الدكتور محمود أبو رحاب، حضرة الزميل الفاضل والصديق العزيز؛
تابعت وأتابع باهتمام قراءتك النفسية للواقع السياسي العربي، وأعتقد أن ما جاء في بريدك اليوم من أن "علينا قبل أن نلوم حكامنا أن نلوم أنفسنا" جانبَ بنظري الواقع وفي حاجة إلى المراجعة والتوقف عنده.
بدءا وقبل لوم أنفسنا، أدعوك أن تلقي نظرة على مقابرنا "الفردية منها والجماعية والمجهولة إن عرفتها" وعلى سجون بن علي الرهيبة وبن مبارك وابن القذافي (مذبحة بوسليم الشهيرة)، لتدرك أن ليس من حقنا أن نلوم هذا الشعب العربي العظيم ودماء شهدائه مازالت تنزف ولم تجف بعد، هذا إضافة إلى آلاف اللاجئين والمبعدين عن أوطانهم في أرض الله الواسعة (الذين ضاقت بهم دكتاتوريات أنظمتهم)... إن هذا لهو خير دليل على أن طلائع هذه الشعوب تصدت لهؤلاء الطغاة وتحملوا من الهوان والعذاب ما لا يحتمل من أجل حرية شعوبهم... منهم من قدم حياتهم فداءا (وأي فداء أعظم)... لكن قبضة الدكتاتوريات الحديدية ودعم الاستكبار الغربي لها كانت أقوى من مقاومتهم، لذا أعتقد أنه ليس مسموحا لأحد أن يلوم هذا الشعب العربي العظيم في أي زمن / أي مكان، وهكذا لوم أعده غمطا في حقه وتجني عليه.
أما فيما يخص الرئيس السابق بورقيبة، فلا يوجد أي دليل طبي أثبت أنه كان يعاني من "خرف ألزهايمر" (دعك من الشهادة الطبية التي أجبر بن على "الهارب في جنح الظلام "أطباء" جلبهم في جنح الظلام" على كتابتها لإعطاء الصبغة الدستورية على انقلاب "قام به في جنح الظلام")، إنما بدت عليه في سنوات حكمه الأخيرة، علامات تدني فيزيولوجي لبعض قدراته المعرفية بحكم شيخوخته دون أن ترقى إلى المستوى المرضي، هذا من ناحية.
أما من ناحية لومك للشعب التونسي (وهو لوم المحب ولا أشك في ذلك) فهو أيضا مردود، ليس لأن بورقيبة لم يكن يعاني من "الزهايمر" كما ذهبت، إنما لأن الشعب التونسي قاوم دكتاتورية بورقيبة كما قاوم طغيان "الهارب في الظلام"، وما تنكيل بورقيبة بكل من عارضه من الإسلاميين واليسار الوطني، من طلبة ومثقفين إلا شهادة على أن الشعب التونسي قاوم السطوة البورقيبة و"التاريخ الحق" الذي لم يكتب بعد، خير شاهد...
ثم هل تعتقد أن الأمر كان بيد الشعب التونسي في أن يترك بورقيبة بالحكم أو لا يتركه، حتى وإن سلمنا جدلا أنه يعاني من مرض "تطور عبر وقت ليس بالقصير وامتد لسنوات ليصل المريض إلى ما وصل إليه..." كما ذهبت. وهو ليس بالوحيد كما تعلم (لا أعتقد أن بارانويا القذافي ظهرت عليه في وقت قصير)، هل كان بإمكان أي شعب آخر أن يفعل أكثر مما فعله شعب تونس (أو ما فعله الشعب الليبي أو غيرهم من الشعوب)... لا أعتقــــد. هنا أيضا ليس من حق أحد أن يلوم الشعب التونسي (الذي كان له شرف قدح شرارة ثورة الحرية والكرامة العربية...و أي شــــرف) أو الشعب الليبي أو أي شعب آخر استحوذ عليه نظام قمعي دكتاتوري و إن حكمه حاكم مريض "امتد مرضه على مدى سنوات"...
كل الشعوب العربية هي عظيمة بحق، سواء منها من أنجز ثورته، أو من هو في طور اإنجازها أو من ينتظر لحظته التاريخية... وهي آتية حتما. سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا. إن ما نشهده في هؤلاء الطغاة أية من آيات الله.
زميلي الفاضل، ليس من عادتي أن أعقب على بريد مراسلات الشبكة، لكن رأيت من واجبي أن أعقب على بريدك، احتراما مني لأمانة شهدائنا على مر تاريخنا الحديث والقديم واعترافا بفضل كل من ناضل من أجل الحق والحرية والكرامة والديمقراطية في أوطاننا، هذا إضافة إلى أنك صديق عزيز، يعز علي ألا أبين لك ما خفي عنك وألا أبلغك رأيي إن خالفتك الرأي، وبعد ذلك لك أن تقبله أو ترفضه. والله أسأل يوفقنا جميعا إلى سواء السبيل وبنير بصيرتنا للحق ولما فيه خير للعالمين، علّنا نؤدي بعضا من أمانة الشهداء وبعضا من تضحية هذا الشعب العظيم، هو دين علينا.
تقبل أخي العزيز تحياتي وتقديري ودام عزك
أخوك د .جمال التركي
واقرأ أيضاً:
الباشا عبد المأمور/ معنى كلمة "شاب" و"شابة" والحفاظ على حق الدهشة/ حقوق الإنسان الأوْلى بالرعاية/ سيناريو الثورة المضادة!/ تنظيف مصر من آثار الفرعون بالمقشات/ قلق ما بعد الثورةحكاوي القهاوي (33)
الدكتور محمود أبو رحاب، حضرة الزميل الفاضل والصديق العزيز؛
تابعت وأتابع باهتمام قراءتك النفسية للواقع السياسي العربي، وأعتقد أن ما جاء في بريدك اليوم من أن "علينا قبل أن نلوم حكامنا أن نلوم أنفسنا" جانبَ بنظري الواقع وفي حاجة إلى المراجعة والتوقف عنده.
