أفسحر هذا أم مرض؟!
أرجو من الدكتور وائل الإجابة لصعوبة الحالة وتعقيدها رجاء حار.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
في البداية نشكركم على الجهود التي تبذلونها في إنجاح الموقع وجعله الله في ميزان حسناتكم، المشكلة هي لأخي يكبرني بعامين وهو الآن في عمر 36 عام يعبر عن حالته كالتالي:
بدأت الحالة منتصف عام 1999 حيث بدأت تأتيني دوخات مفاجئة مع عدم توازن وغباشة في النظر، اشتدت الحالة وبدأت تأتيني آلام رأس خاصة في منتصف الطرف الأيسر وخلف رأسي مع تشنجات شديدة أيضاً ترافقها غباشة في النظر، زيادة على الدوخات المفاجئة وبعدها زادت إلى كسل وخمول وحساسية وقشعريرة وسخونة أي حرارة وكأنني أشعر أن دمي يغلي وشعر ذقني كأنها غبر من نار وأيضا مع غباشة في النظر ترافقها توتر من دون سبب فعندما أخرج إلى العمل وكنت أعمل عاملاً أي أبذل جهداً كبيراً ولم أشتكِ قبلها من شيء فكان كل شيء طبيعياً وكنت نشيطاً وحيوياً وسعيداً فأصبحت أذهب إلى العمل مكرهاً وبأت أشعر بالخمول والكسل وعدم القدرة على العمل وأجبرت نفسي لشهور مع أنني كنت أشعر أن قواي خارت، ومضت الأيام وفي أوائل الشهر الأول.
من عام 2000 ذهبت إلى العمل مجبراً حيث كنت أشعر كأن حالة كريب تجتاحني آلام وحرارة وكسل وخمول وأثناء عملي في ذاك اليوم أصابني صوت قوي في أذني اليمنى صوت كصوت صياح الدجاج وعلى أثر ذلك عدت إلى البيت ولم أعرف ماذا دهاني وماذا يجري من لحظتها بدأت رحلة العلاج والذهاب إلى الأطباء واختلف الأطباء على حالتي كل طبيب يشخص الحالة وفقاً لوجهة نظره وتخميناته معتمداً على الأعراض منهم من قال التهابات معدة أو أمعاء ومنهم من قال تشنجات قولون وما إلى ذلك والحكاية مع الأطباء تطول وتطول، وبدأت أتدهور ووضعي يزداد سوا وصرت لا أقوى على الأعمال التي تحتاج مجهودا عضليا، وأصبحت جليس البيت لا رغبة في العمل ولا رغبة في الخروج ولا رغبة في الأكل وللمعلومة مع بداية مرضي أصبحت تراودني كوابيس كثيرة ورقيت نفسي مرات ومرات ورافقتني كوابيس واحتلامات.
كنت أحاول مداراة نفسي كي لا يعلم أحد بمرضي لكن مع ضعف جسمي وشحوبي واكتساح الشيب لشعري لم أستطع إخفاء مرضي مع كل الأسئلة من أصحابي وجيراني كنت أعلم أن ما يحدث معي ليس شيئاً طبيعياً لا أعرف ما هو حتى الأطباء عجزوا عن تشخيص حالتي، نصحني بعض الأقارب من كبار السن بالذهاب إلى المشايخ فذهبت عّلي أجد الخلاص ذهبت إلى عدة مشايخ لم أستفد إلى أن ذهبت إلى شيخ (مشعوذ) وراهن على أني مسحور وسيفك لي السحر بـ 5000 ليرة سورية وقال إنني في لبس جني وسيفك عني اللبس بـ 10000 ليرة سورية فوافقت لأن اليأس بدأ يجتاحني علي أجد الخلاص؛
فاستعمل بعض البخور وسمعته يقول بعض الطلاسم وجعلني مستلقيا وتكلم معي على أنه يتكلم مع الجني المتلبس فيّ ثم قال اخرج منه من قدمه وضرب قدمي ببضع ضربات وأعطاني حجاباً كي أحمله فعدت إلى البيت وكنت مرتاحا ليومين وكنت أحمل الحجاب ليومين وفي الليلة الثالثة وأنأ نائم أفقت من نومي على نفس الصوت الذي ضرب أذني أول مرة، صوت صياح دجاج في اليمنى، أيضاً كان جد قوي وكأن الصوت صادر من ميكرفون قرب أذني، فذهبت من جديد إليه ووضعته في صورة حالتي الجديدة وكأنه لم يصدقني فأتي بشيخ ثان قريب له وأصبح وأثقل أذني بحديثه المزعوم على أنه مع الجن حوله ضربني وضربني وعذبني وقال قم لقد شفيت ولكن لم يتغير شيء فعدت إليه مرتين بعدها وأعاد الكرة مرتين ولم يتغير شيء وبعدها لم أعد إليه ولكن ذهبت إلى آخر.
