حالة توهان مستمرة
أشكر الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني على سرعة استجابته ورده المفصل.
قرأت رد حضرتك أكثر من مرة كما طالبتني ولكن حضرتك بدأت كلامك بطلب مني أن أفكر بعقلي ثم بقلبي ولا أعلم كيف يمكن أن يحدث هذا!! من أصعب الأمور في الحياة التجرد فالله أعطانا عقولا وقلوبا قال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيم، والكثير من الآيات فالضمير بداخل كل البشر وكذلك العواطف من الصعب كذلك قال تعالى من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب صدق الله العظيم.
حضرتك قلت اليوم نرى التخبط في القرارات، وبعض من نظنهم مجاهدين بعد فترة من الوقت نجدهم من الخوارج الذين يكفرون المسلم لو ارتكب معصية أو صغيرة!!، وبعضهم مُخترقون من المخابرات الصهيونية أو الغربية، وأذكر مريضا أتاني بعد أحداث سبتمبر 2001، وكان يريد الجهاد ضد الأمريكان بالعراق أو أفغانستان كما تفكر أنت، وأذكر يومها أنني نصحته أن يهتم بتربية أبنائه والاهتمام بتطوير نفسه ومن حوله، وأن هذا جهادا له اعتباره إن أستحضر النية الخالصة لإعلاء كلمة الله في الأرض، وأن الأيام ستكشف لنا جميعا أن هذه الأحداث تخطيط صهيوني خبيث؛ ومجرد ذريعة للهجوم على بلادنا وتفتيتها!!!، وقد كان بالطبع المجاهدون بشرا يخطئون ويصيبون وقال تعالى {تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة} صدق الله العظيم وهذا القول في الصحابة.
اختراق الموساد فلا أظنه قد يكون الموساد قد عرف معلومات عن أحداث سبمتمبر ولكن لا أظن أن بعض قيادات تنظيم القاعدة حلفاء لهم وبالطبع أنا أرى خطأ ما حدث كما عدل بعضهم من مواقفهم ولكني أرى لابد من وجود مجاهدين يدافعون عن الدين والمستضعفيين.
ألا تتفق معي يا دكتور فلو لم يوجد هؤلاء لتمادى الظالمون في استعدائهم حضرتك قلت أن الأحداث كانت ذريعة للهجوم، سواء حدث أحداث 11 سبتمبر أم لم تحدث فلابد أن الأقوى الظالم سيعتدي من حين لآخر كما علمنا من التاريخ فأين المجتمع الدولي من سوريا وبورما وغيرهم حضرتك تقول أن الإنسان يظن أنه سيغير العالم ومن ثم مجتمعه إلى من حوله إلى نفسه يا دكتور تمسك الناس بالدين وتطبيقهم أي المسلمين هو من سيغير العالم تلقائيا فمن يجاهد يجاهد لله ومن ثم رفع الظلم لو كل واحد خد بقياس عقلي لاستحالة تغيير فما كان قام الرسول بالدعوة في مكة 11 عام ولم يسلم إلا عدد قليل يعد على أصباع الأيدي كذلك غزوة بدر بلاش القياسات ديه صلاح الدين وقطز وغيرهم حتى هتلر فلو يم يؤمنوا بأفكارهم ما فعلوا شيء فما بالنا نحن!! أعجبتني مقولة حضرتك (تتفهم الكثير من تجارب الناس في حياتنا الصعبة الخادعة)
تذكرت مشكلة الأخت الإمارتيية الولهانة بشاب آسيوي ولا أدري كيف صبرت على الرد عليها في كل مرة ترسل فيها توابع ما يقوم بيه هذا الشاب اللي يحسد على مهارته الفائقة في اللعب بالبيضة والحجر بالإيقاع أعتذر على الإطالة، الحمد لله فقد خرجت من حالة التوهان وبدأت في الرجوع للحياة العملية
وجزاك الله خيرا يا دكتور
وجعل أعمالك في ميزان حسناتك.
21/03/2013
رد المستشار
ولدي العزيز،
أحمد الله تعالى على خروجك من حالة التوهان ورجوعك إلى أرض الواقع... فهذا هو المهم في استشارتك بالنسبة لي على الأقل... ثبتك الله على الحق
وصرفك عن الباطل... كما قلت من قبل ليت كلا منا ينشغل بإصلاح حاله وأحوال من حوله قدر الاستطاعة... فالجهاد اليوم تغيرت مفاهيمه.
عن ستمائة عاما مضت أو نحوها، عندما كان الجهاد بالسيف والسهام والحراب والجياد المتاحة لمعظم البشر وقتها... كيف تجاهد عدوك اليوم وأنت لا تملك خبزك؟؟.... كيف تجاهد عدوك وإخوانك من حولك متفرقين متقاتلين؟؟؟.. وعدوك سعيد ببث روح الفرقة بين أبناء شعوبنا المطحونة المنكوبة ليفرق المفرق ويفتت المفتت... كيف تقاتل عدوك صاحب الأسلحة النووية وحاملات الطائرات والصواريخ المسافرة لكواكب المجموعة الشمسية وأنت لا تملك ما يكفيك من الماء الذي تشربه وتزرع به، ولو كنت تملك بعضه فأنت عاجز عن حفظ منابعه ومجاريه وسدوده...
رحماك ربي من فكر بعضنا المحدود... رحماك ربي من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا...
ولدي الغالي؛
رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، كما قال سيدي الإمام الشافعي... وأنا أكره الجدال ولو كنت متأكدا من رأيي أحيانا... نحن بأمانة في حاجة
لمراجعة أنفسنا وإصلاح أحوالنا... نحن في حاجة للم الشمل والاعتصام بحبل الله جميعا... العمل العمل والاجتهاد الاجتهاد كل في مجاله كي ننهض بأمتنا ونتغلب على كبواتنا... وفر طاقاتك وإمكاناتك للعلو بشأنك وإصلاح أحوالك وأحول من حولك قدر استطاعتك، وفي كل المجالات علميا وثقافيا وماديا ودينيا واجتماعيا وأسريا.........
سعدت بك وبتحسن أحوالك ولدي الفاضل وأعانك الله وإياي وأبناء أمتنا جميعا على لم الشمل وإصلاح الأحوال والعمل والجد والاجتهاد كي يكون لنا مكاناً متميزا تحت شمس هذا العالم المتناحر المتشاحن، وأن نحقق مفهوم الجهاد بحق والذي هو ذروة سنام ديننا الحنيف...
ويتبع >>>>>: حيرة اختيار شريك الحياة المناسب م1