السلام عليكم ورحمة الله
بعد التحية والسلام على سيادتكم المحترمة، أود منكم وجزاكم الله خيرا أن تمدني فضيلة الدكتور ببعض المعلومات التي يمكن لي أن أستفيد منها كي أواجه هذا المرض النفسي الغامض الذي ابتليت به هذه مدة أكثر من عشرين سنة...... وقصتي مع هذا المرض سأحاول ذكر بعض المحطات فيه منذ أن أصبت به بداية العشرينات كالتالي:
في طفولتي كنت خجولا في المدرسة لا أشارك إلا نادرا ولما وصلت على مرحلة الجامعة بدأت تظهر علي أعراض نفسية وهي من نوع الخوف أثناء الكلام عندما ألتقي أشخاصا غبت عنهم مدة طويلة وكذلك غدا صادفت شخصا لم آلفه أحس معه بنفس الحالة من الخجل والخوف ومع الجنس اللطيف يكون الإحساس زائد لا أعرف ماذا سأقول ثم مع الأيام صرت أتجنب الجنس اللطيف بسبب الإحساس الذي تتغير فيه ملامح وجهي وأحس بسريان الخوف في جسمي، وبعد مرور الوقت بدأت أحس بضيق وأحس بألم جهة القلب وبقيت على هذا الحال مدة أسبوع وعند النوم أحسست بضربات القلب قوية وصرخت من شدة الخوف وظننت أن القلب توقف وأجريت الفحوص وكانت سليمة وتيقنت أن المشكلة نفسية.
ومن ذلك اليوم بدأ إحساسي بالخوف في جسدي زائد يسري في جسمي حتى ولم يكن هناك ما يستدعي للخوف وعندما ألتقي بالناس ذلك الخوف يرتفع في الجسد وأتكلم مع من ألتقي بدون تركيز والذين لم آلف معهم أحس بتغير في وجهي عندما أدافع مع من يستفزني من الأصدقاء أنفعل في بطني وأحيانا أتعصب عليهم وإذا تحداني أحد عندما أدافع عن نفسي يزيد الخوف في جسدي.....
هذا من ناحية الأعراض النفسية أما الجسدية في النوم أحس بضيق في الصدر وخوف في البطن وارتعاشات جسدية وآلام مختلفة في أنحاء مختلفة من الجسم ولا أستطيع النوم إلا بعد معاناة طويلة وبالنهار أكون متعبا وأتكلم مع من ألتقي بصعوبة وأذهب إلى العمل وأنا متعب علما بأن مهنتي هي التدريس بالابتدائي هذه مدة عشرين سنة رغم التعب من المرض هذا يعرضني لمتاعب في العمل إذا زارني مسؤول من خارج المدرسة ودخل عندي إلى القسم أحس بالخوف يسري في جسمي رغم أني أواجه هذا الإحساس وأتقبله فإنه مستمر معي رغم التجارب العديدة التي مررت بها كنت أخاف من سياقة السيارة بسبب ذلك الإحساس واجهته واستطعت أن أقود السيارة وأستمتع بالقيادة لكن الإحساس ما زال مستمرا معي.
لا أستطيع الدفاع عن نفسي بطلاقة إذا استفزني أحد أحس بإحساس فظيع في جسمي وعندما أنتهي من المواجهة أحس بتعب وجفاف في حلقي... عندما تحل بي مشكلة مع أحد لا أستطيع أن أحل المشكلة بهدوء أتعصب وأنفعل وأتكلم بصوت مرتفع وغدا التقيت مع صديق أحدثه عن مشكلتي.
جربت أدوية توفرانيل وزانكس كانت النتيجة ضعيفة أوقفتها مدة ثلاث سنوات وراجعت الطبيب النفسي ووصف لي الأدوية التالية مسيلات الباروكسيتين- ديماريوس- نصف حبة مساء ودوكماتيل 50 حبة مساء وليكسوميل ربع حبة مساء.
لم أعد أحس بالملل صباحا عندما أذهب على العمل وفي النوم الخوف الذي كنت أحس به في البطن أنخفض ولكن عندما تصادفني المشاكل التي تتطلب المواجهة مازلت أحس بالخوف يسري في جسدي علما بأنني إذا طلب مني أثناء الاجتماع في العمل أن أقوم أمام الجماعة لأقرأ عليهم أعمال ورشة الاجتماع أحس بالإحساس في جسمي مع ضربات القلب وعدم التركيز لكن القراء عليم تمر بسلام.
