تشخيص حالة
إلى الدكتور محمد عبد العليم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
يعاني أخي البالغ من العمر 28 عاما من حالة لا نعلم ما هو تشخيصها ربما بدأت معه منذ الطفولة وهي تبول لا إرادي أثناء النوم (توقف حاليا) إعادة ما قاله من كلام في سره والاستحمام كل ساعة تقريبا غسل اليدين مئات المرات في اليوم الواحد دخول الحمام المتكرر ولكن تفاقمت الحالة بعد أن سافر إلى بلد آسيوي للدراسة الجامعية وبعدها عمل في إدارة الأعمال (خاص) وخسر كل ما كان يملك قائلا أنه تم عمل سحر أسود له من قبل منافسينه في العمل إضافة إلى خذلانه ممن كان يريد الزواج بها وهي أجنبية جازما بأنها ساعدتهم في عمل السحر.
تعالج لفترة عند أحد المشايخ هدأ قليلا ولكن بعد أن توقف عن الذهاب إليه عادت إليه حالة العصبية الدائمه حيث أنه لا يطيق أن يعارضه أي أحد في أي شيء مدعيا أن لا أحد يمتلك الثقافة الكافية لمناقشته وأصبح يدعي أنه من أهل الكهف تارة وأنه المهدي تارة أخرى إضافة إلى الإلهام الذي يأتيه من رب العالمين والعدوانية ضد كل من لا يتقبل رأيه إما بالضرب حتى وصل الأمر إلى استخدام الآلات حادة أو بالكلام سواء بالدعاء على أهل البيت بالموت أو استخدام ألفاظ بذيئة وتسيطر عليه فكرة أنه مستهدف من قبل الجميع، وأنه مطلوب من قبل أعيان ورؤساء الدول نظرا لذكائه الخارق وأن الجميع يبحث عن معلومات عنه بغرض إذلاله، وموقن بأن دعواته لا ترد خائبة فيدعي بأنه قد انهارت مباني وحرقت طوابق بسبب دعائه.
أصبح يكره الناس ويحب العزلة يضحك ويبكي لوحده، وقد لاحظنا رجفة لا إرادية في منطقة الأرجل أثناء النوم، يسمع الأغاني بكثرة، يرفض فكرة أن يعرض نفسه على طبيب نفسي رفضا باتا ويسوء الحال يوم بعد يوم.
أرشدنا يا دكتور ما الذي يمكن عمله، فاعتمادنا الآن على الله ثم عليك.
14/03/2013
رد المستشار
الأخت الفاضلة؛
نشكرك على ثقتك بهذا الموقع واهتمامك بأمر أخيك الذي نسأل الله له العافيه والشفاء, حالته كانت بدايتها نوعا من القلق النفسي الذي تطور إلى وساوس قهرية، ومن ثم أخذت أعراضه المرضية منحىً آخر حيث أصبح يعاني وبكل وضوح من حالة ذهانية (عقلية) تتسم بوجود اضطرابات في أفكاره وافتقاد الارتباط بالواقع مع خلل في الحكم على الأمور بصورة صحيحة.
رفضه لفكرة مقابلة الطبيب هو جزء من حالته المرضية وبما أن هذه الحالات تتطلب بالفعل التدخل الطبي النفسي السريع والفعال فلابد من إقناعه بالذهاب إلى العلاج وأفضل وسيلة هي أن يتحدث معه أقرب الناس إليه وأكثرهم تأثيرا عليه ولا يقال له أنك مريض بل تحتاج فقط لإجراء بعض الفحوصات البسيطة ومن خلال هذا الشخص المؤثر يمكن إقناعه بالذهاب إلى الطبيب، ولابد أن تتم الترتيبات المطلوبة وإطلاع الطبيب على حالته قبل إحضاره إليه، يجب تحين الفرصة المناسبة وأن لا تدخلوا معه في مغالطات حول أفكاره أو يقال له إنك متوهم وإن فشلت المحاولة الأولى فإن شاء الله سوف تنجح المحاولات التي تليها.
الذي أود أن أؤكده لك هو أن هذه الحالات يمكن أن تعالج بصورة فعالة جدا فيجب أن لا يهمل هذا الأخ وأعتقد أنه يمكن الاستفادة من الشيخ الذي قرأ عليه بإقناعه بالذهاب إلى الطبيب. إن كنت متواجدة بدولة قطر فلا مانع لدي أن تتواصلي معي بقسم الطب النفسي التابع لمؤسسة حمد الطبية للمزيد من التشاور والتناصح.
واقرئي على مجانين:
الذهان الزوراني: الاضطراب الهذائي
ظناني أو زوراني المهم العلاج!
أفكار زورانية أم أعراض هذيان؟
اضطراب زوراني غالبا ذهاني
كيف يمكن التعامل مع الزوراني
مع تحياتي