بسم الله الرحمن الرحيم..
دعتني إحدى صديقاتي لتناول الغداء معها... وأثناء تناولنا له سألتني: ها ما رأيك بعمايل يدي؟؟ قلت: جميلة.. تسلم أيديك.. لم أكن أجامل -لا أعرف- كانت تلك هي الحقيقة.. قالت: الحمد لله جوزي مش موجود.. لو كان سمعك كان هيقولك أنا من علّمها فنون الطهي...
فسألت: وماذا في هذا؟؟ قالت: هي ليست الحقيقة.. قلت: بل هي نصف الحقيقة وباعترافك له ولو جبرا للخاطر سيكتمل النصف الآخر..
سألت: كيف يا فيلسوفة؟؟ أجبت: هل تقسمي أنك أتيت من بيت والديك متقنة؟؟ وأنك وقد مرت السنتين على زواجك لم تزد خبرتك في الطهي وفي أمور أخرى؟؟ وأنك لم تخرج من بين يديك ولا وجبة مش قد كده؟؟ وأن زوجك الغلبان قد صبر على الطعام بل ومن الممكن أن يكون قد أطرى عليك بكلماته مادحا طبخك في الوقت التي ترفض فيه اللقمة أن تبتلع؟؟
بالطبع لا تقسمي.. إذا فهو بكل ما سبق قد علّمك.. أليس كذلك.. أجابت: فعلا
لكنكن يا بنات حواء تعودتن الإصرار على قول الحقيقة في غير موضعها والاستعانة بغير الحقيقة أيضا في مواضعها غير المناسبة..
فلتكذبي يا ستي وتقولي بصحة ما يقول بل وتباهين أمام الناس أنه بالفعل قد عّلمك.. طالما يحب هو ذكر ذلك.. فلما لا؟؟
الزوج والزوجة كيان واحد.. وبالمعيشة يكتسب كل منهما من الآخر فلا ضير أن يبوح كل طرف للآخر بجميله عليه.. ولو لم تكن الحقيقة الواقعة..
أقص هنا قصة إحدى من تعرفت عليهن وقد حصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه بتفوق وفي زمن قياسي.. والكل يعرف كيف كان زوجها يعارض توجهها هذا وكانت بينهما الخلافات لا تنتهي.. وصلت لحد أن يمزق لها أبحاثها ذات مرة فتأخرت على المشرف شهرا كاملا.. وبعد ما أنهت دراستها مكللّة بحصولها على الدرجة العلمية.. وهي في حلقة نقاش الرسالة.. أرسلت بإهداء باسم زوجها الذي لم يحضر المناقشة وشكرت له تعاونه معها وأكبرت له أمام الجميع - من يعرف الحقيقة ومن لا يعرفها - تحمّلها طيلة فترة الدراسة..
ولما سألت: إيه العبط اللي انت قولتيه ده؟؟!!!!
أجابت: زوجي قد عاونني بالفعل.. في كل مرة نختصم فيها كانت العزيمة والتحدي تزرع في قلبي وعقلي.. فأبذل من الجهد أكثر وأكثر..
ولما مزق البحث.. وقبعت شهرا أكتبه من جديد تراءت لي نقاط نقص كانت في السابق أكملتها في الجديد..وخرج للمشرف متقنا عبقريا على حد قوله
ألا تعتبر هذه معاونة ومساعدة؟؟؟
تنامت لسمع الزوج ما حصل في قاعة المناقشة.. فذهب لمنزله حاملا الورود والهدايا.. وانتظر عودة زوجته الدكتورة.. ولما وصلت.. بارك لها نجاحها واعتذر على ما كان منه فأكدت له أن ليس بالأفق شيء يعكر صوف حياتهما.. فهو منها ولها وهي له كذلك.. فقبّلها واحتفلا بطريقتهما..
ومن ساعتها يفاخر زوجها بها أيما فخر وتفاخر هي الأخرى به..
واستطاعت الزوجة الرءوم أن تقلب حياتها التعيسة سعادة وبهجة..
وصدق الله العظيم: ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم...
وبعد فترة ليست بالطويلة.. دعيت لنفس المنزل - صديقتي الأولى- جلسنا على المائدة يشاركنا زوجها.. واستهلت هي الطعام بقولها: دوقي كده يا رحاب.. صينية الكوسة بالباشاميل دي.. حسام اللي معلمها لي!!!
فابتسمت ودعوت لهما..
ومودتي
واقرأ أيضا:
يوميات رحاب: يوم أسود.. لا أياام / يوميات رحاب: الحجاب في التلفاز / يوميات رحاب الآه / يوميات رحاب عدوة النساء!!!!