ثقتي بنفسي ضعيفة جداً جداً...!؟
السلام عليكم،
أنا معجب حقاً بموقع مجانين. لدي مشكلة عاجز عن حلّها، ولن أستطيع الانتظار حتى يوم 5 أيار/ مايو.
أنا ثقتي بالنفس ضعيفة جداً جداً لأسباب كثيرة:
أولها؛ كان قوامي متناسق وشكلي أنيق لكني مؤخراً بدأت آكل بنهم شديد وبعدها أشعر بالذنب لأني أكلت، وبسبب ذلك امتلأ قوامي! أود إتباع حمية لكني أسوّف لأجد نفسي آكل بطريقة غبية وأقول الحمية لا تؤثر.. هذا السبب الأول.
السبب الثاني؛ كلما تقرّبت إلى الله أعصيه (أمارس العادة السرية ولا أصلّي)، وكلما حدّثت نفسي بالبدء في التقرّب إلى الله من اليوم التالي أشعر بالكسل.
السبب الثالث؛ أنا في مرحلة جامعية وأحس أني فاشل في دراستي بالرغم أني كنت في الإعدادية طالباً متفوقاً، لكن تراجع مستواي في الثانوية إلى المتوسط، والآن أشعر بالفشل وقد رسبت في مادة.
ثقتي في نفسي مهزوزة جداً وباتت ضعيفة جداً.
ملحوظة: ترجمت فيلماً أجنبياً استعاره مني أحد أصاحبي ليشاهده، وصدف أن شاهدته أيضاً إحدى قريباته -عمرها 19 سنة- المهم أني في أي فيلم أترجمه أكتب اسمي ورقمي لئلا يتعرض للسرقة- فقالت له أن كيف يصاحب شخصاً يرتدي ملابس الرياضة ويبدو جاهلاً ولا يهتم بنفسه! أنا أرتدي هذا النوع من الملابس النوع لأن جسمي ممتلئ ولا يناسبه أي طقم... وبعد كلامها هذا أحس أني "زبالة" واستحق الحرق.
أنا أحتاج مساعدتك يا دكتور.
29/4/2010
رد المستشار
عليكم السلام ورحمة الله،
أهلاً بك عزيزي "أحمد"، وأشكرك على الكتابة إلى الموقع وطرحك لهذه النقاط التي تجعلك تعتقد أنها تؤثر على ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك، وتأكد من أننا موجودون هنا دائماً للاستماع إليك، ونهتم للأمور التي تشغل تفكيرك.
أنا أتفهم القلق الذي يحدث لديك نتيجة زيادة الوزن وما ينتج عنه من تغيير في صورة الجسد لديك، ولا أخفيك، فإن هذه الأمور تشغل تفكير كافة الشباب في عمرك، وهذا أمر طبيعي لأنك تجتاز في هذا السن مرحلة المراهقة التي تتصف بتسارع في مختلف جوانب النمو، ونظراً لحساسية الشباب في مثل سنك لأي تغيرات متعلقة بالجسم، ولعل هذا الأمر هو ما يجعلك تحمل هذا التصور السلبي حول ذاتك وحول جسمك.
حبذا لو تزودني بمعلومات أدق حول طولك ووزنك الحاليين ومعدل الزيادة خلال الأشهر الثلاث الماضية، وحول عادات الطعام لديك من حيث عدد الوجبات وطريقة الطعام التي وصفتها بأنها غبية، وطبيعة المشاعر التي تنتابك نتيجة لذلك.
وأريدك أن تعلم أن النمو الجسمي في هذه المرحلة يكتمل تدريجياً حتى بلوغ سن التاسعة عشرة وخلال فترة من 5 إلى 7 سنوات، كما قد تطول هذه المدة أكثر بحكم كونك شاب، لذلك فمن الطبيعي أن يزيد وزنك في هذه الفترة بمعدل 50% وأن يزيد الطول أيضاً بمعدل 20%، لذلك فإنه لا داعي لأن تقلق حيال مسألة زيادة الوزن إذا كان وزنك ضمن هذه الحدود، كما لا يوجد هناك ما يمنع من اتباعك لحمية خفيفة ونظام غذائي منتظم، وبعض التمرينات الرياضية في هذه المناسبة قد تكون مفيدة جداً للشباب في مثل سنك.
