في وطني يولد المرء سياسيا بالفطرة، يناقش ويحلل ويعترض...
لأن وضع بلدنا حتم علينا ذلك منذ أمد بعيد.
فلو نظرنا في سير الرسل لوجدنا أنهم جميعا رعوا الغنم، فبهذه حكمة إلهية ليتعلموا الصبر وسياسية الرعية بعد ذلك، فالسياسة أتت من سياسية الإبل.
فلو قارنا سياسة الرسل بسياسة الحكام، على الرغم من أن الرسل معصومون عن الخطأ.
وكان لهم القدرة على حكم الأمة بدون المرور بتلك الفترة ولكن حتى يكون لهم من الصبر والتفكر حظا واسعا.
أما حالنا نحن في مجتمعنا مختلف تماما، كل واحد منا له تحليله ورؤيته الخاصة التي قد لا يقتنع بكلام بروفسور بالعلوم السياسية...ولكل هذا أسبابه.
ولكن هل كل منا يفهم معنى السياسية بحق، أم أنها مجرد تياسة وكلام اعتدنا على الحديث به في مجالسنا..؟!!
كل هذا يبدو للوهلة الأولى طبيعيا ولا مشكلة فيه، ولكن ما أثار رغبتي في الكتابة لهذا الموضوع بالذات... هو أني ألاقي يوميا أناس يشكل التيار قناعاتهم، ومعتقداتهم السياسة مبنية على من له سياسة تطعم، وتعطي راتب آخر كل شهر، إذن هو الأفضل..!!
وصل بعض أفراد شعبنا إلى طريق مسدود مع مصالحة النفس والاعتراف بالخطأ.
فلا أحد يرى بنفسه عدم الكفاءة بأن يدخل في حوار قد يجهل أبعاده الحقيقية، هذا حال المواطن العادي في مجتمعنا ولو وسعنا دائرة النقاش، لنرى أن السياسة الحاكمة منذ عقود تجهل السياسة المحنكة التي تقود أمتنا إلى التحرير بكل تأكيد.
ما حال أمة أصبحت سياسة الحزب كعقيدة ومنهج للحكم فيها...
وليست هناك أيديولوجيا ولا أي عقيدة تنبع منها ولا أصول حقيقية تلبي مصالح الأمة ولا تبني إنسانا تعلمه ثقافة الحياة لا ثقافة الموت من أجل الحزب فقط لا من أجل فلسطين ولا من أجل الله أساسا.
فهذا ما أضعف صفنا الفلسطيني، وأنهك شعبنا، بكثرة الألوان السياسية والحزبية التي بينها فجوات كبيرة وإن كانت منهجية أو إستراتيجية، فلكل منها هدف مشترك وهو تحرير فلسطين.
ولكن بعضهم يرى أن الغاية تبرر الوسيلة، والآخر يغني على ليلاه، وعلى هذا المنوال لم نحقق شيئا على صعيد الهدف الأسمى وهو التحرير.
إذن هل هذه سياسة بحق!....أم أنها مصالح سيادة حزب على حزب آخر.؟!
ويبقى المثل الشعبي هو خير معبر عن وضعنا: "بين حانا ومانا ضاعت لحانا" .
واقرأ أيضاً:
هنا غزة... من يحتاج من؟ / تقرير منظمة العفو الدولية عن غزة 2009مقدمة / عرفات ينهض من قبره / هنا القدس...! / ذكرى النكبة: النكبة نكبات تتجدد يوميا / إسرائيل تبرئ نفسها