وسواس التسمية للوضوء ثم تكبيرة الإحرام ثم... وسوسة× وسوسة
قد تبدو لكم المشكلة غريبة أو حتى تافهة، وأن صاحبتها غبية كذلك، وأنا أوافقكم الرأي، ولكن هذا لا يغير من الأمر شيئا، فأنا فعلا أعاني من هذه المشكلة!!!
عندما أستعد لأتوضأ أتسمر أمام الحوض وأشعر بالرهبة من البدء، تساورني وساوس ومشاعر غريبة بأنه ينقص شيء أو..... لا أدري والله
حتى إذا حدث الفرج وبدأت في الوضوء لا أستطيع أكمل حتى النهاية وأشك في غسل الأعضاء، والله أقضي بالربع ساعة والنصف ساعة في الحمام لأتوضأ، وأحيانا لا أستطيع فأخرج من دون وضوء وأعود بعد قليل.
وآخر الأمر أني دخلت الحمام عندما أذن العصر لأتوضأ وفشلت ولم أستطع فخرجت وهكذا استمريت على هذا الموضوع ثلاث مرات خروج ودخول، وباقي الآن ساعة إلا ربع على المغرب وأنا لم أصلي العصر.
ويا ريت توقفت المعاناة عند هذا الحد، فعندما أتوضأ وينتهي الأمر، يبدأ وسواس الصلاة، فأتردد كثيرا قبل ما أكبر وأحيانا كثيرة يرجع ذلك إلى أنني أتخيل أشياء وصور سيئة قبل الصلاة وأخاف أبدأ حتى تذهب عني، وإذا تخيلتها وأنا في أول الصلاة أطلع منها.
أنا فعلا تعبت والله وأصبحت أبكي كثيرا وأحزن على حالي أنا أعرف والله أن هذا غباء وأنها وساوس الشيطان ليكرهني في الصلاة وخاصة أن هذه الوساوس بدأت عندما بدأت أخشع في الصلاة والآن أصبح وضعي مزريا، أنا لا أكره الوضوء ولا الصلاة ولكني أكره نفسي كرها شديدا.
فأرجوكم ساعدوني
جزاكم الله خيرا وأثابكم الجنة.
8/11/2013
رد المستشار
أهلًا بك يا "أختي" وأرجو لك سعادة الدارين
مشكلتك ليست غبية ولا تافهة، بل حالة هامة، ومعاناة يجب علينا مساعدتك للخروج منها.
ما تشتكين منه شيء معتاد عند الموسوسين:
*عدم الشعور باكتمال الفعل حتى إن اكتمل في الواقع: (تساورني وساوس ومشاعر غريبة بأنه ينقص شيء).
*الشكوك: (وأشك في غسل الأعضاء).
*الحيرة والتردد: (أتسمر أمام الحوض)، (فأتردد كثيرا قبل ما أكبر).
*صور ذهنية وتفكير سحري ومبالغة في إعطاء الأفكار أهمية: (وأحيانا كثيرة يرجع ذلك إلى أنني أتخيل أشياء وصور سيئة قبل الصلاة وأخاف أبدأ حتى تذهب عني، وإذا تخيلتها وأنا في أول الصلاة أطلع منها)... في منظورك أنت: مجرد ورود الصور السيئة، يبطل الصلاة.
وهذا كله يتعب الموسوس ومن حوله، ويعطل أنشطته اليومية، ويستهلك من وقته وجهده، وقد تؤدي طول المعاناة من الوسواس إلى الاكتئاب.
أشكر لك يا أختي مبادرتك لطلب المساعدة، ولكن لي سؤال: هل ذهبت إلى طبيب من قبل وجربت العلاج؟
علاجك طبعًا يتكون من شقين: معرفي سلوكي (وهو الأساسي)، ودوائي يعين على العلاج الأول بتخفيف قلقك.
والعلاج المعرفي: يتلخص في تصحيح الأفكار والتصورات لديك حول الوضوء والصلاة ومعرفة أحكامهما.
أما العلاج السلوكي: فيتلخص بالتعرض لمثير الوسواس مع عدم الاستجابة لما تأمر به الوساوس.
مثلًا: البدء بالوضوء يثير لديك وسواسًا بأنك لم تكملي غسل أعضائك. تتعرضين للمثير: (تبدئين الوضوء)، ولا تستجيبين للوسواس الذي يترافق مع الوضوء: (مثلًا تغسلين يديك رغم شعورك بأن غسل وجهك لم يكتمل بعد).
تتعرضين للمثير: (تكبرين للصلاة رغم الصور السيئة)، ولا تستجيبين للوسواس الذي يترافق معها: (لم تصح صلاتي، أو لا أريد أن أقف بين يدي الله وأنا أفكر بهذا). وعلى فكرة: الصلاة تصح مع هذه الأفكار، وما من مشكلة من الوقوف بين يدي الله تعالى على هذه الحال لأن الأفكار خارجة عن الإرادة، والأفكار غير الإرادية مهما كانت لا مؤاخذة بها.
هذا الأمر سيسبب لك قلقًا شديدًا، لكن المثابرة على التعرض مع عدم الاستجابة بشكل جدي يذهب الوساوس في فترة وجيزة، يمكن أن تكون 15 يومًا، حتى إن تأخر الشفاء عن هذا فلا تيأسي فالمثابرة والصبر سيثمران بالتأكيد.
أرجو أن تطلعي على ما كتب في نطاق الوسواس القهري وبخاصة برامج العلاج الذاتي للوسواس الذي تفضل الدكتور محمد شريف سالم بكتابتها. وكذلك على مقالات منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري. وأيضًا القراءة في الاستشارات المشابهة لحالتك –إن لم تكوني فعلت- فستعينك كثيرًا بإذن الله..
عزيزي مريض الوسواس: عالج نفسك بنفسك4
علاج الوسواس OCDSD فقهي معرفي إسلامي Religious CT
وأسرعي ما استطعت في الذهاب إلى الطبيب واختاريه ممن يحسن العلاج المعرفي السلوكي وليس ممن يقتصر على العلاج الدوائي فقط.
عافاك الله وشفاك.