السلام عليكم؛
أنا من أشد المعجبين بالموقع، وعايزة أسأل عن حاجتين ويرد علي فيهم د. محمد شريف سالم بعد إذنكم.
أولا: إزاي أنظم وقتي؟!
ثانيا: هي العيوب اللي في شخصيتي ممكن أغيرها ولا لو حاولت فيها يبقى بضيع وقت؟!
أنا بسأل عن الموضوع ده عشان أنا خجولة وضعيفة الشخصية ومعنديش ذكاء اجتماعي تقريبا، وحساسة جدا زيادة عن اللزوم، ومعنديش ثقة في نفسي، وهادية قوي مبعرفش أشخط ولا أضرب، وكسولة ونظام نومي ملخبط، ومبعرفش أنظم وقتي، ونظري ضعيف شوية وتركيزي ضغيف ومعنديش سرعة بديهة.
مع العلم إني بحب اللغة العربية جدا وكنت شاطرة جدا في النحو وأنا طالبة وأطلع الأولى في العربي دائما
هل كل الصفات دي ينفع معاها أشتغل مدرسة؟!، علما بأني خريجة كلية التربية قسم اللغة العربية ومنذ تخرجي عام 2008 وأنا أعمل أمينة مكتبة عشان مكنش في عجز في تخصصي في ذلك الوقت.... مشكلتي إني محتارة أحول تدريس ولا لأ
يعني الصفات اللي في شخصيتي التي ذكرتها في أول الرسالة دي إزاي أقدر معها إني أشرح قدام موجه جاي يقيم أدائي ولا إزاي أسيطر على الفصل ولا أتصرف في أي موقف عارض يواجهني وما أكثر هذه المواقف في التدريس ولا إزاي أشرح من غير ما صوتي يتهز أو احسسهم (الطلبة) إني مش واثقة في نفسي أو خايفة.
ممكن تقولولي طب وإيه اللي مضايقك من المكتبة: أقول لكم رغم إني مرتاحة جدا (راحة جسدية) في المكتبة بس حاسة إني ناقصني حاجة مش لاقية نفسي فيها وإني مهما عملت مش هبقى زي اللي تخصصه وثائق ومكتبات رغم إن الموجهة لما بتجيلي بتشكر في شغلي، بس حاسة إني مبعرفش في المكتبة غير شغل السجلات والشغل الفردي أما الشغل اللي فيه مواجهة مع الطلبة زي المسابقات مثلا مش كويسة فيه.
ولما بشوف زمايلي اللي من سني اللي معايا في المدرسة واحدة أخصائية نفسية والتانية أخصائية صحافة والاتنين بيشتغلوا في تخصصهم ومحققين نفسهم بغير قوي وبحس بالنقص، حاسة إن فيّ حاجة غلط، وخايفة بردوا لو حولت تدريس إني أتأزم نفسيا من عدم قدرتي على تطويع عيوبي بحيث لا تؤثر علي بالسلب وتمنعني من تحقيق ذاتي في التدريس ده غير إني لما أتجوز مش ضامنة أقدر أوفق بين شغل البيت ومتطلبات التدريس؛
وكل اللي بيعرفني بيقولي إنت هادية ومتنفعيش في التدريس التدريس عايز شخصية قوية وصوت عالي عشان تنفعي، وكل المدرسين اللي بسألهم عن رأيهم في التحويل للتدريس يقولو لي بلاش مش هتسلكي الطلبة مش مؤدبين وسيتعبونك.
وفي نفس الوقت كل أمناء المكتبات اللي كانوا مدرسين يقولون لي حولي مدرسة أحسن عشان ترتاحي من العهدة والشغل الكتير والنواحي المالية وخلافه.
بالله عليكي يا د. محمد شور عليّ أعمل إيه يعني ممكن أتغير ولا ده كلام مثالي مش واقعي... ممكن أتغلب إزاي على عيوبي دي وأقدر أشتغل مدرسة ولا لأ، ولو صعب الكلام ده يحصل قوللي أعمل إيه عشان أتغلب على إحساسي بالنقص والغيرة لما بشوف زمايلي ناجحين في شغلهم؟
بالله عليك رد في أسرع وقت
12/10/2011
رد المستشار
أولاً: طبعا لازم لأن هذا هو تخصصك الذي سوف تجيدينه مع الزمن، واللغة العربية هي لغة القرآن وكل من تعلم القرآن على يديك سوف ينطقه بسلاسة ويكون ذلك فيه الأجر والثواب لك ولكل من قرأه، سوف يساعدك على ذلك حبك للغة العربية وأنك كنت شاطرة في العربي وأكثر من ذلك أنك كنت الأولى على صفك في اللغة العربية.
ثانيًا: بخصوص العيوب التي ترينها في شخصيتك، هل ممكن تغييرها أم لا، طبعا يمكنك تغييرها، ألم تسمعي قول النبي صلى الله عليه وسلم أن العلم بالتعلم، وأن الحلم بالتحلم، ومن تحرى الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه، فاسألي الله من فضله أن يصلح لك بالك وقلبك وروحك.
