السلام عليكم،
أود بداية أن أشكر كل العاملين هنا. لدي أسئلة كثيرة وأنا آسفة لتعددها، فقد شاهدت برنامجاً على التلفاز أثار في نفسي تلك الأسئلة.
أولاً: الكشف الطبي للغشاء.
ثانياً: ما هو الغشاء المطاطي؟
ثالثاً: الغشاء، هل هو شرف أم تقاليد وعادات أم...؟
لا أود رواية قصتي لكن لمعرفة الأسئلة الحائرة لدي. أبلغ من العمر العشرين، مارست العادة منذ 3 سنوات وكانت سطحية ولمرات قليلة لا تتعدى أصابع اليد، وقد هداني الله وتبت وابتعدت عنها. أنا من بيئة طيبة ومحترمة لكن مشاهدة الأفلام الإباحية دفعتني إلى هذه العادة، ندمت لكن سمعت برنامج فيه طبيبة تقول أن هناك كشف طبي للاطمئنان والشباب هم الذين يطلبونه من البنات قبل الزواج، والأهم أنها قالت أن 85% من البنات لديهن غشاء مطاطياً! كيف أعرف أن غشائي مطاطي؟ وما هو؟ وهل الفكرة أن البنت لم يمسسها رجل أو مارست العادة أو... وغشاؤها فضّ من قبل قريب رغماً عنها وليس بإرادتها؟ أم أن البنت لديها الغشاء ولكن مارست العادة -أنا أوجه لنفسي الكلام- أو مسها رجل؟ ولكن لم يمسسني رجل، فهل يقرر الفحص ذلك؟
هل غشائي سليم؟ وشكراً.
آسفة لو تعديت حدودي وطلبت من الدكتور محمد المهدي أن يجيبني.
11/2/2010
رد المستشار
الأخت الفاضلة،
أشكرك على تساؤلاتك التي أعرف أنها تشغل بال الكثيرات في مثل سنك، خاصة بعد تلك العادة التي انتشرت في بعض الدول العربية، وهي أن الشاب يشترط على الفتاة أن تذهب لطبيب (أو طبيبة) نساء لتحضر له شهادة بأن غشاء البكارة لديها سليم، وهنا يطمئن بأنها عذراء فيكمل مراسم الزواج. وأتمنى ألا تستشري هذه العادة في مجتمعاتنا لأسباب كثيرة منها:
0 أن عذرية الفتاة وعفتها لا تنحصر في هذا الغشاء، فهناك فتيات قد مارسن كل الموبقات واستطعن أن يستعدن الغشاء بوسائل متعددة.
0 أن الغشاء قد يتمزق لأسباب ليس لها علاقة بشرف الفتاة أو عذريتها، مثل الوقوع على جسم صلب، أو ممارسة العادة السرية بطريقة خاطئة كأن تضع الفتاة أصبعها (أو أي شيء) داخل الفرج.
0 أصبح هناك غشاء صناعي تلبسه الفتاة ويشبه إلى حد كبير الغشاء الأصلي, وهو صناعة صينية وزهيد الثمن. وقد قامت الصين بتصنيع هذا الغشاء لتصدره لنا كي ترضي هذا الاعتقاد السائد لدينا بأن عفة الفتاة تتركز فقط في هذا الغشاء.
0 هناك فتيات يمارسن علاقات عاطفية متعددة ويمارسن أيضاً علاقات جنسية ولكنهن لا يصلن إلى العلاقة الكاملة التي تمزق الغشاء.
عند الزواج يمكن أن تكون الفتاة قد تمزق غشاؤها عدة مرات في علاقات سابقة، ومع هذا تستطيع أن تجرح نفسها بأظافرها في ليلة العرس عند أول لقاء وينزل الدم، ويفرح الزوج المخدوع بذلك ويتباهى أمام الجميع بأن زوجته عذراء مكتملة الشرف والعفاف. وبعضهن يقمن بعمليات رتق للغشاء عدة مرات.
نخلص من هذا أن الاعتماد على الغشاء لتقرير عذرية الفتاة من عدمه قابل للخداع في أحوال كثيرة، والأهم من ذلك أن فيه نوع من الاختزال لمفهوم العفة والشرف والفضيلة، إذ نحصر كل هذا في غشاء رقيق يتم جرحه أو رتقه بطرق متعددة.
وقد أدى هذا الاهتمام الزائد بالغشاء إلى تنامي الكثير من الأفكار والانشغالات الوسواسية لدى كثير من الفتيات، خاصة من يتسمن بالسمات الوسواسية، إذ تظل تراود الفتاة أسئلة كثيرة ومخاوف عديدة حول سلامة غشائها وتخشى أن يكون قد تمزق نتيجة سقوط من مكان مرتفع أو ركوب دراجة أو حصان، أو عبث بإصبعها أثناء ممارسة العادة السرية، وهنا تنشغل الفتاة انشغالاً وسواسياً ملحاً بموضوع الغشاء، وربما تنصرف عن مهام أكبر تخص بناء شخصيتها وتحصيل العلم والمساهمة في المشروعات الخيرية.
