تعالوا جميعا نتأمل كلمات رائعة قالها أشخاص عظيمة من الشعوب:
"وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا " (أحمد شوفي)
"إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر" (أبو القاسم الشابي)
"قم يا مصري مصر دايما بتناديك" (سيد درويش)
"أنا الشعب أنا الشعب لا أرضى بالخلود بديلا" (غناء أم كلثوم)
ما أبهر هذه الكلمات من حقيقة..... ولتكن ساطعة في سماء الحرية
إن "سيكلوجية الشعوب" يجب أن تعاد صياغتها بعد ثورة الشباب المصرية وثورة الياسمين التونسية، إننا نرى نشوة الشعب المجسمة في الشباب فهم يضحكون ويغنون ويرقصون ويتزوجون أيضا هناك في الميدان، يواجهون الاستفزاز بسلوك أكثر استفزازية وهو أسلوب معروف في العلاجات النفسية، مشاعر النشوة ترجع إلى أنهم وجدوا من يستمع لهم ويستجيب لمطالبهم، إن احتجاج الشباب ورفضهم الفساد ظاهرة تحمل في طياتها (الإصرار والعزيمة والصبر والمثابرة)... إصرار في تحقيق ذات الشعب وإثبات الثقة وتلبية الرغبة، والعزيمة في قوة التحمل والصمود أمام مواجهة أساليب الحرب النفسية الخادعة، والصبر في سلمية التعبير عن ال مشاعر، والمثابرة في سلامة تظاهراتة.
أنا لا أعتبرها انتفاضة بل هي أكبر من ذلك هي ثورة شعب، والثورة تعني التغيير تعني الاستمرار حتى نيل المطالب أو الموت..... أثناء هذه الثورة ظهرت مسميات جديدة مثل:
[جمعة الغضب – المسيرة المليونية – جمعة الرحيل – يوم الشهداء – أسبوع الصمود...] كلها دروس مستفادة يجب أن تدخل "القواميس النفسية" لمزيد من الدراسات في مجال "سيكولوجية الشعوب والجماهير"
ثمة ظاهرة نفسية أخرى... هي المنظومة المعرفية لدى هؤلاء الشباب فهم يعرفون ماذا يريدون، إنهم يفكرون بايجابية بعيدا عن القهر والكبت والإحباط والخوف والسلبية وهذا يعني أن الشعب أخيرا تخطى مرحلة الهوية والبحث عن الذات بعد سنوات كثيرة وطويلة بسبب نضجه الفكري والعاطفي والسلوكي.
إن ما يحدث يجب أن يسجل في تاريخ البشرية فقد يكون حدثا للمرة الأولى والأخيرة، وربما يكون للمرة الأولى ولكنها ليست الأخيرة.
هنيئا لنا جميعا على حرية الشعوب والأفراد.....
واقرأ أيضاً:
التجربة التونسية غير قابلة للتصدير لمصر / الإسلاميون في تونس.. لماذا غابوا عن المشهد؟ / و... لتكن تونس والسودان عظة لمصر