أما بالنسبة للعادة السرية فيمكنك أن تقرأ قليلاً حول مضار هذه العادة وآثارها السلبية على الصحة والتفكير وعلى مناعة الجسم، وأنا متأكد أنك ستقلع عنها تلقائياً، ويمكنك في المرحلة الحالية البدء بشكل تدريجي، وتذكر عزيزي أحمد، أنك الآن طالب جامعي وأنك واعٍ لنفسك وللمشكلات التي تتعرض لها بحكم طلبك للاستشارة الذي يعد دليل وعي وإرادة في التغيير، لذلك عليك أن تثق في قدرتك على التحكم في عاداتك والسيطرة عليها، وعدم السماح لها بالسيطرة عليك. تذكر أن أحد أهم الأسباب التي تكمن وراء مثل هذه العادات غير المرغوبة هو الفراغ في الوقت، لذلك فإنني أقترح أن تشغل وقتك في أمور مفيدة تدفعك للأمام وللتفوق، وأن تثق بأن الله يحبك وأنه غفور ورحيم، لذلك لا تتردد في الصلاة والدعاء إلى الله في كل ما تريد وهو الذي قال "ادعوني أستجب لكم" صدق الله العظيم.
أكثر ما لفت نظري واستغربته في رسالتك هو تكرارك هذه العبارات السلبية حول فشلك وتجاه ذاتك، وهذا في الواقع ما دفعني لدراسة شكواك بعناية بهدف التحقق من مدى دقة ذلك، ما فاجئني بالفعل هو أنك تظلم نفسك في هذه العبارات نظراً لعدم وجود أي مؤشر يدعمها! فأنت في البداية تجاوزت المرحلة الثانوية وهذا دليل قوي على أن درجة ذكائك تتجاوز المئة درجة، ولعلك نسيت كافة المواد التي نجحت فيها في الفصل والتي استطعت تجاوزها بنجاح عندما ركزت على هذه المادة الوحيدة التي وجدت فيها بعض الصعوبات، علماً بأنني أعرف الكثير من الطلاب الجامعيين الذين يؤجلون مادتين وأكثر ولا يصفون أنفسهم بأنهم فاشلون أو أنهم يستحقون العقاب أو الحرق!!.
أنت تتفوق على بقية زملائك وعلى الطلاب الذين أعرفهم بكونك قمت بترجمة عدة أفلام أجنبية بحسب ما فهمت، وهذا عمل يستحق كل التقدير والإعجاب والاحترام من جميع من حولك ومني شخصياً.
دعني أسالك: من الطلاب الجامعيين يقوم بمثل هذه النشاطات في هذه الأيام إلا الطلاب الأقوياء والمتمكنين والقادرين على الإنجاز والإبداع؟! أؤكد لك وبعد خبرة غير قصيرة مع طلاب الجامعات أنني لم أجد إلا نسبة قليلة من الطلاب القادرين على القيام بمثل هذه الأعمال المميزة، ولا يجوز أن تظلم نفسك في هذا أيضاً لأنك فعلاً تستحق التقدير والاحترام.
وتأكد عزيزي أحمد أن كلام زميلتك الذي أخبرتني عنه هو دليل على عدم نضجها هي ولا يعبّر إلا نفسها، كما لا يعني بالضرورة صحة وجهة نظرها، لذلك فإنني لا أرى أي مبرر لإحساسك بالذنب أو أنك لا تستحق التقدير والإعجاب، لأنك فعلاً إنسان متميز ولديك الكثير من نقاط القوة التي يمكنك البناء عليها وتطويرها وتجاوز المشكلات البسيطة التي تعترض طريقك.
وأنتظر ردك المتضمن المعلومات التي طلبتها منك، وفي حال أردت أن تضيف أي شيء آخر أرجو ألا تتردد في الكتابة إلينا، فنحن هنا دائماً للاستماع إليك.
مع أطيب تمنياتي لك بالتوفيق والنجاح.
ويتبع .........................: ثقتي بنفسي اهتزت وضعيفة جدا! م