تائهة بلا عنوان
لا أعلم من أكون حياتي؟! كلها متوقفة على هذا السؤال إن كانت أصلاً هناك حياة! فقدت كل شيء بسبب هذا السؤال، وأريد أن ألحق الباقي.
لا أعلم من أكون حياتي؟! كلها متوقفة على هذا السؤال إن كانت أصلاً هناك حياة! فقدت كل شيء بسبب هذا السؤال، وأريد أن ألحق الباقي.
24 سنة لا أعلم الإجابة، أنا وإحساسي وميولي وروحي وتفكيري وقلبي وعقلي وكياني عكس ما يوجد ببطاقتي وأوراقي الرسمية، 24 سنة أزيّف وأخفي إحساسي، أفكر وأحاسب قبل أي كلمة تصدر مني أو أي فعل حتى لا يراني الناس بالجانب السيء. 24 سنة لم أعش منها يوماً حقاً.
كنت أصلّي ولا أفعل الحرام، حتى هذا فقدته، كنت أسلسل كل مشاعري إلى أن أصبحت لا أستطيع، أريد أن أصرخ في كل من حولي ملتمسة الرحمة التي سلبني منها أقرب الناس إليّ، أقسم لك بالله أن أكثر سؤال سألته من جميع الناس -حتى من أعلمهم- منذ صغري حتى الآن هو: "أأنت ولد أم بنت؟" أحياناً يسعدني هذا السؤال، وأحياناً يدمرني. أقسم لك بالله العظيم أنه من المستحيل أن يمرّ عليّ يوم بل ساعة وأنا فرحة، لا أعلم من أكون! ليس شكّاً في إحساسي فأنا لم يخني إحساسي يوماً منذ لعبي عندما كنت صغيرة وميولي لألعابي الرياضية وعقلي وتفكيري وقلبي الذي لا يوجد منه سوى بقايا أحاول الحفاظ عليها.
تقتلني نظرات الناس وهم يعتبرونني لغزاً وهم يستبعدون عني أي شيء سيء لأنهم يرونني بكل احترام، فمنهم من يشفق عليّ ومنهم من يتجنبني ومنهم ومنهم... رغم أني قسماَ بالله أحاول إخفاء كل أحاسيسي. هل يستطيع أحد احتمال كل هذا؟ ألا يعبر عن شيء واحد بداخله، في كل ثانية يتعامل بها مع الناس يزيف كل شيء، تعبت وإن لم يكن الانتحار غضب لربي لأنهيت حياتي بيدي حتى أتخلص من كل هذه الأوجاع، أصبحت أكره كل الناس وأغار من أي بنت أو ولد يملك أبسط شيء في الوجود وهو أن يعرف من هو؟ ومن يكون؟ ويعبّر عن أي شيء داخله في أي وقت.
أرجوك، أقسمت بالله عليك، حياتي بين يد الله ثم أنت، ساعدني أن أعيش وأن أعلم من أنا، أقسمت عليك لا تعتبرني أي مريض، فأنا لست مريضاً، أنا امرؤ حياته تنتهي كل يوم ويريد أن يكون إنساناً، إنسان فقط، أريد حتى أن أستطيع الوقوف بين يدي الله سواء في دنياي أو في آخرتي، لا أريد سوى أن أكون مثل أي أحد أي أحد فقط.
شكراً.
