يأتي الليل ثقيلا محملا ببرودة الوحدة.. وبقايا أحلام النهار.. ودموع تجمعت على مدى ساعات رفقة الشمس.. لكن كل ذلك لا يقلقني.. فمن السهل التغلب عليها بحيل بسيطة تعلمتها على مدى أعوام عمري التي تعدت العشرين بقليل..
ما يقلقني حقا هو ذلك الملثم الذي يهوى الظلام.. يزحف نحوي متسللا.. ليخترقني.. يسري في دمي.. يجمد أوصالي.. يسكن قلبي..
أهرب منه إلى نومي.. أجده موزعا في وجوه زوار منامي.. في همساتهم إلي.. في ألوان الأشياء التي تصبح بلا معنى مع خرافية الأحداث التي أتابعها مجبرة .. أفاضل بين الاستمرار في رؤية كل هؤلاء الأشخاص وبين استقباله صباحا عند استيقاظي.. فلقد كرهت لحظات انتباهي من نومي .. أشعر به في جوفي.. يكاد يخترق ضلوعي .. أتمنى لو اصرخ بكل قوتي ليخرج مع صرخاتي.. إنه الخوف!!!
أشعر به جاثما على صدري.. أتنفس بصعوبة.. أتذكر ما أفرزه عقلي الباطن من صور تحمل الكثير من التفاصيل أشعر أني أدور بدوامة.......
أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.. أترك سريري.. أتوضأ وأصلي ركعتين أشعر بالحجر الذي يسكنني بدأ في التزحزح.. تهاجمني أفكار حول عدم التحقق الذاتي.. عدم الاستقرار الوظيفي.. أحلامي التي تزداد بعدا.. اعتمادي حتى اللحظة على مصروف بابا.. يزداد الأمر سوءا. والألم شراسة.... حتى أقطع أمري إما بالخروج من البيت أو التلهي بالكتابة.
ولأن حالتي تشكل ملامحي .. لاحظها قريب لي يمتاز برجاحة العقل ورسوخ الإيمان همس لي بكلمات كانت طاقة نور لسيدنا موسى عليه السلام فعندما خرج من مدينته خوفا من بطش أهلها بعد أن تسبب في قتل احدهم ووصل غالى مدينة شعيب وسقى لابنتيه.. لم يكن لديه وقتها لا مأوى ولا عمل.. فدعا الله قائلا:" ربي أني لما أنزلت إلي من خير فقير". فما كان إلا أن جاءته وهو في مكانه لم يغادره بعد إحدى الفتاتين تقدم له عقد عمل لمدة عشر سنوات ومسكن وزوجة يسكن إليها.
ما كان مني إلا إتباع النصيحة وأنا المسجونة في أسوار دوامة الخوف والقلق لم تمر ساعات إلا واتفقت على عمل جديد أدعو الله أن يوفقني فيه.. أحقق من خلاله أحلامي.. وأتمكن من بناء ذاتي.. معنويا.. وماديا.
واقرأ أيضا:
أنا وهي