انتهيت من مشاهدة خطاب الفريق السيسي، الخطاب أبوي بامتياز، تحريضي بنعومة، ماضوي بجدارة، ولا يطرح أية رؤية مستقبلية إلا بتكرار الأخطاء/المصائد... سابقة الفعل، والفشل!!
يتورط وزير الدفاع -منطقيا- فيما يلوم الرئيس -المغدور به- عليه، فهو يتعامى عن رأي الملايين التي تعارض انقلابه، وخرجت ضده، كما تعامى مرسي عن الملايين التي عارضت حكمه، وخرجت ضده!!
وهو لا يرى مستقبلا إلا ما حدده هو، ضاربا بعرض الحائط أن للملايين رأيا آخر، فيضع للناس -كعادة الطغاة- تصنيفا يراد لهم قبوله:
- إذا خرجت مؤيدا لي تحميك الداخلية ويحرسك الجيش، وإذا خرجت معارضا لي تقتلك الداخلية، ويفرمك الجيش، وأتجاهل أنا، وإعلامي، ونخب القوادين، وجودك تماما!! فكأن رأيك ووجودك عدم بالنسبة لي!!
- هناك مواطنون شرفاء، ويتحدد الشرف بناءا على إعطائي التأييد والتفويض، من يؤيدني فهو شريف، وشكرا له، وسأحميه، وغير ذلك قد يلجأون للعنف، وأريد توكيلا بالتعامل معهم!!!
* كلام كثير عن الماضي، وقلت للرئيس، وحذرت، ووسطت، وبغض النظر عن الكذب، أو عدم الدقة، فإن هذا الكلام -في غياب الأطراف المذكورة- يبقى بلا قيمة، ولا تدقيق، ولا منطق مقبول!!!
* مدار الخطاب كله على إثارة أحاسيس الخوف، والتشويش على العقول، والهدف يبدو أنه:
من ناحية نوع من الإجهاض لحشود (ضد الانقلاب) المزمعة غدا، وتحسين صورة الانقلاب أمام العالم الخارجي، وربما تحسين صورته هو أمام نفسه، وما قد يهمس به صوته الداخلي، وهو يقتل، ويروع!!
أما المواطنون الشرفاء فسواء نزلوا أو لم ينزلوا فالطغاة يعتبرون دائما أن... السكوت علامة الرضا!!!
فهو قد تدخل بتفويض من شعب 30 يونيو، ليقيم ديكورا كارتونيا ساخرا يغطي به على التلفيق، والتفريق، والقتل، والإجرام!!!
ثم هو يتجاوز الرئيس-الديكور، والحكومة-الديكور، وحركة تمرد-الديكور، وجبهة الإنقاذ- الديكور، وكل الديكور!!
ليمارس بنفسه التحريض المستتر والعلني في ظل الاستفراد بكل أدوات التضليل والتلفيق والتفريق بين الناس!!!
ونزول الناس دعما له، أو عدم نزولهم هو مجرد ديكور، يمكن تلفيقه، ولا أهمية له!!!
الأهم هو التحريض، والتحريش بين الناس، والمزيد من تفريق المصريين!!
لو أننا نقرأ!!! سير الطغاة، وكيف تعمل المخابرات، وكيف هي برامج ما يسمى غسيل الأمخاخ، والسيطرة على العقول!!
من أول:
إن فرعون علا في الأرض، وجعل أهلها شيعا.
اللهم دبر لنا، فنحن لا نحسن التدبير
25 يوليو
ويتبع >>>>>>>>: مسار الثورة: فيما يرى الحالم 28 يوليو.. الطائر
واقرأ أيضاً:
مسار الثورة: إحياء الموتى 22 يوليو.... لم الشمل ..../ مسار الثورة: فيما يرى الحالم 24 يوليو من غير زعل.......