من المؤكد أن وقوف إيران إلى جانب النظام الأسدي المجرم بكل قوتها أورثها الخسران الكبير، فالثورة السورية تكاد تنتصر على الأسد وشبيحته ولكنها قبل ذلك حطمت مثالية الثورة الإيرانية في نفوس المسلمين وأظهرت لهم حقيقة الممانعة والمقاومة التي تغنى بها النظامان السوري والإيراني ضد المحتل الإسرائيلي والغرب.
الرئيس المصري محمد مرسي حاول جاهدا إعادة إيران إلى صف الأمة الإسلامية، فخير إيران بين علاقات طبيعية مع مصر وبين مساندتها لسفاح سوريا، ولكن حتى اللحظة لا تزال إيران متمسكة بخيارها السيئ وتحاول إعطاء المزيد من الوقت لنظام بشار الأسد للقضاء على الثورة وفي أحسن الأحوال هي تساوي بين المجرم وبين الشعب الضحية، وهذا يعني أن إيران لا تعبأ بمصالح شعبها ولا تتناغم أهدافها مع تطلعات الشعوب العربية والمسلمة وهذا يكشف عن نوايا إيرانية غير سليمة تجاه العرب المسلمين إلا إذا تداركت الأمر وأثبتت عكس ذلك.
حزب الله من جانبه يشعر بالمأزق الذي وضع نفسه فيه حين تماهى مع نظام بشار الأسد، وقد بدا واضحا كيف استبدل حسن نصر الله قوة المظهر بقوة الحجة والموقف في التظاهرة الحاشدة التي دعا اليها ضد الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، فحسن نصر الله لا يملك الحق في التظاهر ضد الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم وهو يرفع صورا لرئيس يحث شبيحته على تركيع الناس له وإجبارهم على الشهادة بأنه آلهة تعبد من دون الله، فضلا عن استهداف المآذن والمساجد والمصلين وغير ذلك من صور حرب بشار على الإسلام والمسلمين. فظهور حسن نصر الله ماشيا في شوارع الضاحية في بيروت كما لم يحصل أثناء وبعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان والحشد الكبير الذي جمعه من المؤيدين لن يعيده إلى قلوب المسلمين طالما ظل واقفا إلى جانب المجرم بشار الأسد، فالمسلمون لا تخدعهم المظاهر ولا التمسح الكاذب بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وطالما عرجنا على الفيلم المسيء واستغلاله من قبل حزب الله فإننا نختم بالإشارة إلى استغلال تنظيم القاعدة للحدث، حيث دعت القاعدة أنصارها لاستهداف الدبلوماسيين الغربيين وخاصة الأمريكان نصرة للرسول صلى الله عليه وسلم على غرار ما حدث في ليبيا، لكننا نؤكد بأن قتل المدنيين غير جائز في شرع الله، وندعو تنظيم القاعدة الكف عن سفك دماء العرب والمسلمين بغير حق امتثالا لتعاليم الإسلام، وكذلك ندعوهم إلى التزام سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الرسل وممثلي الأعداء، فإن كانت القاعدة تمتلك القوة فعليها مساندة الثورة السورية بدلا من تبديد قوتها في غير مكانها.
واقرأ أيضًا:
رأي حول مناصرة حزب الله / لو كنت شيعياً لقلت لإيران: لا!! / محور (إسرائيل ـ إيران) المفضوح في سوريا / «الريّس» مرسي... لا إيران ولا أردوغان (5/5)