بدءا وقبل لوم أنفسنا، أدعوك أن تلقي نظرة على مقابرنا "الفردية منها والجماعية والمجهولة إن عرفتها" وعلى سجون بن علي الرهيبة وبن مبارك وابن القذافي (مذبحة بوسليم الشهيرة)، لتدرك أن ليس من حقنا أن نلوم هذا الشعب العربي العظيم ودماء شهدائه مازالت تنزف ولم تجف بعد، هذا إضافة إلى آلاف اللاجئين والمبعدين عن أوطانهم في أرض الله الواسعة (الذين ضاقت بهم دكتاتوريات أنظمتهم)... إن هذا لهو خير دليل على أن طلائع هذه الشعوب تصدت لهؤلاء الطغاة وتحملوا من الهوان والعذاب ما لا يحتمل من أجل حرية شعوبهم... منهم من قدم حياتهم فداءا (وأي فداء أعظم)... لكن قبضة الدكتاتوريات الحديدية ودعم الاستكبار الغربي لها كانت أقوى من مقاومتهم، لذا أعتقد أنه ليس مسموحا لأحد أن يلوم هذا الشعب العربي العظيم في أي زمن / أي مكان، وهكذا لوم أعده غمطا في حقه وتجني عليه.
أما فيما يخص الرئيس السابق بورقيبة، فلا يوجد أي دليل طبي أثبت أنه كان يعاني من "خرف ألزهايمر" (دعك من الشهادة الطبية التي أجبر بن على "الهارب في جنح الظلام "أطباء" جلبهم في جنح الظلام" على كتابتها لإعطاء الصبغة الدستورية على انقلاب "قام به في جنح الظلام")، إنما بدت عليه في سنوات حكمه الأخيرة، علامات تدني فيزيولوجي لبعض قدراته المعرفية بحكم شيخوخته دون أن ترقى إلى المستوى المرضي، هذا من ناحية.
أما من ناحية لومك للشعب التونسي (وهو لوم المحب ولا أشك في ذلك) فهو أيضا مردود، ليس لأن بورقيبة لم يكن يعاني من "الزهايمر" كما ذهبت، إنما لأن الشعب التونسي قاوم دكتاتورية بورقيبة كما قاوم طغيان "الهارب في الظلام"، وما تنكيل بورقيبة بكل من عارضه من الإسلاميين واليسار الوطني، من طلبة ومثقفين إلا شهادة على أن الشعب التونسي قاوم السطوة البورقيبة و"التاريخ الحق" الذي لم يكتب بعد، خير شاهد...
ثم هل تعتقد أن الأمر كان بيد الشعب التونسي في أن يترك بورقيبة بالحكم أو لا يتركه، حتى وإن سلمنا جدلا أنه يعاني من مرض "تطور عبر وقت ليس بالقصير وامتد لسنوات ليصل المريض إلى ما وصل إليه..." كما ذهبت. وهو ليس بالوحيد كما تعلم (لا أعتقد أن بارانويا القذافي ظهرت عليه في وقت قصير)، هل كان بإمكان أي شعب آخر أن يفعل أكثر مما فعله شعب تونس (أو ما فعله الشعب الليبي أو غيرهم من الشعوب)... لا أعتقــــد. هنا أيضا ليس من حق أحد أن يلوم الشعب التونسي (الذي كان له شرف قدح شرارة ثورة الحرية والكرامة العربية...و أي شــــرف) أو الشعب الليبي أو أي شعب آخر استحوذ عليه نظام قمعي دكتاتوري و إن حكمه حاكم مريض "امتد مرضه على مدى سنوات"...
كل الشعوب العربية هي عظيمة بحق، سواء منها من أنجز ثورته، أو من هو في طور اإنجازها أو من ينتظر لحظته التاريخية... وهي آتية حتما. سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا. إن ما نشهده في هؤلاء الطغاة أية من آيات الله.
زميلي الفاضل، ليس من عادتي أن أعقب على بريد مراسلات الشبكة، لكن رأيت من واجبي أن أعقب على بريدك، احتراما مني لأمانة شهدائنا على مر تاريخنا الحديث والقديم واعترافا بفضل كل من ناضل من أجل الحق والحرية والكرامة والديمقراطية في أوطاننا، هذا إضافة إلى أنك صديق عزيز، يعز علي ألا أبين لك ما خفي عنك وألا أبلغك رأيي إن خالفتك الرأي، وبعد ذلك لك أن تقبله أو ترفضه. والله أسأل يوفقنا جميعا إلى سواء السبيل وبنير بصيرتنا للحق ولما فيه خير للعالمين، علّنا نؤدي بعضا من أمانة الشهداء وبعضا من تضحية هذا الشعب العظيم، هو دين علينا.
تقبل أخي العزيز تحياتي وتقديري ودام عزك
أخوك د .جمال التركي
واقرأ أيضاً:
الباشا عبد المأمور/ معنى كلمة "شاب" و"شابة" والحفاظ على حق الدهشة/ حقوق الإنسان الأوْلى بالرعاية/ سيناريو الثورة المضادة!/ تنظيف مصر من آثار الفرعون بالمقشات/ قلق ما بعد الثورة
الدكتور محمود أبو رحاب، حضرة الزميل الفاضل والصديق العزيز؛
تابعت وأتابع باهتمام قراءتك النفسية للواقع السياسي العربي، وأعتقد أن ما جاء في بريدك اليوم من أن "علينا قبل أن نلوم حكامنا أن نلوم أنفسنا" جانبَ بنظري الواقع وفي حاجة إلى المراجعة والتوقف عنده.
بدءا وقبل لوم أنفسنا، أدعوك أن تلقي نظرة على مقابرنا "الفردية منها والجماعية والمجهولة إن عرفتها" وعلى سجون بن علي الرهيبة وبن مبارك وابن القذافي (مذبحة بوسليم الشهيرة)، لتدرك أن ليس من حقنا أن نلوم هذا الشعب العربي العظيم ودماء شهدائه مازالت تنزف ولم تجف بعد، هذا إضافة إلى آلاف اللاجئين والمبعدين عن أوطانهم في أرض الله الواسعة (الذين ضاقت بهم دكتاتوريات أنظمتهم)... إن هذا لهو خير دليل على أن طلائع هذه الشعوب تصدت لهؤلاء الطغاة وتحملوا من الهوان والعذاب ما لا يحتمل من أجل حرية شعوبهم... منهم من قدم حياتهم فداءا (وأي فداء أعظم)... لكن قبضة الدكتاتوريات الحديدية ودعم الاستكبار الغربي لها كانت أقوى من مقاومتهم، لذا أعتقد أنه ليس مسموحا لأحد أن يلوم هذا الشعب العربي العظيم في أي زمن / أي مكان، وهكذا لوم أعده غمطا في حقه وتجني عليه.
