وسوسة قراءة الفاتحة والركوع في جماعة!!
السلام عليكم ورحمة الله؛
عندي سؤال بخصوص صلاة الجماعة
عندما يبدأ الإمام بالفاتحة، وأنا لم أدخل الصلاة بعد، أتردد قليلًا أو أنتظر حتى ينتهي منها ثم يزداد التردد فيبدأ في قراءة سورة ولكن صغيرة، فأشعر أني لو دخلت في الصلاة لن أستطيع إكمال سورة الفاتحة، فأضطر أن أنتظر الركوع...، ثم يركع فأخاف إن كبرت أن يقوم هو من الركوع في نفس اللحظة، فأنتظر حتى يسجد، كيف أتغلب على هذه المشكلة؟
الناس الطبيعيون لا يفكرون هل ستنتهي الفاتحة أم لا؟ لكني لا استطيع ذلك!
هل أدخل في الصلاة حتى إن كنت لن أكمل الفاتحة؟؟؟ وكذلك أنا بطيئة نوعًا ما في قراءة الفاتحة يعني غالبٍا يركع الإمام وأنا في آخر آية من الفاتحة تقريبًا.
وكذلك أعلم أن موضوع قراءة الفاتحة فيه خلاف لكن لا أرتاح إلا إذا قرأتها.
وجزاك الله خيرًا
6/8/2011
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛
أختي الغالية، تسألين هذا السؤال، ولا أدري، هل تعلمين أن ما يحصل معك علامة على وجود الوسوسة؟
سأجيبك فقهيًا ولكن للوسواس خطة معينة للتعامل معه، بما لا يخرج عن الشرع طبعًا.
بالنسبة لقراءة الفاتحة في الصلاة خلف الإمام، هناك من قال بوجوبها كالشافعي، وهناك من قال بأن المأموم لا يقرأها خلف الإمام وهو الإمام أبو حنيفة... فإذا أخذت بمذهب أبي حنيفة فلا إشكال في الموضوع والمسألة محلولة. وكذلك إذا أخذت بمذهب الشافعي فالمسألة أيضًا أيسر مما تتخيلين.
يمكنك (والكلام عن مذهب الشافعي) يمكنك الاقتداء بالإمام في أي مرحلة كان من الصلاة، تكبرين تكبيرة الإحرام وأنت واقفة ثم تلحقينه فيما هو عليه...، فإذا كان قائمًا يقرأ القرآن فاتحة أو غيرها، كبرت ودخلت وبدأت فورًا بقراءة الفاتحة، فإذا ركع الإمام وقفت حيث وصلت وركعت معه يعني وإن لم تكملي الفاتحة إلى آخرها، هذا ما عليك فعله في الركعة التي تبدئين فيها...،
أما الركعة التي بعدها فلا تتأخري في قراءة الفاتحة وابدئي بعد أن يبدأ الإمام بها، يعني مثلًا بعد أن يقرأ الآية الأولى ابدئي أنت وتابعي، أما في الركعة التي تكون فيها القراءة سرية، فيمكنك البدء فور قيامك من السجود...، وفي كلا الحالين: إذا ركع الإمام وأنت تقرئين فعليك البقاء في القيام حتى تكملي الفاتحة، ثم تلحقينه، وتبقى صلاتك صحيحة والركعة محسوبة إذا استطعت إنهاء الفاتحة قبل أن يهوي الإمام للسجود، فإذا أنهيتها قبل ذلك ركعت وقمت ثم سجدت وتابعت الإمام في أفعاله...
لكن بالنسبة لمن وسوسته شديدة جدًا بحيث لا يستطيع تركها بالكلية، يعطى عذرًا -كالعذر الذي يعطاه من به علة خلقية تجعله بطيء القراءة-، فتكون صلاته صحيحة إن استطاع أن ينهي الفاتحة قبل أن يصبح الإمام في قيام الركعة التي بعدها، أو في التشهد...، وما أظن أن وسوستك شديدة، فعليك أن تنتهي من الفاتحة قبل أن يهوي الإمام للسجود...
هذا بالنسبة للأحكام، لكن كيف يطبقها الموسوس؟
أولًا: عندما تريدين الدخول في الصلاة، فلا تلتفتي لما عليه الإمام، كبري فورًا ثم بعد هذا انتبهي لما يفعل، وتابعيه فيما هو فيه، وبالنسبة لقراءة الفاتحة ذكرت لك ما تفعلين.
ثانيًا: ذكرت أنك لا ترتاحين ما لم تقرئي الفاتحة، وبما أنك موسوسة فعليك معاكسة هذا الشعور، والصلاة دون أن تقرئيها إلى أن يزول منك القلق لعدم قراءتها.
ثالثاً: وفي هذه الفترة حاولي تدريب نفسك على الإسراع في القراءة خارج الصلاة، ثم دربيها على الإسراع عندما تصلين وحدك.
رابعًا: إذا رأيت نفسك وقد اعتدت على عدم قراءة الفاتحة وزال القلق، عليك الآن أن تعودي لقراءتها، حتى لا يكون تجنب القراءة عبارة عن تحاشٍ لما يثير قلقك، وعلاج الوسواس لا يكون بالتحاشي، وإنما بالتعرض للمثير مع وقف الاستجابة.
لهذا عودي لقراءتها وطبقي ما قلته لك: في الركعة التي تبدئين فيها: تبدئين فورًا بالفاتحة بعد التكبير، فإذا ركع الإمام قبل أن تكملي الفاتحة، ركعت معه وسقط عنك ما لم تتمكني قراءته.
وفي الركعات التي بعدها، تتخلفين لإكمال الفاتحة، ثم تلحقين الإمام فتفعلين ما سبقك به، إذا أنهيت الفاتحة قبل أن يهوي للسجود.
وفي هذه الأثناء، تابعي التدرب على سرعة القراءة داخل الصلاة، إلى أن تستطيعي إنهاء الفاتحة قبل ركوع الإمام...، وبهذا تنتهي المشكلة، لكن عليك –مع هذا- إن لم تكوني ذهبت إلى طبيب نفساني، أن تذهبي الآن وتعرضي عليه شكواك، ليقوّم حالتك بدقة ويصف لك العلاج المناسب...
التعليق: أريد أن أستفسر عن شيء ليس له علاقة بالوسوسة..
في المسجد الذى أصلي فيه, بمجرد أن ينتهى الإمام من الفاتحة يبدأ فى تلاوة السورة التالية دون أن يعطينا أي فرصة لقراءة الفاتحة..
ماذا عليّ أن أفعل؟؟ هل أقرأها أنا أثناء تلاوته السورة التالية أم مجرد صلاتي وراءه وتأميمي خلفه في نهاية السورة يسقط عني القراءة؟؟؟
ألاحظ أنه يعطينا فرصة للقراءة في صلاة العشاء و لكن ليس في صلاة القيام..