أما سؤالك ازاي أقدر أشرح قدام موجه جاى يقيم أدائك، إيه المشكلة هو بشر زيك ولا أحسن منك؟؟ المهم هو أن تكوني مستعدة، دفتر تحضيرك كامل ومذاكرة المنهج كويس، بل لابد أن تحفظيه تمامًا استعدادًا لأي سؤال من طالب أو موجه وفاهمة المادة كويس أوي مش حفظ وبس، والمنهج كله بسيط هم كلمتان على الرأي القائل عد غنمك يا جحا، قال غنمة قايمة وغنمة نايمة، بس الحقيقة مش هي دي، المشكلة من عندك وتسمى الرهاب الاجتماعي اقرئي الموضوع في باب المخاوف المرضية جيدا على موقع طبيب نفساني دوت كوم.
أما سؤالك ازاي أسيطر على الفصل أو تتصرفي في أي موقف عارض يواجهك، أو ازاي تشرحي من غير ما صوتك يتهز أو تحسسي الطلبة أنك مش واثقة في نفسك أو خايفة إلى جانب قولك في أول الرسالة أنك خجولة وضعيفة الشخصية وحساسة جدًا وأن تركيزك ضعيف، وإنك معندكيش سرعة بديهة وخوفك من أنك لن تستطيعي التوفيق بين عملك وبيتك، كل ذلك يعني أن شخصيتك تسمى الشخصية العصابية الانصياعية والتي تخلق القلق لنفسها ثم تخاف منه، أنت بنفسك التي صنعت تمثال القلق والهلع والزهق والخوف ثم نسيت أنه من صنعك وأصبحت تخافين وترتعبين منه ثم هزمت نفسك بنفسك لأن عندك استعداد ذاتي للهزيمة والانهيار..
أنت الآن ضحية لما يحكمك من استثارة وعدم استقرار، لقد اهتزت ثقتك بنفسك وأصبحت غير قادرة على اتخاذ قرار بسيط لأنك دائمًا تتجنبين المشاكل بالهرب منها بدلا من مواجهتها، لماذا تقمعين رغبتك في التعبير عن مشاعرك الحقيقية وتقولين أحب هذا التخصص وسوف أعمل به بدلاً من كتمان خوفك؟ لماذا ترغمين نفسك على قبول أشياء لا تحبينها؟ فأنت بذلك ستكونين عاجزة دائمًا عن التعبير عن الحب والاستمتاع فكيف أستمتع وأنا لا أحسن التعبير؟
وإذا كنت أنت نفسك ضحية لصعوبة اتصالاتك الاجتماعية فالحقيقة أنك ضحية لنفسك وهو نوع من أنواع العقاب الذي تفرضينه على نفسك بدون وعي، ولذلك فمجرد ترددك هل أبقى كما أنا أو أغير مستقبلي هو سؤال مبالغ فيه ولن يعطيك إلا القلق والتفكير الكثير والاستثارة الانفعالية ولكن لو فكرت بطريقة هادئة ومتعقلة فسوف تعيشين حياة وعاطفة ووجدانا هادئا وسلوكا متزنا، ولابد أن تعلمي أن استجابات مشاعرك بالقلق والخوف والتردد هي نتيجة لطريقة تفكيرك والتي تجعلك تتصرفين بطريقة أقل مما تسمح به إمكانياتك، ولذلك فلقد اخترت الاختيار الخطأ وأوقعت بنفسك الهزيمة.
اختاري ما تحبين حتى لو لم يرض من حولك بذلك لأنه ليس من المحتم أن تكوني محبوبة ومؤيدة ومقبولة من الجميع لأن ذلك مستحيل.
إن سلوكك الأحمق في اختيار ما لا تحبين خوفًا من نقد الآخرين لك أو المبالغة في رؤية عيوبك المزعومة أو قول الآخرين لك (أنت هادية ومتنفعيش في التدريس) ما هو إلا معتقدات غير عقلانية عن إمكانياتك وقدراتك ورفضك للتدريس ما هو إلا تعبير عن مخاوف غير منطقية تستند إلى اعتقادات خاطئة ويجب أن تتشجعي على مواجهة هذه المخاوف والقضاء على مصادرها بدلاً من الهروب منها وتجنبها.
لابد أن تستبدلي فكرتك في أنه لابد من النجاح والتحدي والمنافسة للأقوياء فقط بفكرة أخرى هي أن تنظري للعمل الذي تحبين والدراسة التي تمتعك وتجعلك تتقدمين للأمام بدراسة جديدة أو إضافة حديثة بدلا من المكوث في مخزن للكتب أو الطماطم بدون فائدة.
ولذلك عليك بالبحث عن أعمال ومواقف تكون مصدر إشباع نفسي لك وتحقيقا لذاتك أو تحصلين فيها على متعة الإتقان، فلو رجعت إلى التدريس مثلا فقدمي الحب لطلابك بدلاً من توقع الحب من زملائك، ألخص كلامي وأقول أنت ببساطة محتاجة إلى معرفة اعتقاداتك اللا عقلانية التي تحكم سلوكك وتصرفاتك ثم تعملي على تحديها ومواجهتها بصورة دائمة والمطلوب:
0 الفاعلية والمواجهة.
0 ترك القلق والهروب.
0 تجنب الفشل بعدم الخوف منه.
ولكن لا تنسي أنه إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله.
فاستعيني بالله في كل أمرك وعليك قراءة البرنامج الروحي وتنفيذ ما جاء به وسيعينك بإذن الله