أما فيما يخص الرئيس السابق بورقيبة، فلا يوجد أي دليل طبي أثبت أنه كان يعاني من "خرف ألزهايمر" (دعك من الشهادة الطبية التي أجبر بن على "الهارب في جنح الظلام "أطباء" جلبهم في جنح الظلام" على كتابتها لإعطاء الصبغة الدستورية على انقلاب "قام به في جنح الظلام")، إنما بدت عليه في سنوات حكمه الأخيرة، علامات تدني فيزيولوجي لبعض قدراته المعرفية بحكم شيخوخته دون أن ترقى إلى المستوى المرضي، هذا من ناحية.
أما من ناحية لومك للشعب التونسي (وهو لوم المحب ولا أشك في ذلك) فهو أيضا مردود، ليس لأن بورقيبة لم يكن يعاني من "الزهايمر" كما ذهبت، إنما لأن الشعب التونسي قاوم دكتاتورية بورقيبة كما قاوم طغيان "الهارب في الظلام"، وما تنكيل بورقيبة بكل من عارضه من الإسلاميين واليسار الوطني، من طلبة ومثقفين إلا شهادة على أن الشعب التونسي قاوم السطوة البورقيبة و"التاريخ الحق" الذي لم يكتب بعد، خير شاهد...
ثم هل تعتقد أن الأمر كان بيد الشعب التونسي في أن يترك بورقيبة بالحكم أو لا يتركه، حتى وإن سلمنا جدلا أنه يعاني من مرض "تطور عبر وقت ليس بالقصير وامتد لسنوات ليصل المريض إلى ما وصل إليه..." كما ذهبت. وهو ليس بالوحيد كما تعلم (لا أعتقد أن بارانويا القذافي ظهرت عليه في وقت قصير)، هل كان بإمكان أي شعب آخر أن يفعل أكثر مما فعله شعب تونس (أو ما فعله الشعب الليبي أو غيرهم من الشعوب)... لا أعتقــــد. هنا أيضا ليس من حق أحد أن يلوم الشعب التونسي (الذي كان له شرف قدح شرارة ثورة الحرية والكرامة العربية...و أي شــــرف) أو الشعب الليبي أو أي شعب آخر استحوذ عليه نظام قمعي دكتاتوري و إن حكمه حاكم مريض "امتد مرضه على مدى سنوات"...
كل الشعوب العربية هي عظيمة بحق، سواء منها من أنجز ثورته، أو من هو في طور اإنجازها أو من ينتظر لحظته التاريخية... وهي آتية حتما. سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا. إن ما نشهده في هؤلاء الطغاة أية من آيات الله.
زميلي الفاضل، ليس من عادتي أن أعقب على بريد مراسلات الشبكة، لكن رأيت من واجبي أن أعقب على بريدك، احتراما مني لأمانة شهدائنا على مر تاريخنا الحديث والقديم واعترافا بفضل كل من ناضل من أجل الحق والحرية والكرامة والديمقراطية في أوطاننا، هذا إضافة إلى أنك صديق عزيز، يعز علي ألا أبين لك ما خفي عنك وألا أبلغك رأيي إن خالفتك الرأي، وبعد ذلك لك أن تقبله أو ترفضه. والله أسأل يوفقنا جميعا إلى سواء السبيل وبنير بصيرتنا للحق ولما فيه خير للعالمين، علّنا نؤدي بعضا من أمانة الشهداء وبعضا من تضحية هذا الشعب العظيم، هو دين علينا.
تقبل أخي العزيز تحياتي وتقديري ودام عزك
أخوك د .جمال التركي
واقرأ أيضاً:
الباشا عبد المأمور/ معنى كلمة "شاب" و"شابة" والحفاظ على حق الدهشة/ حقوق الإنسان الأوْلى بالرعاية/ سيناريو الثورة المضادة!/ تنظيف مصر من آثار الفرعون بالمقشات/ قلق ما بعد الثورةحكاوي القهاوي (33)
الدكتور محمود أبو رحاب، حضرة الزميل الفاضل والصديق العزيز؛
تابعت وأتابع باهتمام قراءتك النفسية للواقع السياسي العربي، وأعتقد أن ما جاء في بريدك اليوم من أن "علينا قبل أن نلوم حكامنا أن نلوم أنفسنا" جانبَ بنظري الواقع وفي حاجة إلى المراجعة والتوقف عنده.
بدءا وقبل لوم أنفسنا، أدعوك أن تلقي نظرة على مقابرنا "الفردية منها والجماعية والمجهولة إن عرفتها" وعلى سجون بن علي الرهيبة وبن مبارك وابن القذافي (مذبحة بوسليم الشهيرة)، لتدرك أن ليس من حقنا أن نلوم هذا الشعب العربي العظيم ودماء شهدائه مازالت تنزف ولم تجف بعد، هذا إضافة إلى آلاف اللاجئين والمبعدين عن أوطانهم في أرض الله الواسعة (الذين ضاقت بهم دكتاتوريات أنظمتهم)... إن هذا لهو خير دليل على أن طلائع هذه الشعوب تصدت لهؤلاء الطغاة وتحملوا من الهوان والعذاب ما لا يحتمل من أجل حرية شعوبهم... منهم من قدم حياتهم فداءا (وأي فداء أعظم)... لكن قبضة الدكتاتوريات الحديدية ودعم الاستكبار الغربي لها كانت أقوى من مقاومتهم، لذا أعتقد أنه ليس مسموحا لأحد أن يلوم هذا الشعب العربي العظيم في أي زمن / أي مكان، وهكذا لوم أعده غمطا في حقه وتجني عليه.
