لجان الانتخاب.. !
بدأ اليوم بذهبنا إلى لجنة حدائق القبة اللجنة التابع لها أحد زملائي للإدلاء بصوته أو بمعنى أدق إبطال صوته، الضباط جالسين خارج أبواب المدرسة وعلى أبواب اللجان لافتات تأييد لحسني مبارك وبجانب باب المدرسة من الخارج موظفين جالسن بقوائم الأسماء فسألنا على مكان اللجنة فرد علينا احد الواقفين أن الاسم موجود على القائمة باللجنة الأخرى وأشار لنا على مكان الباب الأخر، سألناه من هو رد أنا ممثل الحزب الوطني في هذه اللجنة فكل لجنة ممكن أن يكون بها ممثلين من الأحزاب- ولم نرى سوى ممثلي الحزب الوطني في كل مكان- تركناه ودخلنا من باب المدرسة وفي طريقنا رأينا اثنين من الشباب وسيدة تسألهم؛
كانت تسأل هل لها أن تصوت بدون بطاقة انتخابية وتكتفي ببطاقتها الشخصية، قالوا لها هذا لا يجوز ردت ولكنهم أشاروا بالتلفزيون أنه يجوز فردوا بالرفض وقالوا كلام تلفزيونات، سألتهم من أنتم قالوا نحن من حقوق الإنسان نشرف على اللجان، سألت ولماذا أنتم خارج اللجنة قالوا، بعض الوقت نقضيه بالخارج لمراقبة الحركة خارج اللجان وبعض الوقت ندخل اللجان نتابع ما يحدث، سألهم زميلي كم عدد الأصوات التي بالقائمة قالوا 15,000 لم يدلِ بصوته إلى الآن إلا 150 شخص وكانت الساعة 11:30 صباحاً، تركناهم ودخلنا اللجنة.
أخذ زميلي ورقة الترشيح ولم يكن هناك ستائر حتى يكون الترشيح سريا، قام بإبطال صوته بالتعليم على المربعات أمام كل المرشحين إلا المربع الذي أمام حسني مبارك حتى يضمن عدم التزوير كما قال، سألت قاضي اللجنة هل يمكن تصوير ورقة الترشيح، رد بالرفض لأنه يجب أن يكون سريا، ولضمان عدم التزوير يقوم الناخب بغمس إصبعه بحبر فسفوري يذهب أثره بعد يوم حتى لا يحدث أي تكرار للأصوات بلجان أخرى،
إلى الآن والوضع شبه نموذجي، وليس هناك إقبال واضح على اللجان، في الطريق تلقيت مكالمة من أمي وكانت البداية؛
أمام رقم بطاقتها الانتخابية اسم لسيدة أخرى، وحين سألت الموظف كيف هذا؟! رد: تغيرت لجنتك هذا يحدث، اذهبي إلى القسم التابعة له واسألي أين تجدين رقمك أو لجنتك،
ذهبت هي وزميلي إلى القسم لتقدم شكوى، وتركوني بلجنة مدرسة الليسية بمصر الجديدة التابعة لقسم النزهة، وهناك رأيت المهازل والتهريج بحق،
توافدت الأتوبيسات محملة بنساء بسيطات أو عاملات والأتوبيسات عليها لافتات د. عصمت المرغني تؤيد الرئيس مبارك،
زغاريط تملأ المكان لا أعرف لماذا؟؟ ذهبت إلى إحداهن وسألت:
هل انتخبت؟
ردت: أيوا طبعاً، مبارك ريسنا وحبيبنا ومالناش غيره.
سألت: هل معك بطاقة انتخابية؟
ردت: ايوا يا حبيبتي أومال إيه، وأبرزت لي بطاقة انتخابية عبارة عن ورقة عليها صورة مبارك وعلى ظهر الورقة ختم.
سألت: ممكن أصورك ؟؟
ردت أخرى: لا مش عايزين
في حين قالت الأولي أيوا صوريني يا أختي بالبادج بتاع ريسنا وكانت تلصقه على صدرها.
أخذت صورة ثم سألت ممكن أصور بطاقتك الانتخابية، قالت: ممكن وفجأة أخفتها وقالت: لأ
ثم أضافت: هو أنت مين وليه بتتكلمي معانا فقاطعتنا إحداهن تقول لمن تجلس بجانبها: بصي بصي، متغاظة وبتحرق في نفسها، أحسن خليها تفرقع وهم يشيرون بأعينهن إلى سيدة تقف بخارج اللجنة وواضح عليها الغضب.