وإليك بعض المعلومات الأساسية المتصلة بالغشاء لعلها تبدد مخاوفك ومخاوف الكثيرات وتقلل من هذا الانشغال به:
غشاء البكارة هو نسيج رقيق يوجد لدى كل فتاة على فتحة المهبل وهو محمي من الخارج بالشفرين الصغيرين والكبيرين، وهذا يجعل تمزقه مستبعداً إلا في حالة دخول جسم إلى الداخل حيث فتحة المهبل. إذن فركوب الدراجة أو الحصان أو سقوط الفتاة أثناء اللعب لا يؤدي إلى تمزق الغشاء، كما أن ممارسة العادة السرية عن طريق مداعبة الشفرين الصغيرين أو الكبيرين أو البظر لا يؤديان إلى تمزق الغشاء، إلا في حالة إدخال الإصبع أو أي جسم إلى الداخل.
وغشاء البكارة ليس نوعاً واحداً بل عدة أنواع؛ والنوع الشائع منه والموجود في حوالي 75% من الفتيات يكون عبارة عن غشاء رقيق يسد فتحة المهبل –كما ذكرنا– وبه فتحة دائرية صغيرة تسمح بمرور دم الحيض. وهذا الغشاء حين يتمزق عند أول لقاء جنسي تنزل منه بضع قطرات من الدم، ويصاحب ذلك ألم بسيط، وقد لا يكون هناك ألم على الإطلاق وهذا يتوقف على حجم عضو الرجل وعلى طريقة فضه للغشاء.
وفي 25% من الحالات يختلف غشاء البكارة عما ذكرنا، وهذه الحالات قد لا يصاحبها نزول دم عند اللقاء الجنسي الأول؛ والسبب في ذلك هو كون هذا الغشاء مطاطيا فيسمح بدخول العضو الذكري وخروجه دون أن يتمزق، أو أن يكون ذا فتحة واسعة متعرجة، أو يكون ذا فتحات كثيرة متعددة يتمزق بسهولة دون ألم أو نزول دم.
وهناك نسبة قليلة من الفتيات يولدن دون غشاء، كما توجد أيضاً نسبة قليلة ذات غشاء سميك لا يسمح بدخول أي شيء إلا إذا تم فتحه بمشرط الطبيب.
وقد يكون للفتاة غشاء بكارة كالمعتاد في 75% من الفتيات بالمواصفات التي ذكرناها ومع هذا يتم اللقاء الجنسي الأول دون نزول دم، والسبب في ذلك أن عضو الرجل التناسلي صغير الحجم بحيث يدخل من الفتحة الدائرية دون أن يمزق الغشاء.
وهناك حوالي 5% من الفتيات يتمزق غشاء البكارة لديهن لأسباب غير جنسية كالسقوط على جسم صلب أو إدخال الإصبع في الداخل عن جهل أو أي شيء من هذا القبيل.
إذن لدينا نسبة تعادل 30% من الفتيات قد لا ينزل منهن دم في ليلة الزفاف عند اللقاء الأول لأسباب لا تتعلق مطلقاً بعفتهن أو عذريتهن، وهؤلاء يظلمن ظلماً شديداً من أزواجهن ومن المجتمع، إذ يوصمن بالخروج من دائرة الشرف والعذرية ويتهمن في أغلى ما تملكه الفتاة، في حين أنها بريئة تماماً من ذلك.
وعلى الجانب الآخر توجد فتيات مارسن كل أنواع الرذائل ولكنهن ينجحن في إظهار بضع قطرات من الدم في ليلة الزفاف فينعمن بشهادة العذرية والعفاف لأننا اختزلنا هذه المعاني في تلك القطرات من الدم والتي يمكن أن تسيل من أي جزء من الجسم تخدشه الفتاة بظفرها.
ومن هنا وجب معرفة كل هذه الحقائق للخروج من هذه النظرة الأنبوبية القاصرة لموضوع العذرية والشرف.
وهنا قد يسأل شاب مقدم على الزواج: كيف أتأكد من عذرية فتاتي وعفتها إن كان الغشاء وحده ليس دليلاً على ذلك؟ وهنا نعتمد على تاريخ هذه الفتاة وتاريخ أسرتها ومدى التزامهم الأخلاقي والديني وذلك من خلال سؤال القريبين منهم. كما يمكن ملاحظة تصرفاتها وتصرفات أفراد العائلة من خلال اللقاءات الأولى التي تسبق الخطبة. ويتم التأكد من كل هذا أثناء فترة الخطبة والتي تكشف عن الكثير من الطباع والأخلاق حين تزول الأقنعة ويتصرف الناس بطبيعتهم.
وأخيراً أنصحك بعدم الانشغال بهذا الموضوع وعدم التفكير في الكشف عن الغشاء، وأن توجهي اهتمامك لآفاق أعلى في هذه الحياة لإقامة حياة فاضلة سعياً لوجه الله.
واقرئي أيضاً:
الغشاء وأخطاء الطفولة
الخوف على البكارة وليس على غشاء البكارة
سلامة الغشاء: أم سلامة البناء ؟
كوابيس الغشاء
الغشاء.... كابوس البنات
هاجس البكارة... مجانين الغشاء
ألم مفاجئ جاء هل يؤذي الغشاء
غشاء البكارة
كابوس الغشاء: وسواس البكارة
الاسترجاز بالشيء، وغشاء البكارة!