الدنيا من حولنا تموج بالمتغيرات كل شعوب الدنيا تسعى لنيل حريتها وكرامتها ونحن في مصر الحضارة... حضارة سبعة آلاف سنة شعبها أثقلته هموم الحياة ومشاكلها وجعلته حيرانا مذهولا، ولقد استطاع أعداء الأمة أن يشغلوا الكثير منا بهمومه الخاصة حتى أصبح لا يفكر إلا في همه ومشاكله ولا يعنيه أي شيء آخر مهما كانت أهميته يسير في الشارع.. لا يرى، - لا يسمع – لا يتكلم – الشوارع في محافظات الجمهورية تغلي كالبركان بالمظاهرات السلمية التي تنادي بالإصلاح الشامل ومطالبين بإصلاح سياسي حقيقي وتعديل المادة 76 من الدستور تعديلا لا يفرغها من جوهرها ومضمونها ولكنك كلما سرت في طريق تسمع من يقول:( الناس بتوع المظاهرات فاضيين) فأقول له وكيف؟ هل تعلم بماذا يطالبون؟
فيرد بلا وعي ولا فهم (مش عايز أعرف) .. انتخابات إيه وتعديل دستور إيه- إحنا عايزين رغيف العيش ودواء المريض وحل مشاكلنا الاقتصادية... والقضاء على الفساد الذي عم وانتشر.. أقول له: هذه المظاهرات من أجل أن يتحقق لك ما تريد إذا ما تم الإصلاح الشامل ... إحنا سوف تنتخب رئيس الجمهورية يوم 25 / 5 والمركب كما هي لا تغيير ولا تعديل..
أنادي بأعلى صوت... يا أخي أفق من غفلتك يوم 25 / 5 ليس انتخابا إنما هو استفتاء على تغيير المادة 76 من الدستور فيرد ببلاهة .. مش هتفرق كثير – انتخاب – استفتاء كل واحد – هذا صنف من الناس.
وهناك صنف آخر صنف المتعلمين من خريجي الجامعات سألت معظمهم هل تعلم لماذا سنذهب إلى صناديق الانتخابات يوم 25 / 5 فكان الرد هو ... هو لانتخاب رئيس الجمهورية... فقلت في نفسي بحسرة وألم أمة مغيبة وشعب مضيع... يا أخي يوم 25 / استفتاء وليس انتخابا (هل توافق على التعديل المطروح للمادة 76 من الدستور (أو لا توافق)؟ يا والدي... موافقون رحنا أو ما رحناش... فقلت أسـألك أنت شخصيا هل تعلم نص المادة 76 من الدستور قبل التعديل ونصها بعد التعديل فرد ببرود شديد.. لا أعلم ولا يهمني أن أعلم – أنا مش عايز مشاكل – أنا موافق على أي حاجة .يا أخي أنت حر في رأيك لكن المهم أن تعرف على أي شيء توافق اطمئن... اطمئن يا والدي أنا واعي وفاهم يوم 25 / 5 رئيس اللجنة سيشرح لي كيف أوافق.
فأخذت أردد.. اللهم لا حول ولا قوة إلا بالله....
كاد اليأس أن يقتلني وامتلأ قلبي حسرة وندامة.. ولكني ذهبت لتفقد الأرض الزراعية فقابلني الفلاح الذي يقوم على زراعتها فسألته هل ستذهب إلى الاستفتاء يوم 25 / فقال بثقة وثبات طبعا سأذهب فقلت هل تعلم المراد من هذا الاستفتاء فقال نعم : المادة 76 من الدستور تنص على اختيار رئيس الجمهورية بالاستفتاء فتم تعديلها ليكون اختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب من بين اكثر من مرشح لكن التعديل المطروح للاستفتاء به شروط تعجيزية أمام المرشح المستقل ولا يسمح إلا لفئة معينة بالترشيح مما يجعل التعديل المطروح تعديلا صوريا يفرغ المادة 76 من مضمونها وأنا إنشاء الله سوف أذهب لأقول رأيي خلف الستارة فعاد لي الأمل من جديد للوصول بالأمة إلى الإصلاح المنشود والذي تطالب به جماهير الشعب المؤمنة الصادقة الواثقة في نصر الله فقلت صدقت يا رسول الله فيما قلت (الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة....)
م . بدوي رزق
اقرأ أيضاً على مجانين:
أسد على وفي الحروب نعامة