رغم تكرار المحاولة الإحساس يستمر كل مرة، في الماضي كنت أركز على أن الإحساس ينبض من البطن لكن الآن أركز على العقل اللي أنا متأكد في نفسي أن الإحساس من الفكر وليس من البطن كما كنت أفعل في الماضي.... فضيلة الدكتور جزاك الله خيرا ما التشخيص لنوع مرضي النفسي هل هناك أمل في الشفاء منه ما النصيحة التي تنصحوني بها للتخفيف من هذا المرض وجزاك الله خيرا....
ورمضان مبارك سعيد وكل عام وأنتم بخير
17/7/2011
رد المستشار
* عمر معاناتك المرضية 20 سنة كاملة.
* في طفولتك كنت خجولا وظهرت عليك أعراض مثل:
- الخوف أثناء الكلام والخجل خاصة مع الجنس اللطيف.
- أدى ذلك إلى تجنب الجنس اللطيف بسبب ظهور علامات الخجل والإحراج عليك جسديا.
- تطور ذلك إلى أعراض نفسجسدية مثل ألم في الصدر، واعتقادك بتوقف القلب.
- وكالعادة جريت لإجراء الفحوص، وكالعادة كانت النتيجة أنك سليم معافى جسديا.
- أصبت بالأرق وجافاك النوم.
- تذهب للعمل وأنت (تعبان) أعراض اضطراب الإعياء المزمن CFS.
- الخوف من مواجهة المسئول والمسئولية.
- رغم تجاربك العديدة في الحياة مازلت تخشى قيادة السيارة.
- لا تتمكن من الدفاع عن نفسك، ومع استفزازك يجف حلقك وتتعب وتهرب ولا تستطيع حل أي مشكلة بهدوء.
- جربت (من نفسك ومع نفسك– للأسف) أدوية نفسية Xanax + Tofranil والنتيجة كانت ضعيفة ثم أوقفتها (بنفسك) منذ ثلاث سنوات ورحت لدكتور.
- كتب لك الطبيب Paroxetine عقار مضاد للخوف والقلق والاكتئاب يعمل على مادة السيروتونين Serotonin المسئولة عن عسر المزاج وكذلك دوجماتيل Dogmatil وهو للأعراض النفسجسدية، وعقار وهو مهدئ Lexotonil يعمل على الاسترخاء الجسدي الذهني المؤقت كل ذلك ولم نحل المشكلة من جذورها.
- حاولت وحاول الطبيب علاج العرض لا المرض فمازلت تحس بالخوف يسري في جسدك، ولا تستطيع مواجهة الناس كما تعتريك أعراض جسدية (ضربات القلب تزيد– وإحساس بنبض في البطن).
تشخيصك: عصاب مع أعراض نفسجسدية في شخصية متوترة.
نصيحتي لك: أن تفهم أن تركيبتك من الأصل (يعني كيمياء مخك العصبية) تعبانة، مهيأة للإصابة بكل تلك الأعراض التي ذكرتها.
ذكرت في نهاية رسالتك أهم شيء (أنا متأكد من نفسي، أن الإحساس من الفكر)
هنا يجب أن:
- تعالج معرفيا بتعديل المفاهيم النفسية المغلوطة لديك عن المرض والناس والدنيا.
- كسر الرابطة بين الموقف والأعراض بالعلاج السلوكي المعرفي.
- العلاج بالاسترخاء الذهني والجسدي، التأمل الإيحائي أي تعويد جهازك العصبي وردود فعلك على الاسترخاء، المواجهة، القدرة على الحل، نزع الحساسية ونزع الخوف منك بالتحليل النفسي.
- التحكم في الأعراض: عضويا بعلاج للفكر يهدئ من روعك لا يهدئ فقط، نفسيا بإعادة الثقة المفقودة إليك، تمرينات للمواجهة مثل تدريبات مع آخرين (العلاج الجمعي– السيكودراما: المسرح العلاجي بدون نص).
- اجتماعيا سلوكيا بالمواجهة ودفع النفس للأمام مرددا كلمات الثقة، الشجاعة، الهدوء، ليس مجرد كلام ولا مجرد ترديد لكن إحساس بالكلمة داخل عقلك وجسمك وبطنك.
- مهم جدا البحث عن آخر مرة كنت لا تعاني فيها من أعراض ومتى ظهرت الأعراض، وكيف، ما الذي حدث في حياتك عندئذ، افتكر، حدد، هناك نقطة فاصلة، حتى لو كان الحدث تافها، استدعيه، حلله، ليس شرطا أن تذهب لدكتور نفسي لكن معالج أو محلل أو أخصائي فاهم سيساعدك كثيرا.