أما فيما يخص الرئيس السابق بورقيبة، فلا يوجد أي دليل طبي أثبت أنه كان يعاني من "خرف ألزهايمر" (دعك من الشهادة الطبية التي أجبر بن على "الهارب في جنح الظلام "أطباء" جلبهم في جنح الظلام" على كتابتها لإعطاء الصبغة الدستورية على انقلاب "قام به في جنح الظلام")، إنما بدت عليه في سنوات حكمه الأخيرة، علامات تدني فيزيولوجي لبعض قدراته المعرفية بحكم شيخوخته دون أن ترقى إلى المستوى المرضي، هذا من ناحية.
أما من ناحية لومك للشعب التونسي (وهو لوم المحب ولا أشك في ذلك) فهو أيضا مردود، ليس لأن بورقيبة لم يكن يعاني من "الزهايمر" كما ذهبت، إنما لأن الشعب التونسي قاوم دكتاتورية بورقيبة كما قاوم طغيان "الهارب في الظلام"، وما تنكيل بورقيبة بكل من عارضه من الإسلاميين واليسار الوطني، من طلبة ومثقفين إلا شهادة على أن الشعب التونسي قاوم السطوة البورقيبة و"التاريخ الحق" الذي لم يكتب بعد، خير شاهد...
ثم هل تعتقد أن الأمر كان بيد الشعب التونسي في أن يترك بورقيبة بالحكم أو لا يتركه، حتى وإن سلمنا جدلا أنه يعاني من مرض "تطور عبر وقت ليس بالقصير وامتد لسنوات ليصل المريض إلى ما وصل إليه..." كما ذهبت. وهو ليس بالوحيد كما تعلم (لا أعتقد أن بارانويا القذافي ظهرت عليه في وقت قصير)، هل كان بإمكان أي شعب آخر أن يفعل أكثر مما فعله شعب تونس (أو ما فعله الشعب الليبي أو غيرهم من الشعوب)... لا أعتقــــد. هنا أيضا ليس من حق أحد أن يلوم الشعب التونسي (الذي كان له شرف قدح شرارة ثورة الحرية والكرامة العربية...و أي شــــرف) أو الشعب الليبي أو أي شعب آخر استحوذ عليه نظام قمعي دكتاتوري و إن حكمه حاكم مريض "امتد مرضه على مدى سنوات"...
كل الشعوب العربية هي عظيمة بحق، سواء منها من أنجز ثورته، أو من هو في طور اإنجازها أو من ينتظر لحظته التاريخية... وهي آتية حتما. سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا. إن ما نشهده في هؤلاء الطغاة أية من آيات الله.
زميلي الفاضل، ليس من عادتي أن أعقب على بريد مراسلات الشبكة، لكن رأيت من واجبي أن أعقب على بريدك، احتراما مني لأمانة شهدائنا على مر تاريخنا الحديث والقديم واعترافا بفضل كل من ناضل من أجل الحق والحرية والكرامة والديمقراطية في أوطاننا، هذا إضافة إلى أنك صديق عزيز، يعز علي ألا أبين لك ما خفي عنك وألا أبلغك رأيي إن خالفتك الرأي، وبعد ذلك لك أن تقبله أو ترفضه. والله أسأل يوفقنا جميعا إلى سواء السبيل وبنير بصيرتنا للحق ولما فيه خير للعالمين، علّنا نؤدي بعضا من أمانة الشهداء وبعضا من تضحية هذا الشعب العظيم، هو دين علينا.
تقبل أخي العزيز تحياتي وتقديري ودام عزك
أخوك د .جمال التركي
واقرأ أيضاً:
حكاوي القهاوي (33)
الدكتور محمود أبو رحاب، حضرة الزميل الفاضل والصديق العزيز؛
تابعت وأتابع باهتمام قراءتك النفسية للواقع السياسي العربي، وأعتقد أن ما جاء في بريدك اليوم من أن "علينا قبل أن نلوم حكامنا أن نلوم أنفسنا" جانبَ بنظري الواقع وفي حاجة إلى المراجعة والتوقف عنده.
بدءا وقبل لوم أنفسنا، أدعوك أن تلقي نظرة على مقابرنا "الفردية منها والجماعية والمجهولة إن عرفتها" وعلى سجون بن علي الرهيبة وبن مبارك وابن القذافي (مذبحة بوسليم الشهيرة)، لتدرك أن ليس من حقنا أن نلوم هذا الشعب العربي العظيم ودماء شهدائه مازالت تنزف ولم تجف بعد، هذا إضافة إلى آلاف اللاجئين والمبعدين عن أوطانهم في أرض الله الواسعة (الذين ضاقت بهم دكتاتوريات أنظمتهم)... إن هذا لهو خير دليل على أن طلائع هذه الشعوب تصدت لهؤلاء الطغاة وتحملوا من الهوان والعذاب ما لا يحتمل من أجل حرية شعوبهم... منهم من قدم حياتهم فداءا (وأي فداء أعظم)... لكن قبضة الدكتاتوريات الحديدية ودعم الاستكبار الغربي لها كانت أقوى من مقاومتهم، لذا أعتقد أنه ليس مسموحا لأحد أن يلوم هذا الشعب العربي العظيم في أي زمن / أي مكان، وهكذا لوم أعده غمطا في حقه وتجني عليه.
أما فيما يخص الرئيس السابق بورقيبة، فلا يوجد أي دليل طبي أثبت أنه كان يعاني من "خرف ألزهايمر" (دعك من الشهادة الطبية التي أجبر بن على "الهارب في جنح الظلام "أطباء" جلبهم في جنح الظلام" على كتابتها لإعطاء الصبغة الدستورية على انقلاب "قام به في جنح الظلام")، إنما بدت عليه في سنوات حكمه الأخيرة، علامات تدني فيزيولوجي لبعض قدراته المعرفية بحكم شيخوخته دون أن ترقى إلى المستوى المرضي، هذا من ناحية.
أما من ناحية لومك للشعب التونسي (وهو لوم المحب ولا أشك في ذلك) فهو أيضا مردود، ليس لأن بورقيبة لم يكن يعاني من "الزهايمر" كما ذهبت، إنما لأن الشعب التونسي قاوم دكتاتورية بورقيبة كما قاوم طغيان "الهارب في الظلام"، وما تنكيل بورقيبة بكل من عارضه من الإسلاميين واليسار الوطني، من طلبة ومثقفين إلا شهادة على أن الشعب التونسي قاوم السطوة البورقيبة و"التاريخ الحق" الذي لم يكتب بعد، خير شاهد...
