مشاكل دراسية واجتماعية ودينية..!؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أود بداية أن أشكركم على المجهود الذي تقومون به.. أنا فتاة عمري 16 عاماً، من عائلة مستقرة الوضع ومتوسطة الدخل، لدي مشاكل كثيرة:
دراسياً:
1- طوال مسيرتي الدراسية من المتفوقين، لكن هذه السنة (الأولى ثانوي ويقال أنها من أصعب المستويات) واجهت صعوبات في الرياضيات والفيزياء؛ فقد تدنت علاماتي من16/20 إلى13/20 مما جعلني أشعر بنوع من الإحباط واللامبالاة. عند ملء ورقة الرغبات (علوم تطبيقية/علوم رياضية) الجميع يقول أن العلوم التطبيقية دون المستوى وكل من اتبعها تراجع مستواه كثيراً ونصحني كل من أستاذ الرياضيات والفيزياء بأن أتبع مسلك العلوم الرياضية، فتوكلت على الله ووافقتهما الرأي خاصة أن تلامذة أقل مستوى مني قد اختاروا هذه الشعبة. مشكلتي الكبرى هي أنني أحس بالإحباط وبأنني -على عكس ما يقولون- لست في مستوى العلوم الرياضية، وبأنني لا أستطيع استعادة تفوقي.
2- عند الامتحانات لا أدري إن كنت قد بذلت مجهودي أم أنني لم أفعل لأنه مهما فعلت فلا تزال تمارين عدة لم أطلّع عليها.
3- لا أستطيع أن أدرس لمدة طويلة! فكلما أردت الدراسة شعرت بتخاذل فأثني عنها، وعندما أرغم نفسي على الدراسة لمدة طويلة لا أركّز جيداً.
اجتماعياً:
1- ثقتي بنفسي تقارب الصفر رغم أن والداي قد ربياني تربية حضارية تقوم على أخذ رأيي وعدم استعمال العنف.
2- في المدرسة أكون مرحة للغاية لأتجنب أي خلاف مع الآخر لا أستطيع الدفاع فيه عن نفسي، وأحياناً كثيرة يخطئ في حقي وأصمت لأنني لا أجيد الرد ولا العراك.
وهذا يقلل من قيمتي أمام الآخرين للغاية مما يجعل أغلبهم يتجاهلونني بشكل جارح، لم يكن لي صديقة حقيقية طوال عمري، فقط أصدقاء المصالح إن أرادوا تمريناً ما. أما في المنزل فإنني أميل إلى البقاء بمفردي.
3- دائماً ما أنجز واجباتي المدرسية، وهناك عدد كبير من زملائي لا يفعلون، وعندما نصل المدرسة يطلبونها مني، لا أود ذلك ولكن- كما سبق وقلت- لا أستطيع قول "لا" لأنه إن فعلت فسيقاطعونني.
دينياً:
أنا فتاة محجّبة، حسنة الخلق، لكنني ومع الأسف لا أصلي! رغم أنني أعرف أن من لا يصلي كافر ولا يجوز أن يدفن مع المسلمين... لكنني كلما داومت على الصلاة تركتها ثانية.
ختاماً، أعتذر عن الإطالة، وأرجوكم أن تساعدوني فإن حياتي تعرف اختلالاً رهيباً يجعلني أحياناً أملّ منها. أرجو مناقشة هذه المشاكل بالتفصيل لأن لأبي غير مقتنع بفكرة ذهابي لطبيب نفسي، وكلما فاتحته في هذا الأمر ينزعج..!
هذا هو إيميلي ……………@hotmail.fr وأرجو أن تحذفوه عند الإجابة..
ولكم أجر عظيم إن شاء الله...
11/06/2010
رد المستشار
أهلاً ومرحباً بك معنا في بيتنا جميعاً موقع مجانين...
تعجبني طريقتك يا "سمية" في الشرح وتحديد المشكلة وهذا يكشف عن وعي كبير ومبشر بالخير. لكن يبدو لي وجود خلل في بعض المفاهيم وقد يكون هذا سبب المشكلة
لنبدأ مع دراستك:
إن بذل الجهد الكافي يا صديقتي ليس معناه ألا أترك تمريناً واحداً! بل معناه أن أبذل كل ما في وسعي ثم أتوكل على الله تعالى وأدعوه وأرجوه أن يوفقني. ليس المطلوب منك أن تقارني نفسك بالأكمل دائماً بل ألا تدخري جهداً ثم تقبلي وترضي بالنتيجة، ومصداق كلامي هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم...
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :«المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزنْ، فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان» رواه مسلم...
أما بالنسبة لعلاقتك بأصدقائك وثقتك بنفسك فمن المهم أن تقرئي كثيراً في هذين المجالين ولدينا في مجانين استشارات عديدة عن فنون كسب الأصدقاء وملف عن تأكيد الذات طالعيها لو أحببت وضعي في حسبانك أن الشخص المتوازن يملك القدرة على قول كلمة لا في الوقت المناسب ولا يجد حرجاً من ذلك ولو تسبب الأمر في فقدانك هؤلاء الأصدقاء فلا تحزني عليهم لأن علاقة الصداقة المتوازنة والقابلة للاستمرار هي علاقة تقوم على الأخذ والعطاء وتقبل حاجات الآخرين ومشاعرهم.
وبالانتقال إلى موضوع الصلاة فمن المؤكد والمعروف أن الصلاة والتي هي في حقيقتها صلة بين الإنسان الضعيف والخالق القادر جلّ وعلا وهي ما يمد الإنسان بالتوازن والقوة، هذا بالطبع حين تؤدّى كما يجب وحين يتحقق معنى إقامة الصلاة فيها وليس فقط أداء الحركات الشكلية الظاهرة. أرغمي نفسك على المداومة عليها لأن في ذلك مصلحتك الدنيوية والأخروية.
بانتظار متابعتك سأدعو الله لك بالتوفيق واقرئي من فضلك:
أميرة وصديقاتها
في كيفية تكوين علاقات اجتماعية
أهمية وحاجة الإنسان للصديق
ليس زمن الملائكة
كيف أكسب الأصدقاء؟
أبحث عن صديق
البحث عن الحب والصداقة
كيف نهزم الخجل ونحبُّ الأصدقاء!؟
مساعدة الصديق: في حدود ما تطيق!
صديقتي في ورطه، والمجتمع العربي في ماذا؟
عندما يتحول الصديق إلى المعالج النفسي
الحب والصداقة سؤال من ملهوفة
ويتبع>>> : عن الصداقة والدراسة والمراهقة مشاركة