"أنا عامل رجيم!" جملة أصبحنا نرددها ونسمعها كثيراً من المحيطين بنا، فيا ترى ما الذي يجعل الكثيرين يتجهون لتنظيم غذائهم أو لعمل "رجيم" كما نقول؟
البعض يبحث عن الرشاقة وحسن المظهر والبعض الآخر مضطر للتخلص من الوزن الزائد لأسباب صحية. ورغم اختلاف الأسباب إلا أن السعي وراء تنظيم الغذاء هو اعتراف بأننا قد اكتسبنا عادات غذائية خاطئة وبأن لدينا مشكلة في تعاملنا مع غذائنا ومع صحتنا أيضاً.
ولا شك أن الصحة نعمة غالية من نعم الله تعالى نسعى دوماً للحفاظ عليها، ولكن لماذا لا نتعامل بالمثل مع نعمة أخرى كثيراً ما نغفل عن أهميتها وعن حقيقة أننا إذا فقدناها فمن المستحيل أن نعوضها، هل عرفتها؟ إنها نعمة الوقت.
كلنا نشكو من أن الوقت يتسرب من بين أيدينا ويجري اليوم والأسبوع والشهر بسرعة البرق دون أن نشعر وقبل أن ننجز كل ما نريد. ولكن هل الوقت هو الذي يمر سريعاً أم أننا لا نعرف كيف ننظمه ونستفيد منه على الوجه الأمثل
تبدأ مشكلتنا مع الوقت مبكراً، ففي فترة الطفولة نادراً ما يهتم أحد بتعليم الطفل أهمية الوقت، مع أننا نظل نردد أمامه أن الوقت كالسيف وأنه من ذهب، ولكننا عملياً لا نفعل شيئاً حتى نؤكد لديه هذه الحقيقة وتكون النتيجة أن يتعود على تحديد الأولويات في تعامله مع الوقت بنفسه، وهو في ذلك قد يصيب أو يخطئ، فيكتسب عادات خاطئة في تعامله مع الوقت تبقى ملازمة له حتى بعد أن يكبر.
وأول خطوة لحل هذه المشكلة هو أن نتعرف على هذه العادات ونحاول أن نتخلص منها فنضع لأنفسنا "رجيم" للوقت.سواء كنا في العمل أو المنزل، دائماً لدينا أعمال يجب أن ننجزها وهي التي تحدد وتقسم لنا اليوم.
وأثناء اختيارنا لما نبدأ به من أعمال وترتيبنا لها حسب أهميتها، كثيراً ما نقع في بعض الأخطاء، منها على سبيل المثال:
- أننا نختار أولاً الأعمال التي نفضلها ونجيد القيام بها.
- نميل كذلك للبدء بالأعمال السهلة والتي لا تحتاج إلى وقت طويل.
- وكثيراً ما نفضل الآخرين على أنفسنا، فنلبي لهم ما يطلبون قبل أن ننهي العمل المطلوب منا.
وبعد أن نحدد أولوياتنا، تأتي مهمة أخرى وهي أن نحدد الوقت الذي يكفي للقيام بكل عمل.
وينقسم الناس في هذا الأمر لعدة أنواع:
- نوع من الناس لا ينجز عمله إلا وهو مضغوط في الوقت فيقوم بالمطلوب منه ولكن في آخر لحظة.
- النوع المثالي الذي يضيع وقته في الاهتمام المبالغ فيه بكل التفاصيل فتكون النتيجة أنه لا ينجز ما يريد في وقته.
- نوع ثالث لا يستطيع أن يرفض أي شيء يطلبه منه الآخرون فيأتي ذلك على حساب وقته وما يريد عمله لنفسه.
- هناك نوع آخر يظل يحاول في عمل ما وكل ما فشل فيه ظل يعاود المحاولة دون أن يفكر في تغيير أسلوبه فيصبح تكرار المحاولة هدفاً في حد ذاته حتى إذا لم يؤد إلى النتيجة المرجوة.
- ونوع أخير من الناس لا يعترف بطلب المساعدة من أحد أو بتوزيع العمل على أشخاص آخرين مما يجعله منهكاً وغير قادر على الإنجاز.
لنبدأ إذن في وضع "رجيم" أو نظام لوقتنا:
- نخطط لما نريد إنجازه في وقت ما بترتيب أهميته.
- نحاول أن نقدر الوقت اللازم لكل عمل بلا مبالغة.
- نبتعد قدر الإمكان عن كل ما يمكن أن يضيع لنا الوقت.
وليسأل كل منا نفسه قبل أن ينام هل أحسنت الاستفادة من وقتي اليوم وبذلك يضع يده على ما وقع فيه من أخطاء في تعامله مع الوقت ويحاول أن يتجنبها مستقبلاً.
والمهمة تبدو صعبة ولكنها بالتأكيد ليست مستحيلة وهدفنا فيها هو أن نحيا بشكل أفضل والهدف يستحق، أليس كذلك؟
واقرأ أيضا:
البرجوازيين وشعبان عبد الرحيم!!! / يوميات رحاب:- قال لي / يوميات رحاب في بلد.. / يوميات رحاب طبيب الأسنان.. والزمان! / يوميات رحاب في الحظيرة