السلام عليكم؛
أنا شاب عمري 19سنة أشعر في أوقات الأزمات باضطرابات وانفعالات شديدة خاصة في أوقات الشجارات والمشادات الكلامية كما أشعر بانفعال وخوف وأغضب من أتفه الأسباب عندما أكون في هذه الحالة وأفقد الشعور بالأمان، وأحس أيضا بأني مضطهد من قبل الشخص الذي قد سبب لي هذه الآلام وأود الاقتصاص منه كما تلازمني حالة عصاب شديدة.
أرجو تفضلكم بإرشادي ونصيحتي
وأكون لكم من الشاكرين.
18/8/2011
رد المستشار
الابن "محمد"؛
الحياة تزخر بالكثير من المفارقات السارة منها والمحزن وما مر به العراق من مخاضات أثرت بشكل كبير على بناء المواطن، ما تعاني منه من اضطرابات نتيجة الشجار وقلق مزمن وخوف من الحيف الذي لحق بك له من الأسباب الكثير، وما مر به العراق أدى إلى إفرازات كثيرة وفي عصرنا الحديث أصبحت الضغوط النفسية جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية مما يهدد عاملا مهما من عوامل الاستقرار ألا وهي سعادتنا وصحتنا النفسية.
الابن "محمد" إن من أسوأ المشاعر التي يمكن أن تصيب أحدا منا التوتر العصبى أو الضغط النفسي، فهذه المشاعر لا تؤثر فقط علينا بالسلب وإنما تتسبب في كثير من الأمراض النفسية التي تصيبنا ومنها القلق النفسي المزمن وآثاره النفسية ومنها:
الخوف حيث يبدأ المريض بعد حياة سوية بالخوف من أشياء كانت فيما سبق لا تسبب له أي استجابة مرضية فأحيانا الخوف من الأماكن المزدحمة أو الخوف من الأمراض والخوف من الأمراض من أكثر المخاوف شيوعا فهناك الخوف من أمراض القلب والتدرن والسرطان والزهري أو الخوف من الموت أو الجنون. وأحيانا يأخذ الخوف مظاهر غريبة كخوف الشخص من ابتلاع لسانه أو توقف الطعام في حلقه.
كذلك هناك مسبب ثاني وهو التهيج العصبي وهنا يصبح المريض حساسا لأي ضوضاء بل يقفز من موضعه عند سماعه لرنين التليفون أو الجرس، ويفقد أعصابه بسهولة ومما يمس كرامته، وتصبح هذه الإثارة العصبية مصدرا للنزاعات الشخصية، وربما يطلب الانتقال من المنزل، ويثور لأتفه الأسباب. وكذلك عدم القدرة على التركيز وسرعة النسيان مع الشعور بالاختناق وفقد الشهية وقلة النوم مع فقد الوزن والأرق.
كذلك الاكتئاب، ويحدث ذلك نتيجة مضاعفات الأعراض السابقة.
أما عن ما يحدث من صراع وشجارات أمامك أو تكون طرفا فيه فتذكر الحديث الشريف لخاتم الأنبياء المصطفى الأمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد مَن يملك نفسه عند الغضب) صدق صلى الله عليه وسلم، فمسالة الاندفاع الذي يُصاب به بعض الناس بعد نقاش حاد مع شخص آخر فيؤدي إلى فقدان السيطرة على أنفسهم، وحدوث ما لا يحمد عقباه قد يصل إلى القتل، وإن المتميزين من الأشخاص هم أولئك الذين يسيطرون على أنفسهم إلى أعلى الدرجات وهذا ما تتمتع به دون أن تدركه أيها المعموري، حتى لا يستشيط غضبهم، ويخوضون في عراك قد يدفعون ثمنًا غاليًا يكلفهم الغالي والنفيس، وإذا منَّ الله عز وجل عليك بتلك الخاصية بأنْ حَماك من الخوض في غمار هذا الأمر، فهذا مما يستوجب الحمد لا التذمر والشكوى ويعزِّز لَدَيْنا ضبط النفس.
أما مسألة التخلص من التذمر والانفعالات نتيجة الجو المشحون بسبب تلك الشجارات وما مررت به فهناك تمارين للاسترخاء منها ما يمكنك أن تجعل من جسدك جزءا جزءا يسترخي من جسدك عن طريق التفكير فيه حتى يسترخي تدريجيا ثم الانتقال للآخر، ذلك من أساليب الاسترخاء المعروفة والمؤثرة جيدا في أعضاء الجسد، كذلك تنفس بعمق مركز بحيث يكون زفيرك ضعفي وقت زفيرك (يمكنك العد من واحد إلى اثنين أو ثلاثة في الشهيق ومن واحد إلى أربعة في الزفير)، ويمكنك الاستزادة عن هذا بقراءة مواضيع عن الانفعالات النفسية والقلق في موقعنا مجانين .كوم
فاقرأ مثلا:
عائد من الخليج: تمارين الاسترخاء
عصبيتي تقودني للجريمة
العصبية
أنا عصبية: يصبح شكلي كالمجانين!
التعليق: لا أعرف لماذا أشعر أن هناك وراء سطورك أشياء أخرى تؤلمك ولا أعرف إن كنت على حق. فإن كان كذلك أنصحك أن تبحث عن طبيب يساعدك كي تتخلص من جميع مخاوفك وآلامك فأنت في مقتبل العمر...وتعاملنا مبكرا مع ما نعاني منه قد يغير كثيرا مجرى حياتنا لنعيش حياة مستقرة سعيدة.
ألتمس في كلامك أنك إنسان شجاع في تعامله مع ما بداخله فهناك من لا يستطيع أن يواجه نفسه بمخاوفه وآلامه إلا أن لديك من الشجاعة والوعي ما يجعلك تدرك مشكلتك ولديك من الإرادة ما يجعلك تستطيع أن تتغلب عليها.
أتعرف أيضا ما قد يجعلك سعيدا ويجعلك تشعر بكثير من الرضا والامتنان وهدوء الأعصاب والثقة بالنفس...حاول أن تسعد شخصا يحتاج كثيرا للاهتمام فحينما ترى السعادة في عينيه لما قدمت له ستشعر بما لا تصفه الكلمات...ولن أصفه لك في كلمات...جرب ولن تندم.
أدام الله عليك السعادة وراحة البال. وأسألك كثيرا أن تستغل إرادتك للتغلب على متاعبك فأنت جزء من شباب هذه الأمة التي تحتاج لشبابها كثيرا كي يعيدوا إليها بهاءها. فكن قويا حتى نبني جميعا معا أمة قوية.
متعك الله بكل الخير