وسواس من النوع الأصلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أشكر كل القائمين على هذا الموقع الرائع الذي يخفف آلام الكثيرين وأريد أن ترد على هذه الاستشارة أ.رفيف الصباغ وأسأل الله أن يجعل ما تقدمه من علم في ميزان حسناتها وأن يفرج الله عنكم في سوريا وكل البلاد العربية.
أنا فتاة أبلغ الثلاثين من عمري, وغير متزوجة، وأعاني من الوسواس القهري في أمور العبادات منذ الثانية عشر من عمري، وقد بدأت في العلاج السلوكي منذ عدة أعوام والحمد لله تحسنت كثيرا جدا
أنا أذهب لطبيب نفسي وآخذ جلسات علاج سلوكي معرفي وتحسنت كثيرا على يده والحمد لله..بفضل الله طبعا.
وأيضا بقراءة الفتاوى الخاصة بالموسسوسين ومنهج الفقهاء فى التعامل مع الوسواس الذي قدمته على مجانين، والطبيب يقول لي دائما أن الفتوى تختلف من شخص موسوس لشخص غير موسوس، وأنا آخذ دائما بالآراء التي يقولها لي وأنه يعتقد أن آراءه صحيحة لأنه كان يقولها للموسوسين قبل معرفة فقه الموسوسين وطلع كلامه صح، ولكن آخر مرة تجادلت معه كثيرا في أحد المواضيع وأرجو أن تفيديني فيه لأني دائما أقول لنفسي هو ليس فقيها لآخذ منه الفتاوى مع أنه يقول لي (على مسؤوليتي)؛
والموضوع هو الغسل، أنا فتاة ممتلئة قليلا وبالتالي يوجد ثنيات بجسدي ولكن بمساحة لا تذكر، فأنا أغسل دائما تلك الثنيات وأوجه لها الماء خاصة وهناك أيضا ثنيات بجسم أي إنسان أرجو أن تفيديني، هذه الثنيات مجملة هي:
- بين المؤخرتين
- بين الفخذين
- تحت البطن
- داخل السرة
- الثنيتان في الظهر (في الجانبين)
- ثنيات الأذن
واختلفت أنا والطبيب فهو يقول لي طنشي كل هذه الثنيات وقفي تحت الدش وتحركي يمنينا ويسارا ويكفي نزول الماء على الجسد ..فهل آخذ برأيه أم أتطرق لتلك الثنيات في الغسل خاصة وأني قرأت فتوى على أحد المواقع أن منطقة بين المؤخرتين من ظاهر الجسد ويجب غسلها.
الطبيب دائما يقنعني أن الطهارة مجرد تهيئة للصلاة وشيء رمزي وليست موجودة ليشق الله بها علينا، ومثلا أنه في حالة عدم وجود الماء يحل التيمم محل الغسل ولا يستعمل الماء أصلا، ثم لا فرق في القدر بين اثنين يصليان متجاورين أحدهما تيمم فقط والآخر اغتسل وتوضأ مرات ومرات!
ولكن بتفكيري أنا -المختلف معه- أنه إذا كان الفقه يسيرا والطهارة مجرد تهيئة وشيء رمزي، لماذا لا يصح الوضوء مثلا مع طلاء الأظافر أو أي حائل حجمه بسيط على أحد أعضاء الوضوء؟
- لماذا هناك حديث معناه، تحت كل شعرة جنابة فاغسلوا الشعر ونقوا البشرة....
- لماذا يجب في الغسل أن يصل الماء لفروة الرأس ولا يكفي صب الماء فقط عليها؟
- لماذا هناك حديث ويل للأعقاب من النار؟
أليس كل هذا دليلا على الدقة في الفقه؟
وفي ضوء هذا التفكير لا أستطيع أن أقتنع أن الغسل مجرد تهيئة رمزية، وأن آخذ برأي الطبيب.
**وقد قرأت في فتاوى الموسوسين في الغسل أنه يكفي غلبة الظن في الغسل ولكن الموسوس لن يصل لغلبة الظن هذه, وقرأت أنه يغتسل بالشكل الذي لو اغتسل به الشخص العادي لغلب على ظنه أن الماء قل طال جميع الجسد، ولكن الأشخاص العاديين أنفسهم مختلفين، فبعضهم دقيق بعض الشيء والآخر يقف تحت الماء فقط.
فمثلا هناك من يقول لي أنه يغسل داخل السرة وثنيات الأذن والآخرين مثلا يقولون أنه سيأتي الماء داخل الأذن تلقائيا عند غسل الرأس..وأنا متأكدة أن هناك الكثير من الناس يغتسلون بشكل سلس بغسل الرأس والوقوف تحت الدش فقط لغسل الجسد والله أعلم.
أنا تعبت من هذا الموضوع وأرجو أن تفيديني فيه وخاصة أني أخشى لو تزوجت أن يسبب لي مشكلة. أنا الآن أغتسل في وقت ومدة زمن طبيعي ولكن المشكله التدقيق هذا داخل الغسل، أرجو الإفادة وأن لا تشقي عليّ في الإجابة بالله عليك.