وهكذا من شيخ (مشعوذ) إلى آخر ومن طبيب إلى آخر إلى إن أفلست ولم يعد لدي مال، وبعد ذلك دلني أحد أصدقاء أبي على أحد المشايخ وكان شابا في الأربعينيات من العمر ووصفت له حالتي وحكايتي مع المرض فقال أنني مسحور بطعم مع طعام أو شراب وفيه نجاسة وأغلب الظن أنه حيض أو بول أو براز بقيت معه 40 يوما كان يعطيني ورقة مكتوب فيه قرآن بضع الآيات مع إشارة في الأسفل لا أعلمها وكانت الكتابة بماء الورد مع الزعفران كنت أحله في كأس ماء وأشربها نتيجة لذلك كانت تحدث لي تشنجات وآلام وتنمل فظيع في كل أنحاء جسمي كنت أغضب وأحطم الأشياء من حولي وبعد آخر ورقة شفيت تماماً وكانت كل الورقات بماء الورد والزعفران أحلها في كأس ماء وأشربها.
هذا الشيخ كانت له ظروف خاصة جدا لم يأخذ مني فلسا واحدا كان قد بقي لي معه جلسة نهائية ولكن حدثت له ظروف حالت دون مجيئه إلى أن تقابلنا بعد شهرين وأعدنا دورة العلاج من البداية ثم اختفى من جديد وتوفي وقبل وفاته قال لي عليك بالقرآن والذكر عرضت عليه المال لم يأخذ بذلك وكلت أمري إلى الله ولم أذهب إلى أحد.
وبدأت الحالة تزداد سوءاً مع الذكر والقرآن في بداية الحالة كانت كوابيس واحتلامات شبه يومية وبدأت بقراءة القرآن والالتجاء إلى الله وداومت على هذه الحالة عددا من الشهور عندما كنت أقرأ القرآن يبدأ جسمي بالتنمل الشديد مع زيادة حرارة جسمي وكأنني أشعر أنني أشوى على نار وتشنجات وآلام من رأسي حتى أخمص قدميّ وداومت على قراءة القرآن والحالة تشتد علي وكلما قرأت القرآن قبل النوم أرى كوابيس واحتلامات وأرى عيوناً كثيرة وتعبت وتعبت وبدأت بالرقية النبوية صباحا على كأس ماء، ومساءً كذلك وبقيت لمدة 3 سنوات حتى تركتها وقلت ليس لي سوى الصبر والتوكل على الله والصبر على هذه الآلام.
الآلام والحالات التي تجتاحني هي:
- آلام شديدة في جميع أنحاء جسمي وبالخاصة في الرأس والمفاصل.
- حساسية من معظم الأطعمة ومن البرد ومن الحر الشديدين ومن العطور والمنظفات قشعريرية حتى أن شعري على الرغم من نعومته لا يقبل المشط.
- تنميل في كافة جسمي.
- غثيان وصوت فرقعات في بطني.
- عدم الرغبة في الكل مجرد لقيمات.
- تغير لوني عند حلاقة ذقني وعندما يطول ذقني يصبح لوني أحمراّ مع الاحساس بأن دمي يحترق.
- منذ حوالي ثلاث سنوات فقدت الرغبة في كل شيء حتى في النساء في شبابي كانت الغريزة طبيعية كمعظم الشباب ولكن في الآونة الأخير فقدتها تماما أي حتى ولو أتين جميع نساء الأرض وارتمين في أحضاني لا يتحرك في شيء.
- اضطرابات في النوم وأرق شديدين ووساوس قهرية.
- أنا لأبارح البيت إلا إلى البقالية التي أجلس فيها وهي تحت المنزل مباشرة إذا مشيت 100 متر اتعب كثيراً وحالة توتر تصيبني.
- الأسئلة من حولي كثيرة لماذا لا تتزوج ولماذا نحلت ولماذا شاب شعرك ولماذا؟؟؟؟؟؟؟
- طنين دائم في رأسي يتركز في أحيانا في أذني اليمنى وأحيانا يشمل جميع رأسي.
