السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرجو فحص حالتي لأني أتعذب كثيراً. بعد الثانوية العامة مباشرة أحسست أن الدنيا تغيرت في نظري تماماً، شعرت أنها سوداء، كلما خرجت من المنزل أشعر أني أريد العودة وبسرعة! قررت أن ألتزم البيت، وصرت قليل الكلام مع أصحابي إلى أن دخلت الجامعة، صدقوني وجدت نفسي كأني ليس لدي نفس أساساً! أصبحت أتكلم كأني آلة بالضبط! أعتقد أن الإنسان الطبيعي عندما يتحدث يكون كلامه متصلاً بمشاعره، أما أنا فلا! عندما يتحدث أحدهم أمامي أشعر أن عقلي غير قادر على تصنيف الكلام، فأكتفي برد مقتضب جداً لا أستطيع مسايرة الحديث تماماً، خسرت كل أصدقائي بسبب ما حدث لي، أشعر ببطء شديد في رأسي عندما أبدأ في الحديث.
لا أرغب في الخروج أساساً من المنزل، وقرأت معظم الأمراض النفسية فوجدت أن الفصام هو الأقرب لحالتي، خاصة الفصام البسيط، ولكني قرأت أيضاً أن مريض الفصام البسيط متبلد المشاعر وفاشل في الدراسة، أما أنا فأحزن إذا ما استدعى الأمر ما يحزن، ولكني لا أفرح كما في السابق إن كان في الأمر ما يفرح... لكني أفرح! كما أني لست فاشلاً في الدراسة؛ أنا في كلية الآثار وتقديري جيد جداً.
قرأت أيضاً في موقعكم أنه في بعض الحالات البسيطة من الفصام تنفصل فيها دائرة المشاعر عن دائرة التفكير، فيصيح الفرد يتحدث عن أشياء ولكنها مقطوعة الصلة بمشاعره، وهو ما أعاني منه بالفعل، فهل هذه الحالات البسيطة من الفصام هب نفسها الفصام البسيط سيء المآل، أم أنها حالات أخرى غير مزمنة كباقي أنواع الفصام؟ علماً أن أبي أصيب بما أعاني منه ولكن في الكبر، ولي عمة أخرى كانت منذ 13 عاماً تضحك دون سبب وتبكي دون سبب أيضاً وتتحدث بكلام غير مفهوم، لكنها أخذت علاجاً لمدة عام وجلسات كهرباء وأصبحت أفضل من ذي قبل ولم يعاودها المرض حتى الآن.
أنا لم يحدث لي هلاوس أو ضلالات، لكي عاجز عن التحدث مع الناس كما كنت في السابق، ولا أحس أني أنا من يتكلم أساساً!
أحس أني أتكلم ونفسي غير موجودة معي!.
27/12/2009
رد المستشار
كوكتيل أعراض، قد لا تخرج عن الاكتئاب، لكن تخطيط الدماغ قد يفيد.
أيها الابن العزيز،
أرى فيما كتبته وصفاً دقيقاً لمجموعة لا بأس بها من أعراض المرض النفسي... البسيط، مقارنة بما اخترته أنت من تشخيص، فهو على الأقل ليس فصاماً بسيطاً، كما أنه -قد- لا يكون فصاماً أصلاًً.
مزيج من أعراض الكآبة، والحيرة، وتشوش المشاعر أو تبلدها أو بترها، والأفكار الغريبة والسلبية، والإحساس بالتغيير والغرابة فيمن حولنا أو بتغيير في ذاتنا وشخصيتنا، كما أن هناك بطء في النشاط البدني والنفسي، مع فقدان اللذة والمتعة، والنزوع إلى العزلة.
هي فعلاً خلطة من الأعراض المرضية، ولكنني أرى فيها طغيان الاكتئاب النفسي، وقد تكون بقية الأعراض مصاحبة لذلك الاكتئاب. ولكي تسهل الأمر على نفسك أعتقد أن زيارتك للطبيب ستكون فكرة جيدة، فهناك مزيد من التفاصيل المهمة جداً يجب أن تناقش.
لكني ما زلت أرى الأمر بسيطاً طالما أن هناك هذه القدرة على الوصف الدقيق، واستمرار التقدم العلمي، والقدرة على تحصيل المعلومات الجيدة بعد قراءتك، وإن كنت أنصحك بغض الطرف عن القراءة في الأمور النفسية في الوقت الحالي، فقد تضيف لنفسك ما لا يحتمله لتشخيص، وتزيد الأمور تعقيداً.
أما عن التاريخ المرضي للأب والعمة فهو غاية في الأهمية ولكن التفاصيل مهمة، لكن ذلك لا يعني أكثر من معرفة التشخيص بدقة، وإذا توافق التشخيص ففي الغالب سوف يكون نفس نوع العلاج الذي أفاد الأب هو الأكثر مناسبة لك. كما أن مثل ما تصفه من أعراض قد يحتاج عمل تخطيط للمخ (من وجهة نظري الخاصة).
أرجو منك العرض على طبيب، ثم متابعتنا بانتائج، شفاك الله وعافاك.
واقرأ أيضاً:
محمد ما بين الاكتئاب والفصام
أنواع الفصام (2)