ثم هل تعتقد أن الأمر كان بيد الشعب التونسي في أن يترك بورقيبة بالحكم أو لا يتركه، حتى وإن سلمنا جدلا أنه يعاني من مرض "تطور عبر وقت ليس بالقصير وامتد لسنوات ليصل المريض إلى ما وصل إليه..." كما ذهبت. وهو ليس بالوحيد كما تعلم (لا أعتقد أن بارانويا القذافي ظهرت عليه في وقت قصير)، هل كان بإمكان أي شعب آخر أن يفعل أكثر مما فعله شعب تونس (أو ما فعله الشعب الليبي أو غيرهم من الشعوب)... لا أعتقــــد. هنا أيضا ليس من حق أحد أن يلوم الشعب التونسي (الذي كان له شرف قدح شرارة ثورة الحرية والكرامة العربية...و أي شــــرف) أو الشعب الليبي أو أي شعب آخر استحوذ عليه نظام قمعي دكتاتوري و إن حكمه حاكم مريض "امتد مرضه على مدى سنوات"...
كل الشعوب العربية هي عظيمة بحق، سواء منها من أنجز ثورته، أو من هو في طور اإنجازها أو من ينتظر لحظته التاريخية... وهي آتية حتما. سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا. إن ما نشهده في هؤلاء الطغاة أية من آيات الله.
زميلي الفاضل، ليس من عادتي أن أعقب على بريد مراسلات الشبكة، لكن رأيت من واجبي أن أعقب على بريدك، احتراما مني لأمانة شهدائنا على مر تاريخنا الحديث والقديم واعترافا بفضل كل من ناضل من أجل الحق والحرية والكرامة والديمقراطية في أوطاننا، هذا إضافة إلى أنك صديق عزيز، يعز علي ألا أبين لك ما خفي عنك وألا أبلغك رأيي إن خالفتك الرأي، وبعد ذلك لك أن تقبله أو ترفضه. والله أسأل يوفقنا جميعا إلى سواء السبيل وبنير بصيرتنا للحق ولما فيه خير للعالمين، علّنا نؤدي بعضا من أمانة الشهداء وبعضا من تضحية هذا الشعب العظيم، هو دين علينا.
تقبل أخي العزيز تحياتي وتقديري ودام عزك
أخوك د .جمال التركي
واقرأ أيضاً:
الباشا عبد المأمور/ معنى كلمة "شاب" و"شابة" والحفاظ على حق الدهشة/ حقوق الإنسان الأوْلى بالرعاية/ سيناريو الثورة المضادة!/ تنظيف مصر من آثار الفرعون بالمقشات/ قلق ما بعد الثورة
حكاوي القهاوي (33)
الدكتور محمود أبو رحاب، حضرة الزميل الفاضل والصديق العزيز؛
تابعت وأتابع باهتمام قراءتك النفسية للواقع السياسي العربي، وأعتقد أن ما جاء في بريدك اليوم من أن "علينا قبل أن نلوم حكامنا أن نلوم أنفسنا" جانبَ بنظري الواقع وفي حاجة إلى المراجعة والتوقف عنده.
بدءا وقبل لوم أنفسنا، أدعوك أن تلقي نظرة على مقابرنا "الفردية منها والجماعية والمجهولة إن عرفتها" وعلى سجون بن علي الرهيبة وبن مبارك وابن القذافي (مذبحة بوسليم الشهيرة)، لتدرك أن ليس من حقنا أن نلوم هذا الشعب العربي العظيم ودماء شهدائه مازالت تنزف ولم تجف بعد، هذا إضافة إلى آلاف اللاجئين والمبعدين عن أوطانهم في أرض الله الواسعة (الذين ضاقت بهم دكتاتوريات أنظمتهم)... إن هذا لهو خير دليل على أن طلائع هذه الشعوب تصدت لهؤلاء الطغاة وتحملوا من الهوان والعذاب ما لا يحتمل من أجل حرية شعوبهم... منهم من قدم حياتهم فداءا (وأي فداء أعظم)... لكن قبضة الدكتاتوريات الحديدية ودعم الاستكبار الغربي لها كانت أقوى من مقاومتهم، لذا أعتقد أنه ليس مسموحا لأحد أن يلوم هذا الشعب العربي العظيم في أي زمن / أي مكان، وهكذا لوم أعده غمطا في حقه وتجني عليه.
أما فيما يخص الرئيس السابق بورقيبة، فلا يوجد أي دليل طبي أثبت أنه كان يعاني من "خرف ألزهايمر" (دعك من الشهادة الطبية التي أجبر بن على "الهارب في جنح الظلام "أطباء" جلبهم في جنح الظلام" على كتابتها لإعطاء الصبغة الدستورية على انقلاب "قام به في جنح الظلام")، إنما بدت عليه في سنوات حكمه الأخيرة، علامات تدني فيزيولوجي لبعض قدراته المعرفية بحكم شيخوخته دون أن ترقى إلى المستوى المرضي، هذا من ناحية.
أما من ناحية لومك للشعب التونسي (وهو لوم المحب ولا أشك في ذلك) فهو أيضا مردود، ليس لأن بورقيبة لم يكن يعاني من "الزهايمر" كما ذهبت، إنما لأن الشعب التونسي قاوم دكتاتورية بورقيبة كما قاوم طغيان "الهارب في الظلام"، وما تنكيل بورقيبة بكل من عارضه من الإسلاميين واليسار الوطني، من طلبة ومثقفين إلا شهادة على أن الشعب التونسي قاوم السطوة البورقيبة و"التاريخ الحق" الذي لم يكتب بعد، خير شاهد...
ثم هل تعتقد أن الأمر كان بيد الشعب التونسي في أن يترك بورقيبة بالحكم أو لا يتركه، حتى وإن سلمنا جدلا أنه يعاني من مرض "تطور عبر وقت ليس بالقصير وامتد لسنوات ليصل المريض إلى ما وصل إليه..." كما ذهبت. وهو ليس بالوحيد كما تعلم (لا أعتقد أن بارانويا القذافي ظهرت عليه في وقت قصير)، هل كان بإمكان أي شعب آخر أن يفعل أكثر مما فعله شعب تونس (أو ما فعله الشعب الليبي أو غيرهم من الشعوب)... لا أعتقــــد. هنا أيضا ليس من حق أحد أن يلوم الشعب التونسي (الذي كان له شرف قدح شرارة ثورة الحرية والكرامة العربية...و أي شــــرف) أو الشعب الليبي أو أي شعب آخر استحوذ عليه نظام قمعي دكتاتوري و إن حكمه حاكم مريض "امتد مرضه على مدى سنوات"...
