد المستشار
أختي العروس قريبًا إن شاء الله، أليسَ الله سبحانهُ وتعالى كريمًا ورحيمًا؟ لماذا لا يكونُ قضاؤهُ أن يعوضكِ عن ما أصابكِ من قضائه سبحانهُ ورضيته قضاءًا، بشابٍ مسلمٍ يريدُ أن يقيم بيته على أساس دين وخلق زوجته قبل كل شيء، وهل تظنين أنت أن دين الفتاة وحسن خلقها أمورٌ يمكنُ أن يفشلَ معها أي زواج ببساطةٍ هكذا؟
إن فيك يا عروسَ اليمن ما لا يراهُ الشبابُ كثيرًا في من حولهم من البنات في أيامنا هذه،وهذا هوَ ما يدومُ للمسلم الصالح المؤمن بعد الزواج، إذن أنت أعطيتِ حجمًا أكبرَ من اللازم للحريق الذي أصاب ظهرك والذي كانَ هوَ على علم به قبل أن يتقدمَ لخطبتك لأنه جارك حتى أنك أقمت الدنيا وأقعدتها لكي تطلعيه على ما في ظهرك من تأثير الحريق، كي تتأكدي من أنهُ لن يغير رأيه! وقال هوَ لكِ وقال لك 100% كما طلبت،
يا أختي لقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام حين نصح الرجل المسلم المقدم على الزواج قال له في حديثه الشريف الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها،فاظفر بذات الدين تربت يداك)، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه الشيخان وأبوداود والنسائي وابن ماجه.
وحين نصح أهل العروس قال صلى الله عليه وسلم (فعن أبي هُرَيرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّم: "إذا خطبَ إليكُمْ من ترضونَ دينهُ وخلقهُ، فزوِّجوهُ. إلاَّ تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريض" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، (رواه الترمذي)
.
ولا أظنَّ جارك تافهًا أنا فهوَ يعرفُ بالتأكيد حدود ما يريدُ وما يستطيع، وأنت فتاةٌ عربيةٌ تكلمنا على الإنترنت لست أقل بل أنت أعلى من الكثيرات من الجامعيات اليوم في مناطق عديدةٍ من الوطن العربي، يا عزيزتي دعي أكتئابكِ وأستعدي للعرس متوكلةً على الله الذي أمرنا أن نحسنَ الظنَّ به،
ولكنني أريدُ أن أناقشَ معك مشكلةً أخرى ذكرتها أنت على عجلٍ في إفادتك، وهيَ علاقتك بأسرتك وإحساسكِ أنهم والناسُ كلهم لا يحبونك؟ أنا أريد المزيد حول هذا الموضوع لأتمكنَ من صوغ تصنيف للحالة التي تعيشينها أنت وأسرتك، وما أتمناه هوَ ألا تبيني لزوجك أيا كانَ شيئًا من هذه المشاعر التي تحسينها موجودة بينك وبين أسرتك، إن لم تكوني قد أخبرته فأرجوكِ أن لا تفعلي حتى تناقشي هذا الأمر معنا، ونحنُ في انتظار ردك يا عروس اليمن!
لكنَّ كلامك عن الإحباط يوحي بشيءٍ من الحزن وربما الاكتئاب وأريد تفصيلاً أكثر أنا لكي أقول رأيي النهائي فيه، ربما بعد الفرح، ومبروك مرةً أخرى وبالرفاه والبنين.