مبدع، صانع نجوم.. يتألق إبداعه منذ سنوات في فن الإعلان ووصل إلى أن حاز بالحملة الإعلانية لإحدى الشركات الكبيرة في مصر والتي لديها صيت عالمي قوي..
وأظهر نجاحًا ملحوظًا و تميزًا فريدًا عن الحملات الأخرى لشركات مماثلة. كما تألق مؤخرًا في صناعة النجوم بل لنقل أن نجمه قد لمع في فن الغناء. ورغم الانتقادات التي تعرض لها إزاء إنتاجاته من خلال إحدى النجمات.. وبغض النظر عن النواحي الأخلاقية، إلا أنه وبشهادة الجميع من جمهور ومحترفين في مجال الإخراج وغيرهم، أظهر إبداعًا قويًا من ناحية صناعة هذه النجمة ومن ناحية كيفية استخدامها لتوصيل ما يريده للجمهور ببراعة وتمكن.
ومن الواضح أن نجومية هذه المغنية لا تكمن في فنها الشخصي بل في إبداع هذا المخرج وبراعته. فهي كالخامة في يد الفنان، يشكلها ويوظفها حسب رؤيته. ولأن كل خامة لها خواصها المختلفة عن غيرها من الخامات، فذلك معناه أن الفنان يستطيع تشكيلها لكن في حدود و داخل نطاق خواصها الطبيعية من براعة بعض الفنانين ذوي الخبرة المتمكنين من قدراتهم، وعندما يعجز أحدهم عن تشكيل خامة ما بين يديه تشكيلاً يتعارض مع خواصها أو وفي بعض الأحيان يتناقض معها، وعندما يسهل عليه استخدام خامة أخرى تتناسب خواصها مع تشكيله الجديد، إذ بإبداعه يستفزه ويصر على استخدام الخامة نفسها وترويضها بإضافات فنية حتى تصبح طوع يديه في تشكيل ما كان يتعارض معها، هذا هو الإبداع الحقيقي..
فالإبداع معناه ابتكار، أي خلق و اختراع شيء جديد وفريد.. كتركيب عناصر غير مترابطة، يراها من ليسوا فنانين –قبل التركيب– عناصر متناقضة متضاربة لا يمكن بأي حال من الأحوال الجمع بينهم. فيأتي هنا دور الفنان الحقيقي عندما يستفزه فنه وبرؤية فنية ومحترفة، يستطيع توليف هذه العناصر معًا بحيث تظهر للجميع لوحة فنية مقنعة رائعة الجمال، ويتعرف الجميع حينئذ بحكمهم الخاطئ كما يشهدون ويهتفون ببراعة وإبداع هذا الفنان.
أما ما فعله مخرجنا هنا أنه استخدم خامة ما حسب إمكانياتها فحسب ونجح في إظهار إبداع وتطور ملحوظ فيما يخص توظيف هذه الخامة ولكن في نفس الاتجاه.. وعندما أراد أن يشكل تشكيلاً جديدًا يتعارض مع خواص خامته هذه، استخدم خامات أخرى لها من الخواص ما رآه متماشيا مع فكرته الجديدة، وبما أنه هو في شخصه فنان ومبدع، فقد اظهر براعة ونجاح في فكرته الجديدة والتي أدهشت الجميع لتناقضها مع اتجاهه الأولي.
فالسؤال هنا، هل هذا الفنان من البراعة والإبداع لتوظيف خامته الأولى في اتجاه يتعارض أو لنقل يتناقض مع خواصها؟!
هل يستطيع أن يصل إلى نفس النجاح الذي حظي به في تجربتيه بالتخلي عن خواص خامته أو إضافة ما يغير ملامحها وينتج تشكيلاً فنيًا جديدًا من نوعه؟! هل يستطيع إطلاق العنان لإبداعه وتحدي الجميع والانحراف تمامًا عن اتجاهه الأولي مستخدمًا نفس الخامة؟
هل يحظى إنتاجه هذا بالنجاح؟ والأهم هل يحظى بالإقناع؟
أم أن فنه يقتصر عند هذا الحد ويقف عند توظيف خامة ما حسب إمكانياتها ويتفانى هو في إظهار إبداعه داخل حدود هذه الإمكانيات ويعجز عن الانطلاق خارج هذه الحدود؟!!
اقرأ أيضا:
في فقه العشق/ الحب هو الأهم دائما يا عزيزي/ معاني جديدة للحب / يوميات رحاب: طلبت ايدك من أبيك / اللعنة المشتهاة: المحب أعمى مشاركة2 / حب هذا الزمان: من العاشرة! / سيكولوجية الحب: كان غيرك أشطر مشاركة