كل الشعوب العربية هي عظيمة بحق، سواء منها من أنجز ثورته، أو من هو في طور اإنجازها أو من ينتظر لحظته التاريخية... وهي آتية حتما. سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا. إن ما نشهده في هؤلاء الطغاة أية من آيات الله.
زميلي الفاضل، ليس من عادتي أن أعقب على بريد مراسلات الشبكة، لكن رأيت من واجبي أن أعقب على بريدك، احتراما مني لأمانة شهدائنا على مر تاريخنا الحديث والقديم واعترافا بفضل كل من ناضل من أجل الحق والحرية والكرامة والديمقراطية في أوطاننا، هذا إضافة إلى أنك صديق عزيز، يعز علي ألا أبين لك ما خفي عنك وألا أبلغك رأيي إن خالفتك الرأي، وبعد ذلك لك أن تقبله أو ترفضه. والله أسأل يوفقنا جميعا إلى سواء السبيل وبنير بصيرتنا للحق ولما فيه خير للعالمين، علّنا نؤدي بعضا من أمانة الشهداء وبعضا من تضحية هذا الشعب العظيم، هو دين علينا.
تقبل أخي العزيز تحياتي وتقديري ودام عزك
أخوك د .جمال التركي
واقرأ أيضاً:
الباشا عبد المأمور/ معنى كلمة "شاب" و"شابة" والحفاظ على حق الدهشة/ حقوق الإنسان الأوْلى بالرعاية/ سيناريو الثورة المضادة!/ تنظيف مصر من آثار الفرعون بالمقشات/ قلق ما بعد الثورة
حكاوي القهاوي (33)
الدكتور محمود أبو رحاب، حضرة الزميل الفاضل والصديق العزيز؛
تابعت وأتابع باهتمام قراءتك النفسية للواقع السياسي العربي، وأعتقد أن ما جاء في بريدك اليوم من أن "علينا قبل أن نلوم حكامنا أن نلوم أنفسنا" جانبَ بنظري الواقع وفي حاجة إلى المراجعة والتوقف عنده.
بدءا وقبل لوم أنفسنا، أدعوك أن تلقي نظرة على مقابرنا "الفردية منها والجماعية والمجهولة إن عرفتها" وعلى سجون بن علي الرهيبة وبن مبارك وابن القذافي (مذبحة بوسليم الشهيرة)، لتدرك أن ليس من حقنا أن نلوم هذا الشعب العربي العظيم ودماء شهدائه مازالت تنزف ولم تجف بعد، هذا إضافة إلى آلاف اللاجئين والمبعدين عن أوطانهم في أرض الله الواسعة (الذين ضاقت بهم دكتاتوريات أنظمتهم)... إن هذا لهو خير دليل على أن طلائع هذه الشعوب تصدت لهؤلاء الطغاة وتحملوا من الهوان والعذاب ما لا يحتمل من أجل حرية شعوبهم... منهم من قدم حياتهم فداءا (وأي فداء أعظم)... لكن قبضة الدكتاتوريات الحديدية ودعم الاستكبار الغربي لها كانت أقوى من مقاومتهم، لذا أعتقد أنه ليس مسموحا لأحد أن يلوم هذا الشعب العربي العظيم في أي زمن / أي مكان، وهكذا لوم أعده غمطا في حقه وتجني عليه.
أما فيما يخص الرئيس السابق بورقيبة، فلا يوجد أي دليل طبي أثبت أنه كان يعاني من "خرف ألزهايمر" (دعك من الشهادة الطبية التي أجبر بن على "الهارب في جنح الظلام "أطباء" جلبهم في جنح الظلام" على كتابتها لإعطاء الصبغة الدستورية على انقلاب "قام به في جنح الظلام")، إنما بدت عليه في سنوات حكمه الأخيرة، علامات تدني فيزيولوجي لبعض قدراته المعرفية بحكم شيخوخته دون أن ترقى إلى المستوى المرضي، هذا من ناحية.
أما من ناحية لومك للشعب التونسي (وهو لوم المحب ولا أشك في ذلك) فهو أيضا مردود، ليس لأن بورقيبة لم يكن يعاني من "الزهايمر" كما ذهبت، إنما لأن الشعب التونسي قاوم دكتاتورية بورقيبة كما قاوم طغيان "الهارب في الظلام"، وما تنكيل بورقيبة بكل من عارضه من الإسلاميين واليسار الوطني، من طلبة ومثقفين إلا شهادة على أن الشعب التونسي قاوم السطوة البورقيبة و"التاريخ الحق" الذي لم يكتب بعد، خير شاهد...
ثم هل تعتقد أن الأمر كان بيد الشعب التونسي في أن يترك بورقيبة بالحكم أو لا يتركه، حتى وإن سلمنا جدلا أنه يعاني من مرض "تطور عبر وقت ليس بالقصير وامتد لسنوات ليصل المريض إلى ما وصل إليه..." كما ذهبت. وهو ليس بالوحيد كما تعلم (لا أعتقد أن بارانويا القذافي ظهرت عليه في وقت قصير)، هل كان بإمكان أي شعب آخر أن يفعل أكثر مما فعله شعب تونس (أو ما فعله الشعب الليبي أو غيرهم من الشعوب)... لا أعتقــــد. هنا أيضا ليس من حق أحد أن يلوم الشعب التونسي (الذي كان له شرف قدح شرارة ثورة الحرية والكرامة العربية...و أي شــــرف) أو الشعب الليبي أو أي شعب آخر استحوذ عليه نظام قمعي دكتاتوري و إن حكمه حاكم مريض "امتد مرضه على مدى سنوات"...
كل الشعوب العربية هي عظيمة بحق، سواء منها من أنجز ثورته، أو من هو في طور اإنجازها أو من ينتظر لحظته التاريخية... وهي آتية حتما. سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا. إن ما نشهده في هؤلاء الطغاة أية من آيات الله.
