إذا ظلت الصورة الواصلة للناس عن اعتصامات "ضد الانقلاب" .. إنها إخوانية -رغم أنها أوسع من ذلك- تصدر خطابا ديماجوجيا فاشلا، وصراخا ونواحا وتوعدا، ولا تطرح خارطة طريق محددة، ولا تتجلى فيها أمارات .. ما يقال عن اعتراف بأخطاء استراتيجية، لا يقول أحد عنها للناس شيئا، وتغييرات لا يظهر للناس منها شيء!!
وبخاصة لو تحتوي أسلحة .. حتى وإن كانت خفيفة وشخصية، يحملها البعض .. دفاعا عن النفس!!
إذا ظلت الوجوه هي الوجوه، والكلمات هي الكلمات، والشعارات هي الشعارات، فكيف يصدق الناس أنها تجمعات وطنية سلمية جامعة خرجت تطلب الحرية، وتدافع عن المدنية، وتقدم وعودا بمستقبل يسعى المصريون إليه !!!
الإعلام خسيس .. يعرفها القاصي والداني .. لكن تفاصيل صورتك، وما هي صادرة عنه من أصل في التفكير، والسلوك، والمشاعر، والمشروع كله .. في حاجة إلى مراجعة، وتغيير ... سريع !! يراه الناس، ولا شيء من هذا موجود !!
كفانا فشلا !!! شبعنا من محامين فاشلين يترافعون في قضايانا المصيرية
حشود ضد الانقلاب تحتاج إلى أن تستوعب وتنصت لأصوات ورؤى كثيرة تحتاجها
كفانا عنجهية، وصلفا، وغوغائية، وتعاليا على رؤية اللحظة، والاعتراف المعلن بأخطاء محددة في هذا، وتصحيحها فورا !!!
الوقت يمر بسرعة
***************
المصريون خرجوا في 25 يناير يريدون حرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية .. وسيواصلون !!!
لم يقدم الإخوان لهذا السعي غير الدعم اللوجستي في البدايات، وبعد ذلك لم يقدموا سوى الخيبات والفشل وشق الصفوف، وأعطوا أعداء الثورة الفرصة ذهبية لتفكيك وتشريد وتدمير هذا السعي الشعبي!!
ضربوا بعرض الحائط كل النصائح والمقترحات التي وجهت إليهم، وواصلوا في الانغلاق، وتواضع الأداء، والتعالي على الجميع، بل استعداء طوب الأرض !!
إذا كانوا يقولون أنهم تعلموا، ويريدون الالتحاق بسعي المصريين للحرية والكرامة والعدالة .. فليفعلوا بممارسات واضحة، ومصارحات كاشفة، واعتذارات معلنة، وخطط محددة !!
لم نر من ذلك شيئا !!!
بدون ما تقدم .. لا ألوم من يعتبر وجودهم في الشارع مجرد قلق وتوتر واستعراض عضلات !!!
بس
***************
مسار الثورة 11 يوليو..... التناقض..........
الانقلاب العسكري الذي يحكم مصر الأن هو مجرد نقل لنظام مبارك من الخلفية إلى الواجهة .. مجددا .. وهو عودة بمصر إلى الوراء .. وهدفه تصفية الثورة التي قامت ضد سلطة مبارك، مع تصوير الأمر بوصفه مجرد إزاحة للإخوان من الشراكة في الحكم !!
ينبغي فهم وتفحص الصيغة الهشة للديمقراطية التي أسقطها العسكر:
- هشاشة المجتمع، وغياب تشكيلاته، وضعف وعيه الإنساني والسياسي.
- التجريف الذي نال من المصريين أفرادا وجماعات فكريا، وصحيا، وروحيا !!
- غياب الحوار المجتمعي، والتشافي من أوجاع وصدمات متلاحقة ومتراكمة.
- الإفقار المادي والإبداعي والإنساني لملايين المصريين (الأغلبية!!)
- تهميش الشباب وطاقاته، بدلا من استثمارها لمصلحتهم، وللوطن !!
الشراكة الإخوانية في الحكم كانت هشة وملتبسة وأدارها الإخوان ببؤس ظاهر، وساعد هذا جدا في اصطيادها والنيل منها، كما لم يتقدم أحد بجهود حقيقية لتطويرها إلا في شكل نصائح وصرخات .. لم يصغ لها الإخوان في غمرة غرقهم في معارك تثبيت وجودهم في أجهزة الدولة !!
ما سقط هو منظومة متكاملة من الأخطاء للإخوان في الحكم، والشباب الثوري في علاقتهم بالإخوان، وبالشارع، وللشارع المنهك المغيب المنكل به !!!
لا يمكن الحديث عن مستقبل، وعن مواجهة حالية أو مستقبلية لمشاريع وبرامج تصفية الثورة، إلا بتصفية بعد مراجعة لأسباب هشاشة ما سقط !!
الاحتشاد السلمي في الشوارع هو سلاح الناس في مواجهة السلطة، لكن عدم وعينا بحتميات وآفاق تطويره وربطه بآليات وتشبيكات أخرى .. سيعيدنا كل مرة إلى الشارع دون تقدم يذكر !!!
لا يمكن استطلاع أفق مغاير، وتعلم مما مضى لتجاوزه .. ما لم نضع كل هذه الزوايا في الحسبان، وعدم الاقتصار على رؤية نقطة، والغفلة، أو التغافل عن بقية تضاريس الخريطة !!
معركة الثورة هي في العقول .. كما في الميادين .. في الخطط كما في الصمود .. في المراجعات كما في المقترحات !!
رصيدنا في التجربة السابقة -من 25 يناير- رصيد كبير يسمح بانتصارات كبيرة شرط التأمل، والمصارحات، والمصالحات، والصمود !!
كل عام وأنتم بخير
***************
إحياء الموتى 11 يوليو..... الكل يربح ......
المعادلة الصعبة ممكنة ... لو اقتنع الكل بالتنازل من أجل مكسب أكبر لنفسه مستقبلا، ومن أجل مكسب للآخرين !!
حتى نكسب وتكسب معنا .. صيغة للتعايش والنماء!!
معادلة "البعض يكسب" أوصلتنا إلى نتيجة "الكل يخسر" .. ومعادلة "الكل ينجح" ممكنة .. وهي الإطار الممكن والوحيد لمستقبل مشرق !!
سنظل نخسر جميعا حتى نرضى بتنازلات تحقق نجاحات للآخرين .. والله أعلم !
ويتبع >>>>>: إحياء الموتى ومسار الثورة.. 15 و16يوليو..قبل السحور
واقرأ أيضاً:
مسار الثورة 28-30 يونيو2013 لو كنت رئيسا،.. المحلل... / مسار الثورة 4 يوليو.. أوهام ومهام...... / مسار الثورة 8 يوليو .... صباح القتل ....