أهم ما في القضية أظنه مربط الفرس ألا وهو:
كنت أعشق فتاة من الجيران الأباعد لدينا في المحللة وهي كانت تحبني وكنت قد نويت الزواج بها ولكن نفس الفتاة كان مغرم بها شقيق زوج أختها وأختها كانت تريده لها ولكنها كانت تحبني ولا ترغب حتى برؤية الآخر في بدايات مرضي وبعد ثلاث سنوات من مرضي كنت قد تضرعت لله وحالتي يرثى له وقلت يا الله ما هو المرض الذي اجتاحني وبدأ يسرق مني شبابي وسنون عمري باكيا.
لقد عجز الأطباء عن مرضي يا رب فنمت ورأيت رؤيا وهي أخت الفتاة التي أحبها بمظهر بشع جدا ولباس أسود شعرها مخيف ورأيت ذلك الشاب وسحب الفتاة مني وأخذها وحبسها في غرفة ثم جاء أخوه وبزق في أذني وتزوجها ذلك الشاب وأختها على العلم معروفة بالذهاب إلى المشعوذين وعمل السحر لزوجها ولغير زوجها كلما قرأت القرآن أرى هؤلاء بمنظر بشع وأرى كوابيس وأحتلم مع العلم لاأختلط معهم منذ 12 سنة وكلما مروا أمام البقالية التي أجلس فيها ينظرون إلى بحقد وكأنني عدو لهم، ولاحول ولا قوة إلا بالله ولكم جزيل الشكر.
17/11/2011
رد المستشار
قرأت كلام أخيك وشكاويه المتعددة.
بدايةً: هل هي سحر أو مس؟
فاعلمي أختي الفاضلة أخي الفاضل، أن الذكر والصلاة والقرآن لهي أقوى من كيد السحرة ومس الجان، فلا داعي إلا للرقية والدعاء كما يفعل كل من ابتلي بمرض نفسي أو عضوي، ولكن لدي بعض التساؤلات:
1- في البداية هل أجريتم استشارة طبيب تخصص غدد؟ أو هل أجريتم فحصا للغدة الدرقية والكظرية بالخاصة؟ وماذا كانت النتيجة؟
2- هل أجريتم فحصا لمستوى الفيتامينات في الدم؟
3- ثم هل أجريتم استشارة لطبيب أعصاب؟
إذن بدايةً لا بد من نفي السبب العضوي لحالة أخيك...
وإن كانت الحالة العضوية سليمة، فحالة أخيك تدور في فلك الكآبة والقلق مع أعراض جسدية (Depression and Anxiety with somatic features).
وما هي الكآبة والقلق مع أعراض جسدية؟
هي باختصار شعور بالحزن والتوتر والخوف بدون مبرر واضح، مع تفاعل الجسد مع هذا الشعور النفسي المؤلم بأعراض غير وصفية لمرض عضوي، حيث يفحص الطبيب فلا يجد شيئا ولكن المريض يشتكي.
وأرجح أن حالة أخيك من هذا النمط... وتعالج بشقين: علاج دوائي من زمرة: التوفرانيل، الريميرون، السيروكسات، وتعالج بجلسات نفسية لتعديل الأفكار المشوهة والسلوكيات السلبية، وكذلك لممارسة الرياضة لنصف ساعة يوميا وخاصة المشي مع رفع مستوى الحالة الروحية بالصلوات والأذكار التي لها تأثير كبير على حالته النفسية... وفي النهاية أرجو الإجابة على الأسئلة في الأعلى، لمتابعة الاستشارة.
أرجو لك ولأخيك العافية المستمرة.
التعليق: أخي العزيز,
الله يكون بعونك أولا
ثاني شيء توكل على الله واستعن به- وحده- لا من شيخ
لا تخاف لا من سحر ولا من عين ولا من مس
بس توكل على الله وابذل السبب وسوي العلاجات المطلوبة منك وحافظ على الرقية الشرعية
وإياك تبطل تقرأ قرآن أو تيأس من العلاج أو من رحمة ربك
لا تيأس .. أنا مرضان متلي مثلك إلى حد ما بس والله ما يصبرني على مصيبتي إلا إيماني بالله ..
وصدقني يا أخي ربك كبير وما بينسى حدا
بس تفاءل فيه وتذكر قول الرسول بالحديث القدسي أن الله يقول عن نفسه:
أنا عند ظن عبدي بي ما لم يشرك ,,, إياك أن تشرك بالله وأن تصدق كلام العرافين والدجالة
تحياتي