زميلي الفاضل، ليس من عادتي أن أعقب على بريد مراسلات الشبكة، لكن رأيت من واجبي أن أعقب على بريدك، احتراما مني لأمانة شهدائنا على مر تاريخنا الحديث والقديم واعترافا بفضل كل من ناضل من أجل الحق والحرية والكرامة والديمقراطية في أوطاننا، هذا إضافة إلى أنك صديق عزيز، يعز علي ألا أبين لك ما خفي عنك وألا أبلغك رأيي إن خالفتك الرأي، وبعد ذلك لك أن تقبله أو ترفضه. والله أسأل يوفقنا جميعا إلى سواء السبيل وبنير بصيرتنا للحق ولما فيه خير للعالمين، علّنا نؤدي بعضا من أمانة الشهداء وبعضا من تضحية هذا الشعب العظيم، هو دين علينا.
تقبل أخي العزيز تحياتي وتقديري ودام عزك
أخوك د .جمال التركي
واقرأ أيضاً:
الباشا عبد المأمور/ معنى كلمة "شاب" و"شابة" والحفاظ على حق الدهشة/ حقوق الإنسان الأوْلى بالرعاية/ سيناريو الثورة المضادة!/ تنظيف مصر من آثار الفرعون بالمقشات/ قلق ما بعد الثورة
حكاوي القهاوي (33)
الدكتور محمود أبو رحاب، حضرة الزميل الفاضل والصديق العزيز؛
تابعت وأتابع باهتمام قراءتك النفسية للواقع السياسي العربي، وأعتقد أن ما جاء في بريدك اليوم من أن "علينا قبل أن نلوم حكامنا أن نلوم أنفسنا" جانبَ بنظري الواقع وفي حاجة إلى المراجعة والتوقف عنده.
بدءا وقبل لوم أنفسنا، أدعوك أن تلقي نظرة على مقابرنا "الفردية منها والجماعية والمجهولة إن عرفتها" وعلى سجون بن علي الرهيبة وبن مبارك وابن القذافي (مذبحة بوسليم الشهيرة)، لتدرك أن ليس من حقنا أن نلوم هذا الشعب العربي العظيم ودماء شهدائه مازالت تنزف ولم تجف بعد، هذا إضافة إلى آلاف اللاجئين والمبعدين عن أوطانهم في أرض الله الواسعة (الذين ضاقت بهم دكتاتوريات أنظمتهم)... إن هذا لهو خير دليل على أن طلائع هذه الشعوب تصدت لهؤلاء الطغاة وتحملوا من الهوان والعذاب ما لا يحتمل من أجل حرية شعوبهم... منهم من قدم حياتهم فداءا (وأي فداء أعظم)... لكن قبضة الدكتاتوريات الحديدية ودعم الاستكبار الغربي لها كانت أقوى من مقاومتهم، لذا أعتقد أنه ليس مسموحا لأحد أن يلوم هذا الشعب العربي العظيم في أي زمن / أي مكان، وهكذا لوم أعده غمطا في حقه وتجني عليه.
أما فيما يخص الرئيس السابق بورقيبة، فلا يوجد أي دليل طبي أثبت أنه كان يعاني من "خرف ألزهايمر" (دعك من الشهادة الطبية التي أجبر بن على "الهارب في جنح الظلام "أطباء" جلبهم في جنح الظلام" على كتابتها لإعطاء الصبغة الدستورية على انقلاب "قام به في جنح الظلام")، إنما بدت عليه في سنوات حكمه الأخيرة، علامات تدني فيزيولوجي لبعض قدراته المعرفية بحكم شيخوخته دون أن ترقى إلى المستوى المرضي، هذا من ناحية.
أما من ناحية لومك للشعب التونسي (وهو لوم المحب ولا أشك في ذلك) فهو أيضا مردود، ليس لأن بورقيبة لم يكن يعاني من "الزهايمر" كما ذهبت، إنما لأن الشعب التونسي قاوم دكتاتورية بورقيبة كما قاوم طغيان "الهارب في الظلام"، وما تنكيل بورقيبة بكل من عارضه من الإسلاميين واليسار الوطني، من طلبة ومثقفين إلا شهادة على أن الشعب التونسي قاوم السطوة البورقيبة و"التاريخ الحق" الذي لم يكتب بعد، خير شاهد...
ثم هل تعتقد أن الأمر كان بيد الشعب التونسي في أن يترك بورقيبة بالحكم أو لا يتركه، حتى وإن سلمنا جدلا أنه يعاني من مرض "تطور عبر وقت ليس بالقصير وامتد لسنوات ليصل المريض إلى ما وصل إليه..." كما ذهبت. وهو ليس بالوحيد كما تعلم (لا أعتقد أن بارانويا القذافي ظهرت عليه في وقت قصير)، هل كان بإمكان أي شعب آخر أن يفعل أكثر مما فعله شعب تونس (أو ما فعله الشعب الليبي أو غيرهم من الشعوب)... لا أعتقــــد. هنا أيضا ليس من حق أحد أن يلوم الشعب التونسي (الذي كان له شرف قدح شرارة ثورة الحرية والكرامة العربية...و أي شــــرف) أو الشعب الليبي أو أي شعب آخر استحوذ عليه نظام قمعي دكتاتوري و إن حكمه حاكم مريض "امتد مرضه على مدى سنوات"...
كل الشعوب العربية هي عظيمة بحق، سواء منها من أنجز ثورته، أو من هو في طور اإنجازها أو من ينتظر لحظته التاريخية... وهي آتية حتما. سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا. إن ما نشهده في هؤلاء الطغاة أية من آيات الله.
زميلي الفاضل، ليس من عادتي أن أعقب على بريد مراسلات الشبكة، لكن رأيت من واجبي أن أعقب على بريدك، احتراما مني لأمانة شهدائنا على مر تاريخنا الحديث والقديم واعترافا بفضل كل من ناضل من أجل الحق والحرية والكرامة والديمقراطية في أوطاننا، هذا إضافة إلى أنك صديق عزيز، يعز علي ألا أبين لك ما خفي عنك وألا أبلغك رأيي إن خالفتك الرأي، وبعد ذلك لك أن تقبله أو ترفضه. والله أسأل يوفقنا جميعا إلى سواء السبيل وبنير بصيرتنا للحق ولما فيه خير للعالمين، علّنا نؤدي بعضا من أمانة الشهداء وبعضا من تضحية هذا الشعب العظيم، هو دين علينا.
