تدمرنا المفاهيم المسبقة عن الأفكار، والأشياء، والأحداث!!
ربما كل واحد فينا هو قلعة من أكبر قلاع المفاهيم المسبقة على وجه الأرض.... حاليا!!
مفاهيمنا المسبقة مسئولة عن مشاعرنا الحالية، بينما لو تحررنا مما تعلمنا!!!
(وأغلبه ردئ جدا، ومنحط -في قيمته العلمية-بالمناسبة)!!
.... لو خلعنا النظارات والقناعات التي أوصلتنا -بالفعل- إلى الحضيض!!
..... لو راجعنا مرة ومرات قيمة ما سبق وأهملناه، أو لم ننتبه، أو لم نصغ إليه!!
لو تجاسرنا على رؤية أنفسنا، ومصارحة أنفسنا، ورؤية ومصارحة بعضنا... بجد، وجديد، لنرى ماذا لدينا من جديد، وهو كثير!! بدون أحكام مسبقة!!!
مصر جديدة، يمكن أن تنهض على هكذا أساس متين!!
في كورس التحليل النفسي الذي أحضره طرح أستاذنا علينا مشروعا نتعاون فيه معا، بحيث يكون أحد مخرجات لقائنا معا، وطرح علينا اختيارين كلاهما ترجمة لأعمال، وربما بعض تعليقات عليها!!
هممت بأن أطرح على المجموعة مقترحا هو أن ننظر فيما يجري حولنا في مصر لا لنسقط عليه مفاهيما وعلوما نفسية مسبقة، ولكن لنفتح تفاعلا منهجيا نرصد فيه ونحلل ونستنتج مع أقل قدر من التحيزات، والأحكام المسبقة!!
وددت لو أن الزملاء في بقية التخصصات -بل كل المصريين- يتحررون من الذي يحسبونه علما تعلموه، بينما -أغلبه- مجرد زبالة تعيق نظرهم لأنفسهم، وواقعهم الحالي!!
وددت لو نتحرر أيضا من زبالة يلقي لنا بها الإعلام وضيوفه، ونحسبها فكرا، أو علما، أو تحليلا، ونذهب نحن في مغامرة أروع لنسكتشف ما يقع فعلا، ونراه حقا، ونتعلم منه عمقا!!
يا قومي، يا أساتذتي، يا أهلي وناسي؛
ألسنا في مختبر إنساني واقعي كبير؟؟
ألسنا بصدد ظواهر واسعة وأنماط بعضها جديد -ربما- وبعضها صادم؟؟
ألسنا بصدد مشاهدات قوية وواسعة، ومشاهد ملحمية عميقة؟؟ وتغييرات فارقة فاصلة؟؟ ومشاعر وتفاعلات داخلية فردية وجماعية؟؟
ألم يأن الأوان أن نتواصل مع أنفسنا، وذواتنا، وبواطن نفوسنا الخافية، فرديا وجماعيا؟؟
ما العلم إذن؟؟ أصلا؟؟ غير الاشتباك مع هذا، في محاوله لاستكشافه، وسبر أغواره؟؟ أم ننضم للنائحين؟؟ أم للمجرمات والمجرمين؟؟
وما الحياة إلا مسيرة تعلم نعوقه بزبالة معتقدات ونواح ومخاوف، مع إنه حين تحرر بعضنا من هذه الزبالة -ولفترة قصيرة- أبهرنا العالم!!
ومن شرف العلم ومسئوليته أقول -كطالب علم- إن إدانة العدوان والقتل لا تكفي، إذ لابد من فضح وملاحقة وتعرية القتلة!!
والتعاطف مع المظلومين وحده لا يكفي، ولا يعفي من مواجهة الظلم بكل السبل العادلة المستقيمة!!
وإن الحياة عقيدة في الخير، وجهاد في سبيل الحق والجمال والنور!
هذه مواسم فرز، فانتصر لإنسانيتك، وما عليك من البهائم!! أو كن معهم، والمرء حيث يضع نفسه!!
ويتبع >>>>>>>>: المشروع الثوري... الثورة والمجتمع والدولة
واقرأ أيضاً:
حالة تسمم في الشارع نتحرك ولكن ببطء/ مسار الثورة لحظة محمد محمود 19/11/2013/ مسار الثورة 7 ديسمبر.... فرصة نادرة !