ينهض المنهج الثقافي والسياسي الأمريكي على الإملاء القسري، أي على اللامنطق الذي يفرض الإرهاب، الإسلام يصبح مصدر الإرهاب وينبوعه الذي ينبغي تجفيفه.. ويجب على المسلمين أن يقرّوا بذلك. لأن الأمريكان يريدون ذلك..
عندما اقترح الرئيس الباكستاني إقامة جدار بين باكستان وأفغانستان لتجفيف منابع الإرهاب فلا بد أنه قال ذلك متهكمًا بلا شك وإن لم يظهر تهكمه،، لأن الإسرائيليين أقاموا بالفعل مثل هذا الجدار الذي يستوجب السخرية المريرة دون أن يجرؤ أحد على السخرية منهم، ولأن الرئيس الباكستاني مدّ يده وصافح الإسرائيليين بناة الجدار.
لقد تعامل الرئيس بوش مع قادة العالم وكأنه إمبراطور وأملى عليهم أن الحرب يجب أن توجه إلى الإسلام على أنه هو الإرهاب.. لقد تحول لون الإرهاب إلى اللون الأخضر بدلاً من الأحمر.
في ثمانينيات القرن الماضي كان الرئيس ريغن يتحدث علنا عن قناعته التلمودية بقرب نشوب الحرب ضد الشيوعية السوفيتية، وأن ميدان هذه الحرب هو فلسطين. وأن الظهور الثاني للمسيح سوف يلي هذه الحرب لتبدأ الألف عام السعيدة..
أما الرئيس الحالي بوش فقد أصبح العرب والمسلمين هم العدو الأكبر له وأصبح العراق هو ميدان الحرب الرئيس ضدهم،، وقد أعلن القس اللوثري فرانكلين جراهام في خطابه بمناسبة تولي الرئيس بوش السلطة ما يلي:
(إن إله الإسلام ليس هو الإله نفسه فهو ليس ابن الله كما في العقيدة المسيحية، بل هو إله مختلف، وأنا أعتقد أن الإسلام دين شرير يدعو لإيذاء الآخرين).. مما دعى وزير الأوقاف المصري السابق إلى الإعلان في ربيع عام 2004: أن أكثر من 60 ألف كتاب في الغرب مكرسة للهجوم عن الإسلام.. في كتابه الهام (صناعة العداء للإسلام) نقل الأستاذ رجب البنا عن رئيس وزراء إيطاليا تصريحه الشهير الذي جاء فيه: تتسم الحضارة الإسلامية بالانحطاط والجهل، وبأنها حضارة متخلفة لم تقدم للبشر شيئًا..
إن المنتظر من العرب والمسلمين مواجهة حملات الكراهية الأمريكية الصهيونية ليس بتفنيد ما يقال بل بالارتقاء بخطابهم السياسي إلى مستوى إعلامي أممي يفضح الدوافع والأهداف الحقيقية لهذه الحملات الظالمة، ويؤسس لوحدة بين الشعب العربي في الأقطار المختلفة لأن الحكام لا يهمهم سوى الكرسي الواهمين أن الأمريكي هو من يديمه لهم.
اقرأ أيضا:
رغـــــم الصـمـــت