تقبل أخي العزيز تحياتي وتقديري ودام عزك
أخوك د .جمال التركي
واقرأ أيضاً:
الباشا عبد المأمور/ معنى كلمة "شاب" و"شابة" والحفاظ على حق الدهشة/ حقوق الإنسان الأوْلى بالرعاية/ سيناريو الثورة المضادة!/ تنظيف مصر من آثار الفرعون بالمقشات/ قلق ما بعد الثورة
حكاوي القهاوي (33)
الدكتور محمود أبو رحاب، حضرة الزميل الفاضل والصديق العزيز؛
تابعت وأتابع باهتمام قراءتك النفسية للواقع السياسي العربي، وأعتقد أن ما جاء في بريدك اليوم من أن "علينا قبل أن نلوم حكامنا أن نلوم أنفسنا" جانبَ بنظري الواقع وفي حاجة إلى المراجعة والتوقف عنده.
بدءا وقبل لوم أنفسنا، أدعوك أن تلقي نظرة على مقابرنا "الفردية منها والجماعية والمجهولة إن عرفتها" وعلى سجون بن علي الرهيبة وبن مبارك وابن القذافي (مذبحة بوسليم الشهيرة)، لتدرك أن ليس من حقنا أن نلوم هذا الشعب العربي العظيم ودماء شهدائه مازالت تنزف ولم تجف بعد، هذا إضافة إلى آلاف اللاجئين والمبعدين عن أوطانهم في أرض الله الواسعة (الذين ضاقت بهم دكتاتوريات أنظمتهم)... إن هذا لهو خير دليل على أن طلائع هذه الشعوب تصدت لهؤلاء الطغاة وتحملوا من الهوان والعذاب ما لا يحتمل من أجل حرية شعوبهم... منهم من قدم حياتهم فداءا (وأي فداء أعظم)... لكن قبضة الدكتاتوريات الحديدية ودعم الاستكبار الغربي لها كانت أقوى من مقاومتهم، لذا أعتقد أنه ليس مسموحا لأحد أن يلوم هذا الشعب العربي العظيم في أي زمن / أي مكان، وهكذا لوم أعده غمطا في حقه وتجني عليه.
أما فيما يخص الرئيس السابق بورقيبة، فلا يوجد أي دليل طبي أثبت أنه كان يعاني من "خرف ألزهايمر" (دعك من الشهادة الطبية التي أجبر بن على "الهارب في جنح الظلام "أطباء" جلبهم في جنح الظلام" على كتابتها لإعطاء الصبغة الدستورية على انقلاب "قام به في جنح الظلام")، إنما بدت عليه في سنوات حكمه الأخيرة، علامات تدني فيزيولوجي لبعض قدراته المعرفية بحكم شيخوخته دون أن ترقى إلى المستوى المرضي، هذا من ناحية.
أما من ناحية لومك للشعب التونسي (وهو لوم المحب ولا أشك في ذلك) فهو أيضا مردود، ليس لأن بورقيبة لم يكن يعاني من "الزهايمر" كما ذهبت، إنما لأن الشعب التونسي قاوم دكتاتورية بورقيبة كما قاوم طغيان "الهارب في الظلام"، وما تنكيل بورقيبة بكل من عارضه من الإسلاميين واليسار الوطني، من طلبة ومثقفين إلا شهادة على أن الشعب التونسي قاوم السطوة البورقيبة و"التاريخ الحق" الذي لم يكتب بعد، خير شاهد...
ثم هل تعتقد أن الأمر كان بيد الشعب التونسي في أن يترك بورقيبة بالحكم أو لا يتركه، حتى وإن سلمنا جدلا أنه يعاني من مرض "تطور عبر وقت ليس بالقصير وامتد لسنوات ليصل المريض إلى ما وصل إليه..." كما ذهبت. وهو ليس بالوحيد كما تعلم (لا أعتقد أن بارانويا القذافي ظهرت عليه في وقت قصير)، هل كان بإمكان أي شعب آخر أن يفعل أكثر مما فعله شعب تونس (أو ما فعله الشعب الليبي أو غيرهم من الشعوب)... لا أعتقــــد. هنا أيضا ليس من حق أحد أن يلوم الشعب التونسي (الذي كان له شرف قدح شرارة ثورة الحرية والكرامة العربية...و أي شــــرف) أو الشعب الليبي أو أي شعب آخر استحوذ عليه نظام قمعي دكتاتوري و إن حكمه حاكم مريض "امتد مرضه على مدى سنوات"...
كل الشعوب العربية هي عظيمة بحق، سواء منها من أنجز ثورته، أو من هو في طور اإنجازها أو من ينتظر لحظته التاريخية... وهي آتية حتما. سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا. إن ما نشهده في هؤلاء الطغاة أية من آيات الله.
زميلي الفاضل، ليس من عادتي أن أعقب على بريد مراسلات الشبكة، لكن رأيت من واجبي أن أعقب على بريدك، احتراما مني لأمانة شهدائنا على مر تاريخنا الحديث والقديم واعترافا بفضل كل من ناضل من أجل الحق والحرية والكرامة والديمقراطية في أوطاننا، هذا إضافة إلى أنك صديق عزيز، يعز علي ألا أبين لك ما خفي عنك وألا أبلغك رأيي إن خالفتك الرأي، وبعد ذلك لك أن تقبله أو ترفضه. والله أسأل يوفقنا جميعا إلى سواء السبيل وبنير بصيرتنا للحق ولما فيه خير للعالمين، علّنا نؤدي بعضا من أمانة الشهداء وبعضا من تضحية هذا الشعب العظيم، هو دين علينا.
تقبل أخي العزيز تحياتي وتقديري ودام عزك
أخوك د .جمال التركي
واقرأ أيضاً:
حقوق الإنسان الأوْلى بالرعاية / سيناريو الثورة المضادة! / تنظيف مصر من آثار الفرعون بالمقشات / قلق ما بعد الثورة