ماذا تفعل عندما تشعر أن الدنيا هاجمة عليك!!!
اقصد عندما تثقلك المسئوليات والطلبات وتئن من الالتزامات التي لا تنتهي؟؟؟ وينتظرك موقف تقييمي في كل زاوية من حياتك, ماذا تفعل في مثل هذه الساعات؟؟؟
كم أتمنى لو استطعت القول أنها لحظات وللدقة ربما يجب أن أقول أنها فترات من الحياة وليس مجرد ساعات.
المهم ماذا تفعل لو كنت مكاني؟؟
في مثل هذه الساعة كنت أردد ما بين الجد والهزل أني أتمنى أن أركض واختبئ تحت السرير وذلك طبعا في لحظات نادرة من الحياة حين يفطن أحد ما لسؤالي عن حالي!!
الدنيا مطالب وأعباء بغض النظر عن حالك كل يريد شأنه أما شأنك!!!
حسنا لقد قلت أنه شأنك إذن اهتم به بنفسك فكما تعرف الاعتمادية خلق معيب فقط بالنسبة لك أما للآخرين فهو تنازل منهم بمنحك ثقتهم لتقوم بما هو مطلوب ومفروض عليك!!
في تلك اللحظات النادرة كنت أستغل الفرصة المتاحة أمامي للتعبير عن نفسي "يا الله أتمنى أن اختبئ تحت السرير".
ومن ردود الفعل على كلامي كان الضحك على الفكرة, والسخرية من احتمالية وجود سرير يتسع أسفله لمشروع فيل صغير
ولعل هذا سبب غرامي بتلك الأسرة النحاسية القديمة لارتفاعها عن الأرض وكرمها بالسماح لي باللجوء لحماها.
ولكن لأن الحياة مليئة بالتعقيدات أو أننا نختار أن نعقدها لم يكن في أي بقعة قريبة مني أي سرير نحاسي!!!
كنت أعد نفسي عندما أستقل بمسكني أنه أول قطعة أثاث سأشتريها
ما علينا من أوهام الصبا فهي تبقى معنا لتعذبنا وتخرج لنا لسانها لما آل إليه حالنا
والحمد لله دائما وأبدا على كل حال.
أما باقي الردود غير الساخرة فكانت منكرة لمثل هذا السلوك الهمجي
بدأت بالاقتناع بالمناسبة أنني واحدة من أطفال الغابة من كثرة ما لدي من نزعات تفلتية
وكانت هناك ردود فعل تختار تجاهل كلامي كله وإظهار الندم الشديد على سؤالي عن حالي!!!
لم أفكر من قبل أي نوع من ردود الفعل كان أكثر إزعاجا.
وفي ساعة من يوم كنت أتحدث بالموضوع مع عمتي التي لا يربطني بها رابط غير قرابتها من والدي فنحن نعيش بعيدا عنها وقلما تختار أن تنزل ضيفة علينا ولكن بما أن الحديث من حسن القرى وجدتني أحدثها عن بعض سخافاتي أقصد أفكاري فهي الأخرى ترى أن أفكار البنات لن تجلب لهن السعادة
يا الهي هل هم على حق؟؟؟!!
أعود للموضوع لأخبركم أنها عندما حدثتها أظهرت ردة فعل غريبة
وسألتني من أخبرك؟؟ والدتك أم أخوتك؟؟؟
أنتم تعرفون حالي عندما تفاجئني الأسئلة
قلت لم يخبرني أحد أي شيء وعن ماذا عساهم يخبروني
أنها مجرد أفكار في ذهني!!
سألتني اذن أنت تذكرين!!! لم أعتقد أنك ستتذكرين فقد كنت صغيرة!!!!
وعندما سألتها أذكر ماذا روت أنها أثناء الحرب- حرب ما من حروب منطقتنا الكثيرة- كنا في زيارة لهم وعند الغارة كانت تأخذنا أنا وأخوتي الأكبر مني ببضع سنين لتخبئنا أسفل السرير وتختبئ معنا!!!!!
وبعد استدعاء والدتي وحساب عمري وجدوا أني كنت دون العامين من عمري!!
ورددوا التعبير الشهير بي أصلها مش بنت عيشة بمعنى أنني خارجة عن المألوف والمطلوب للحياة.
تصوروا معي ساعة عرفت أن ذاكرتي تختزن صور من بواكير حياتي لتسلطها علي أفكار تحرجني!!
وفكرت هل هذا يعني أن وجود الكثير من الذكريات المبكرة لي سبب في معاناتي!!!
لا تقولوا أن أطفالكم صغار لا يفهمون ما يجري فأنا مثال حي على اختزان وسيلة للتصرف تحت الضغط من عمر سنة وثمان أشهر تحديدا.
ولم أكتفي بالتذكر فقط بل عدت لأسأل عمتي ولم كانت تخبئنا أساسا ولم كانت تختبئ معنا؟
ساعتها ضحكت وقالت لأول مرة سأقول أنني أنا الخائفة الحقيقية في الموقف وكنت أتحجج بأني أريد حماية الأمانة التي لدينا وتقصد أبناء أخيها!!!!
ساعة ذكرياتي كشفت خوف عمتي بعد عشرين عام!!!!
احذروا الشهود على ساعاتكم مهما كانت أعمارهم ولكن شاركوني إياها فعقلي وحيد مع ذكرياته.
اقرأ أيضا:
ساعات سكينة: ساعة مع أصلع / ساعات سكينة : ساعات وساعات