13/12/2009
رد المستشار
الأخت العزيزة،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،بداية نرحب بك وباستفسارك، ونبدأ من الاسم والصفة التي ارتضيتها لنفسك "تائهة بلا عنوان" ولكن التائه عادة ما يكون دائم السؤال للبحث عن عنوان ومكان لترسو فيه سفينته، ولم أر منك إلا مرّ الشكوى دون أن يكون منك جهد مضنٍ لمعرفة أسبابها ومن ثم علاجها بشكل علمي موضوعي. فتعالي لنبدأ الرحلة سوياً بالتعرف على مشكلتك بشكل أوضح أولاً، ثم إهداؤك بعض المعلومات فيما يخصها.أولاً:* متى بدأت مشكلتك تحديداً أو تقريباً؟.* ما هي الرحمة التي سلبها منك أقرب الناس؟.* إذا كنت تخفي كل شيء فلماذا يعتبرك الناس لغزاً؟ وما هذا الذي تخفيه حتى لا تكون لغزنا نحن أيضاً؟.ثانياً: فيما يخص المعلومات بشكل عام عن موضوع اضطراب الهوية الجنسية، والتي لا يشترط أبداً أن تكون هي حالتك –كما ستفهم لاحقاً- فإليك بعض المعلومات بشكل مؤقت حتى ترسل لنا بشكل أوضح عن حالتك.اضطراب الهوية الجنسية أو مرض الرغبة في التحول الجنسي قد يظهر قبل المراهقة، وقد يظهر بعد المراهقة، وقد تكون له مقدمات قبل سن المراهقة، و لكنها تتضح وتتأكد بعد العبور بالمراهقة.إنه الرغبة الملحة المستمرة الثابتة للتحول إلى الجنس الآخر، إنه الشعور بعدم الارتياح بالانتماء إلى الجنس الذي ولد به والذي حددته أعضاؤه التناسلية وأكدته بعد ذلك المظاهر الجنسية الثانوية.
إن هناك ثلاثة أنواع من اضطراب الهوية الجنسية وليس نوعاً واحداً:النوع الأول: الرغبة المطلقة في التحول الجنسي دون أية ميول جنسية.النوع الثاني: الرغبة في التحول الجنسي مع ميول جنسية لنفس الجنس.النوع الثالث: الرغبة في التحول الجنسي مع ميول جنسية للجنس الآخر.
بالنسبة لمراحل العلاج، فيمكن تلخيصها فيما يلي:المرحلة الأولى: الفحص النفسي.المرحلة الثانية: الفحص العضوي للأعضاء التناسلبة الظاهرة والخفية والصفات الجنسية الثانوية.المرحلة الثالثة: الفحص المعملي للهورمونات والكروموزمات.المرحلة الرابعة: والمترتبة بالطبع على نتائج الخطوات الثلاثة السابقة، أن نسمح للمريض أن يعيش حياة الجنس الآخر، بأن نسمح للشاب أن يرتدي ملابس الأنثى وأن يعيش مع المجتمع كأنثى، أي أن يأخذ دور الأنثى، وأثناء ذلك يعالج بالهورمونات التي تجعله أقرب إلى الأنثى وتضعف الصفات الذكرية الخارجية، وهذا الجزء من المرحلة عبارة عن عامين كاملين، إنها أفضل اختبار لصدق الرغبة وقدرة الشاب على التكيف كأنثى في المجتمع.
المرحلة الخامسة: الجراحة؛ إذا سعد واستقر وتكيّف، فإن الجراحة تكون السبيل الوحيد لإزالة الأعضاء التناسلية ومحاولة تشكيل أعضاء جديدة تتفق مع الجنس المراد التحول له مع استمرار تعاطي الهورمونات الملائمة لذلك الجنس الذي تحول إليه.المرحلة الأخيرة: المتابعة النفسية حتى يستقر المريض بشكل نهائي.إذن فهي حالة نفسية وليست جراحية، إن الطبيب النفسي هو المسؤول عن الحالة من بدايتها إلى نهايتها، فهو الذي يقرر مدى احتياج المريض للجراحة، الجراح يرتكز على تقرير الطبيب النفسي، الجراحة وظيفتها مداواة جراح النفس.بالنسبة للأسرة:يتم التعامل معها من خلال الطبيب النفسي في الوقت والمرحلة التي يرى أنها الأمثل لكي يتم توضيح الأمر لهم، فليس أمراً سهلاً أن توافق الأسرة أن ترى ابنها البالغ من العمر عشرين عاماً يتحول إلى فتاة!.يجب أن يتيقن الطبيب من التشخيص ثم عليه أن ينقل الصورة كاملة للأسرة، يجب أن تقتنع الأسرة أنها أمام حالة مرضية، ليس انحرافاً، ليس شذوذاً ولكنه مرض لم نعرف أسبابه بعد.يجب على كل فرد من أفراد الأسرة أن يعطوا آذاناً صاغية للطبيب وأن الأمرّ جدّ وليس بالهزل، وأن الأمر يحتاج لتعاون.وأهلاً وسهلاً بك دائماً على مجانين.
واقرأ أيضاً: