مقدمة
يستلم الموقع عدة استشارات تتعلق بالصحة النفسية الجنسية ويجيب عليها لتوعية مستخدمي الموقع وتقديم النصيحة الطبية أو الكلامية. لا ينكر أحد بأن هناك استشارات مصدرها الإفراط في الخيال الجنسي لكاتب الاستشارة وليس هناك أبسط من كشف هذه الاستشارات ورغم ذلك يجيب عليها الموقع بصورة حضارية.
هذه الاستشارات خالية من الأذى للقراء ومستخدمي الموقع وتعكس الاضطراب الفكري والتنافر المعرفي الذي يمر به مستشير الموقع. بعبارة أخرى هذه الاستشارات يمكن وصفها بالغير مؤذية والبريئة. ولكن هناك مجموعة من الاستشارات التي لا يمكن وصفها بالبريئة وغير المؤذية وهي القادمة من من له تاريخ اعتداء جنسي على الأطفال. لابد للموقع من تحديد موقفه تجاه هذه الاستشارات.
استشارات عشاق الأطفال
الاستشارات الواردة من عشاق الأطفال او الغلمان نادرة وآخرها تم نشرها في يوم 17 أذار 2014. هذه الاستشارة صادرة من قبل شاب يصف نفسه بالملحد ويسرد تاريخ شخصي وعائلي غير طبيعي. يعترف المستشير باعتدائه الصريح على صغار السن وتوجه جنسي نحو الذكور والإناث. تمت الإجابة عليه والنصيحة بعلاج معرفي سلوكي. ليس من الصعب الاستنتاج بأن هذه الاستشارة ليست من وحي الخيال الجنسي للمستشير، ولا أظن بأن هناك استنتاجا آخر لمثل هذه الاستشارات المنشورة على الموقع منذ عام 2011.
الممارسة السريرية في الطب النفسي لا تختلف عن بقية الفروع الطبية الأخرى بتركيزها على قاعدة لا تعمل أي أذى أولاً First Do No Harm لكن الأذى في الممارسة المهنية للطب النفسي لا تشمل المريض وحده وإنما بقية أفراد المجتمع، وعلى ضوء ذلك هناك حدود معينة لا يمكن فيها احترام خصوصية المريض مثل التفكير والتخطيط للقتل، وهام الغيرة، وأي إشارة لاعتداء جنسي على طفل.
قاعدة عدم احترام خصوصية المريض في إطار الاعتداء الجنسي على الأطفال يجب احترامها وعلى الطبيب البوح بسر المريض إلى فريق حماية الأطفال في دوائر الرعاية الاجتماعية والذين بدورهم يتسلمون مسؤولية حماية الطفل واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. بالطبع يحرص الطبيب على إخبار المريض بأنه سيبوح بسره وإن كان الكثير لا يفعل ذلك ويعلم السلطات المسؤولة حال مغادرة المريض العيادة الطبية النفسية.
المولع بعشق الغلمان لا فائدة من علاجه ولا يوجد أي دليل علمي يسند علاج معرفي أو سلوكي أو ديناميكي لهؤلاء. بعضهم يدعي التوبة ويتزوج أو يصبح داعية دين في مسجد أو كنيسة ويستمر في ممارسة سلوكه بين الحين والآخر. تطرق الموقع إلى مسألة عشق الغلمان بالتفصيل في عام 2013. مهمة المجتمع هو حماية الأطفال منهم فقط ومهمة الموقع يجب أن تكون كذلك أيضاً.
هناك عدة فرضيات لتفسير مراسلة عشاق الأطفال لموقع مجانين أو اشتراكهم بصورة مقنعة في بعض الجمعيات الاجتماعية. الحديث دوماً عن معاناة نفسية يمرون بها لسبب أو آخر ويتم ربطها بالسلوك الجنسي. من خلال الطرح للمعاناة يلجأ عاشق الغلمان إلى استعمال عمليات دفاعية نفسية منها:
٠ إلقاء اللوم على ظروف استثنائية (في نظره) في مراحل الطفولة.
٠ دور الصدف في تورطه في سلوك جنسي غير طبيعي في مراحل الطفولة.
٠ تهميشه من قبل الوسط العائلي.
٠ العجز عن تغيير كيانه وتوجهاته الذي يحملها منذ الولادة.
٠ عدم تفهم المجتمع لظروفه الاستثنائية.
٠ طلب المساعدة والعلاج للتخلص من مشكلته.
يمكن حشر جميع هذه الدفاعات النفسية في أكثر من إطار مثل إزاحة اللوم Displacement من الفرد إلى ظروف أخرى، استعمال العقلنة Intellectualization لتبرير السلوك، الإيثار المخادع Pseudo-altruism ، وأكثر من ذلك.
المراجعة السريرية لعاشق الغلمان لا تختلف عن بقية المراجعات في تركيزها على علاج الاضطرابات العقلية من اكتئاب وفصام وقلق وغيرها. أما علاج التوجه الجنسي نحو الأطفال فلا يمكن أن يحدث إلا ضمن إطار قانوني مهمته حماية الآخرين من المراجع. أما أن يراجع عاشق الغلمان الطبيب النفسي ليتخلص من توجهه الجنسي فعلى الطبيب أن يحرص على إخبار من يراجعه بأن حماية الآخرين قبل حمايته. دون ذلك يمكن حصر الاستشارة في إطار واحد وهو خداع النفس Self-Deception ، وهو خداع المريض لنفسه، خداع الطبيب النفسي لنفسه وخداع المريض للطبيب وبالعكس.
معضلة الموقع
يصعب على الموقع تحديد وظيفته عند استقبال هذه الاستشارات والإجابة عليها. يمكن القول بأن الموقع يستهدف نشر التوعية حول هذه الظاهرة الاجتماعية المرضية وربما إرشاد عاشق الغلمان وتوعيته. ولكن هناك احتمالا آخر وهو استخدام الموقع من قبل عاشق الغلمان للتعبير عن مشاعره وعواطفه ضامناً عدم مقدرة الموقع على البوح بسره وكشف هويته. بعبارة أخرى يمكن وصف استعمال الموقع من قبل عاشق الأطفال بجولة علاجية كلامية يستفيد منها المستشير فقط. أما مهمة حماية المجتمع من عاشق الأطفال فهي بلا شك وظيفة لا يقوى الموقع على القيام بها في هذه الاستشارات رغم أن حماية الآخرين هي مهمة الطبيب الأولى والأخيرة في التعامل معهم.
هناك احتمال آخر وهو أن مستشير الموقع يستخدم الموقع في كسب عطف القراء والمجتمع لعشاق الأطفال وطرح سيرته ومعاناته بأسلوب دراماتيكي حتى يتصور البعض بأن المعتدي هو ضحية الظروف والمجتمع ويجب احتوائه مع بقية الأفراد لإخلاصه النية في العلاج. يتظاهر عاشق الغلمان أحياناً بتوبته ويستغل هذا العطف لغض النظر عنه منتظراً الفرصة لاصطياد فريسته مستقبلاً.
خدع الطب النفسي نفسه بعلاج أنواع الخطل الجنسي ولكن هناك حقيقة واحدة يجب أن يدركها الجميع وهي أن عشاق الأطفال لا يمكن علاجهم ومهمة الطبيب الأولى والأخيرة هي حماية الأطفال منه ولكن ليس باستعمال خرافة علاج نفسي ولكن بتنبيه المجتمع لوجودهم وإلقاء مهمة احتوائهم على جهات أخرى.
على ضوء ذلك لابد من غلق باب الاستشارات لأي مستشير من عشاق الأطفال مهما كانت ذريعته.
المصادر
يرجى الضغط على الارتباط التشعبية ضمن المقال.