سألتهن: من هذه السيدة،
أنت اللي مين ردت واحدة: معاكي كارنيه صحافة علشان نرد عليكي يا حبيبتي،
لم ينتظرن الإجابة وقررن عدم الرد علي، تركتهن وذهبت إلى السيدة: نجلاء عمر الواقفة بالخارج وسألتها يبدوا عليك الغضب: هل حدث شيء؟
ردت وكان الحديث لها: دا غش وتزوير، كنت انتخب وإذا بهذا الكم الهائل من النساء يتدافع ليدخل اللجنة وو رأيت واحدة تبكي، فسألتها لماذا تبكين قالت: أنا مريضة ولا أقدر على الحركة جابوني هنا وما عرفش ليه، فقلت: اذهبي، ردت لا أقدر لو روحت هتعمل فينا الدكتورة عمايل، وإذا بالقاضي يقول لهن يلا يلا أخرجوا دي مش لجنتكم لا تقدرون على التصويت هنا،
ومن هنا عرفت إن في لعب في الانتخابات وابتديت أثور وأتخانق وأقول للقاضي إزاي تسمح بكدا في لجنتك وفجأة ظهرت سيدة اتضح لي بعدها أنها سكرتيرة الدكتورة عصمت وبدأت تصرخ في النساء ليتجمعوا في طابور واحد ولا يتكلمون مع أحد، وتعاملهن بمنتهى المهانة كالقطيع وتمسك بموبيلها وتكلم احد وبعد خمس دقائق إذا بالدكتورة المرغني تدخل لتدلي بصوتها ومن ورائها كل من أحضرتهم بأتوبيساتها ولم يعترض القاضي، فثارت ثائرتي أكثر وأكثر واستطعت أن أؤثر على إحدى السيدات البسيطات و تركت اللجنة بدون أن يشعر أحد أما الباقي شرعن بالزغاريط ولم يقم القاضي بمنع هذه المهزلة.
وأضافت:حرام عليهم دي شهادة بأه خايفين من عصمت دي ومش خايفين من اللى خالقهم.
فاقترحت عليها إن تكون أكثر إيجابية ونتجه إلى القسم نقدم شكوى أو نعمل محضر،
وافقت وذهبنا إلى القسم وهناك دخلنا إلى الضابط الجالس وشرعت في حكايتها وهنا ظهرت أمي وقالت لها مش هنا الشكاوي، الشكاوي الخاصة بالانتخابات في الدور الأعلى،خرجنا وحكت أمي أنها قابلت المستشارة إحسان الطوخي وأشارت عليها أن تسجل اسمها باللجنة في قائمة الوافدين لإثبات وجودها ورقم بطاقتها الانتخابية على أن يراجعوا القوائم لاحقا وإذا كانت هناك شكوى ممكن التوجه للسيد محمود مرعي لينظروا في الموضوع الذي اتضح لي من كلام السيدة نجلاء عمر لأن له دور في إبطال أحكام قضائية خاصة بالانتخابات وأنه لن يقوم بفعل شيء.
تركناها واتجهنا مرة أخرى للجنة وكتبت أمي اسمها بقائمة الوافدين وانتخبت وهنا، سألت القاضي، هل لي الانتخاب ببطاقتي الشخصية فرد وقال مش فارقة ممكن، أكتبي اسمك في قائمة الوافدين وكتبت وأخذت ورقة الترشيح وأبطلت صوتي أيضا حتى لا أشارك في هذه المهزلة وحتى لا يتم استغلال صوتي" البعض يعتبروه سذاجة".
وفي طريقنا إلى مظاهرة كفاية بميدان التحرير قابلنا الدكتور حمدي السيد خارج لجنة الانتخاب وقام كثيرون بالشكوى له على ما حدث ويحدث داخل اللجنة، فطمأن الجميع وقال أنها تجاوزات بسيطة على غرار الأحاديث التي تدلى للتلفزيون المصري، وأضاف أن الحزب الوطني يأمل أن تكون نتائج الانتخابات كالآتي:
60% مبارك، 25% نعمان جمعة، 10% أيمن نور
لم أدري أهذا تمني أم تبجح أم ماذا يقال عليه ؟!
7/9/2005
ويتبع >>>>>: مشاهدات مصرية.. يوم الإنتخابات الهزلية مسيرة كفاية
واقرأ أيضا:
الصوت العالي ... بداية التغيير