***هل آخذ برأي الطبيب وأطنش تلك الثنيات؟ أم ماذا؟ وهل لو وجب غسلها ونسيت إحداها في الغسل وتذكرت بعد الخروج ماذا أفعل؟ هل أخلع ثيابي ثانية وأغسلها (مثلا منطقة بين المؤخرتين)
فأنا أظل في توتر في الغسل لكي أركز حتى لا أنسى شيئا وأبقى خائفة أني أفتكر مكان لم أغسله بعد الخروج من الغسل.
أنا تعبت ولا أعرف ماذا أفعل، وأخشى أن تجيبينى بشيء يخالف رأي الطبيب وبالتالي ستسقط معه كل الآراء التي قالها لي لعدم ثقتي هل هي صحيحة أم لا؟
وبالمناسبة لي سؤالين:
- هل يأخذ طلاء الأظافر حكم الخف؟ أي أتوضأ وأضعه ثم بعد ذلك أتوضأ وهو على الأظافر 3 أيام؟
- هل يجوز للمرأة أن تمسح رأسها من الخلف في الوضوء لأني أشعر أن كثرة المسح من الأمام أتلفت الشعر أو صار ليس بجمال ونعومة باقي الشعر؟
وفي انتظار الرد من فضيلتك
03/02/2014
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "مريم"؛
أشكرك على مشاعرك الطيبة، وفرج الله عنا وعنكم وعن جميع بلاد المسلمين الذين تداعت عليهم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها -وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم- حصول هذا من أكبر الدلالات على صدق نبوته.
نعم يا مريم، الفقه دقيق، لكن أنت وطبيبك على صواب!!
أنت تتكلمين عن الحكم من الناحية النظرية، وهو يعطيك كيفيته العملية...
عند شرح الأحكام في الكتب يفصلون كثيرًا لاستيعاب الحالات الممكنة وتنمية الملكة الفقهية لدى دارس الفقه، وإيضاح العلل والجامع المشترك بين الأحكام... لكن عمليًا الأمر أيسر بكثير...
أشبه هذا لك بتشريح الأطباء للإنسان، هم يشرِّحونه ويقولون: الإنسان يتكون من أجزاء: في راسه دماغ، والعين والأذن والفم والأنف، والعين تتكون من القرنية والقزحية والشبكية إلخ... والفم يحوي اللسان والأسنان، وفي صدره قلب ورئتان وقفص صدري ولديه معدة، وأمعاء دقيقة وغليظة، وله هيكل عظمي وشرايين وعضلات، والعضلات لها أنواع...
ولديه غدد ووووو...........
ما هذا الإنسان المعقد الصعب؟!!!!!
الآن، إذا قلت لك تخيلي إنسانًا. يكفي أن تتخيلي ذلك الكائن الذي ترينه بعينك، حتى لو كان ناقص الأيدي والأرجل يكون تخيلك صحيحًا، إذ هو إنسان على كل حال... وليس عليك أن تستحضري في ذهنك: الدماغ والفم والعين والأذن وأجزاء ذلك والقلب والمعدة والأمعاء والرئتين والعروق والعضلات والأوتار والعظام، والكبد والبنكرياس.... أوووووووووف
إن هذا يطول وتعجز المخيلة البشرية عن استحضاره دفعة واحدة.... الموسوس يحاول أن يفعل هذا.
نرى هذا بوضوح عند الموسوسين في النية، بينما النية عمليًا أن تتجهي للعمل، وليس فقط أن تتحركي ولا تعرفين لماذا! نجد الموسوس يدقق في قولهم: شروط النية في الفرض: القصد، والتعيين، والفرضية...
فيعصر ويكبس ليتخيل: القصد... نعم أنا أريد أن أصلي... التعيين: يعني الظهر، عينتها ظهرًا.. والفرضية... أيوه.. أصلي الفرض وليس السنة! كل هذا وهو متجه ليصلي فرض الظهر، فيعجز عن استحضار هذه الجمل كلها في مخيلته واستشعارها في نفسه.
غير الموسوس يعلم أن اتجاهه لصلاة فرض الظهر هو النية. فهي تتضمن (القصد = توجه قلبه واهتمامه لهذا الفعل، التعيين = يعلم أنها الظهر، الفرضية = يعلم أنه لا يريد السنة وإنما الفرض).
كذلك في الغسل عندك: الغسل هو إيصال الماء إلى جميع البشرة والشعر. تمام؟ يأتي الفقهاء: ومن البشرة التي يجب إيصال الماء إليها: الأنف من الخارج لا من الداخل، وما ظهر من الوجه، فلا يجب غسل داخل الفم، وكذلك تحت الإبطين، والعكن التي في البطن، وما بين الأليتين، والسرة وبين الفخذين، ويتعهد أصابع الرجلين إن كانت ملتفة، والأظافر، ويزيل أي حائل عليها من شمع وعجين، ووسخ يمنع وصول الماء، لا دهن ولون كالحبر والحناء....ووووووو
وبعديييييييين؟؟؟؟؟؟؟
أنت عندما تغتسلين تحاولين أن تفكري بهذه العبارات جميعها، وتخشين أن تنقصي منها شيئًا، نويت فرض الغسل... سأغسل أذني، وصل الماء؟ ثم أريد أن أنتبه إلى كذا وكذا... هل وصل الماء؟ وهكذا...
بينما الدكتور يقول لك طنشي وتحركي قليلًا: يعني طنشي التفكير بالطريقة السابقة، وتحركي قليلًا، أو مرري يدك بلطف عند الثنيات بسرعة ودون قلق لأن الماء سيال يدخل أدق الأماكن دون عناء.... نحن نغتسل بالماء يا مريم وليس بالكريم!!
أما قوله: إن الوضوء والغسل أمر رمزي، فنحن نعبر عنه في الفقه بأنه أمر تعبدي، وهو كطبيب لم يستخدم هذه الكلمة، الأمر التعبدي هو الذي لا يعقل معناه، يعني أمرنا الله به فنطبقه تعبدًا لا لشيء آخر. فالوضوء والغسل أمران تعبديان، ولا نقول المراد منهما التنظيف لأنه في حالة انعدام الماء نستخدم التراب، والتراب شأنه التلويث وليس التنظيف.
ولا يعني أنه أمر تعبدي أننا لا نقوم به على وجهه، لأن الله تعالى أمرنا بأن نأتي به بكيفية معينة، ولكن كما قلت لك: لا نقول: الآن سأبدأ الغسل، الآن عليّ أن أدلك ثنيات البطن...، سأنتقل إلى السرة...، هل وصل الماء يا ترى؟ هذا هو الغلط والوسواس. فثنيات لا تذكر كما قلت في سؤالك، لا تحتاج إلى كل هذا التوتر والقلق، والطريقة التي قالها لك طبيبك كافية.
وإذا اغتسلت بدون تعقيدات وبدون تتبع لخارطة الجسد تحت المجهر الإلكتروني، وأنهيت الغسل، فلا يؤثر الشك في غسل مكان على صحة غسلك.
اغتسلت بسرعة وانتهيت، ثم بعد انتهائك بثوانِ، قلت: هل غسلت ما بين الأليتين يا ترى؟ هذا الشك لا يؤثر لأن الأصل أن الغسل قد انقضى كاملًا. وينطبق هذا على الوضوء أيضًا، فلا يؤثر الشك بغسل عضوٍ بعد الانتهاء من الوضوء كله، وهذا الحكم ليس للموسوسين فقط، إنما لغيرهم أيضًا.
أما اليقين بعد الغسل، مثلًا: بعد أن أنهيت الغسل وجدت شيئًا من الطلاء على ظفرك، فهنا يكفي أن تزيلي الطلاء وتغسلي الظفر ولو طالت المدة بين الاغتسال، وغسل الظفر.
ألخص: الشك بغسل عضوٍ بعد الانتهاء من الغسل لا يؤثر على صحة الغسل. أما تيقن عدم غسل مكان ما لا يستوجب إلا غسل ذلك المكان... ضعي الإصبع –مثلًا- تحت صنبور الماء فقط من غير دعكٍ ولا فرك.
أما سؤالاك الأخيران:
1- طبعًا لا يأخذ طلاء الأظافر حكم المسح على الخفين، المسح رخصة جاءت بخصوص الخفين فقط. ومدة المسح تكون يومًا وليلة للمقيم، وثلاثة أيام بلياليها للمسافر، وتبتدئ المدة منذ أول حدث يحدثه الشخص بعد لبس الخف.
2- المسح الصحيح ما كان ضمن حدود الرأس، فلو رسمت خطًا مستقيمًا من أسفل الذقن يمر تحت الأذنين إلى رأسك في الخلف، كان كل ما فوق هذا الخط من ضمن الرأس الذي يجوز المسح عليه. ثم إن مسح الرأس عند الشافعية يكفي فيه مسح بعض شعرة واحدة فقط!! والبياض الذي خلف الأذنين معتبر من الرأس أيضًا فيصح مسحه، وقول الشافعية هذا فيه تيسير كبير، نفتي به للعروس ونحوها إن كانت قد صففت شعرها ووضعت عليه المثبتات ثم أرادت أن تصلي.
يسري يا مريم ولا تعسري، ولا تفكري كثيرًا وتوجعي رأسك.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> وسواس الغسل ، طلاء الأظافر ، ومسح الرأس م
التعليق: إلى الأستاذة رفيف الصباغ، السلام عليكم ولكن ماذا عن الصلاة في الفترة التي نسيت فيها اغتسال العضو المكان الذي لم يصله الماء!!!!
لم أفهم عليك أنتِ تقصدين حتى لو مر مثلا يوم أو يومين من الغسل ووجدتُ لصقة جروح في قدمي طولها تقريبا أقل من سبعة سنتمتر أنا نسيتها حقاً لسوء الحظ وكنت سأجن عندما رأيتها، معروفة تلك لصقة الجروح التي لونها بني وطولها أقل من سبعة سنتمتر ودائماً تستخدم في المستشفيات بكثرة وشكلها مستطيل
ولكن الأهم والأهم ماذا عن الصلوات أعيدها وكيف أعيدها مرة وحدة أو مع كل صلاة في نفس اليوم صلاة ؟