وصمـــة الأطبـــاء النفسانييــــن
الـــرأي العـــــام
الصورة العامة للأطباء النفسيين سلبية وتستند إلى حد كبير على معلومات غير كافية حول تدريبهم وخبراتهم و أهدافهم.
على سبيل المثال، غير معروف على نطاق واسع أن الأطباء النفسانيين هم أطباء، وأن مدة تدريبهم يتم التقليل من شأنها (233-235 6,182). وهذا يعزى لتدني مركزهم بين الأطباء (236) والأكاديميين (235) والعاملين فى مجال الصحة النفسية (237). دراسات عديدة قررت أن الفرق غير واضح بين مختلف تخصصات الصحة النفسية، لا سيما بين الأطباء النفسانيين والأخصائيين النفسيين (233,237,238). وأفادت دراستين فقط أن المشاركين فى البحث كانوا قادرين على التفريق بين تخصصات الصحة النفسية (6,235). الأطباء النفسانيين متهمون أيضا بالاعتماد كثيرا على الأدوية (239). وفي حالة وجود مشكلة من مشاكل الصحة النفسية، غالبا ما تقدم المساعدة من أحد المقربين (25,27,34) أو طبيب الأسرة (241-242) بدلاً من العلاج الذي أوصى به الطبيب النفسي. ومع ذلك، أقلية صغيرة فقط من عامة الناس أيدت الصورة النمطية بأن "الأطباء النفسانيين عديموا الفائدة" (22,236,237,243).
هناك تنافس بين القوالب النمطية الخاصة بالأدوار المهنية للأطباء النفسيين (244,245). و من ناحية اخرى، هم غالباً ما يعتبرون "عوامل أو أدوات للقمع" هدفهم ضمان السلوك الممتثل (244) ومع ذلك هم أيضا يمكنهم " أن يفهموا عقول الناس" (18). وأحياناً هناك تلميح ان الاطباء النفسيين لا يريدون حقا أن يفهموا مرضاهم وإنهم عدائيين تجاههم (6,107). من ناحية أخرى ينظر أحيانا الى الأطباء النفسانيين على إنهم أوراكليس أو عرافين أو منقذو المحبة أو الود، مع توقعات مبالغا فيها حول قدرتهم على نجاح العلاج والشفاء (244).
ادراك خاطئ آخر حول الأطباء النفسانيين تتعلق بدورهم في المحاكم كخبراء يدلون بشهاداتهم حول الصحة النفسية للمتهمين. وكثيرا ما يساء فهم تفسيراتهم لسلوك المدعي عليه وتوصف تفسيراتهم بإنها "تخلق ثغرات للمجرمين" (246,247). وفي هذا السياق، أعرب المجيبين عن انخفاض ثقتهم في قدرة الأطباء النفسيين على الكشف عن الجنون القانوني. وبالمثل، تم التلميح إلى أن شهادة الأطباء النفسانيين الشرعيين لا تستند إلى الخبرة المهنية ولكن تتم بدافع المصلحة المالية (219,248,249). ومع ذلك، رفض أغلبية المحامين والقضاة تلك الصورة النمطية عن الكفاءة المنخفضة (250).
وظهر فى الادب ثلاث صور نمطية أخرى تصف الاطباء النفسيين، وأشارت إلى الجنون والغرابة والسوء. ويمكن القول أن أكثرها شيوعاً كانت عن الطبيب النفسي الذي يعاني من مشاكل فى الصحة النفسية (18,233,239,251). ومع ذلك، لم نجد دراسة واحدة تقدم أدلة تجريبية مباشرة على أن الجمهور يؤيد فعلا هذه الفكرة الشائعة. في مسح سكاني (236) الاغلبية وصفوا الأطباء النفسانيين بأنهم مفيدون وجديرون بالثقة، إلا أقلية وصفوهم بالالتواء و عدم الشفافية.
لكن عندما أعطيت الفرصة للاختيار بين مختلف المتخصصين في مجال الصحة النفسية، أفاد المشاركون فى دراسة إستقصائية فى أستراليا إنهم يشعرون براحة أقل حين التحدث مع الأطباء النفسانيين وتم تصنيفهم أنهم الأكثر غرابة (237). وأخيراً، ينظر الى الأطباء النفسانيين على أنهم خطرين ومتلاعبين (107,252)، ويستغلون مرضاهم ويسيئوا استعمال سلطتهم (51)، حتى إلى حد محاولة الحصول على خدمات جنسية.
طــلاب الطــب، والعامليـــن فــي مجـــال الصحــة
يذكر طلاب الطب كثيرا سماع التصريحات السلبية، والمستخفة بالأطباء النفسانيين من المعلمين في المعاهد الطبية وخلال الكتابة (112,120). وهى تقوم على فكرة أن "الأطباء النفسانيين يجب أن يكونوا مجانين لأنهم قادرين على التعامل مع الناس المجانين" (244) أو "العمل مع الأشخاص المجانين يؤدى بك الى الجنون" (120) طلاب الطب في بعض الأحيان يتصوروا أن الأطباء النفسانيين غير مستقرين عاطفيا أو عصابيين أكثر من سائر االتخصصات الطبية الأخرى (65,94,97,253). وطلاب الطب قد يروا أن الأطباء النفسانيين غرباء، وغامضون، ومشتتوا التفكير الذي عادة ما يكون معقدا ويصعب فهمه (79,94,253,254).
فى المجتمع الطبي، مكانة الأطباء النفسانيين عادة ما توصف بالمنخفضة. بعض المؤلفين يشير إلى وجود "عدم الاحترام للأطباء النفسيين فى المجتمع الطبي" (120)، الذي يتبنى الصور النمطية للأطباء النفسانيين على انة شخص "غير متأكد وغير فعال وعديم الفائدة وغير مفهوم" (244).
هذا التصور عن الأطباء النفسيين انهم "أطباء ليسوا حقيقيون" ينعكس أيضا في طبيعة خطابات الإحالة من أطباء الأسرة للأطباء النفسانيين والتى نادراً ما تحتوي على معلومات حول الأعراض الجسدية (255). ومع ذلك، يعترف الأطباء أن الأطباء النفسانيين يمكنهم مساعدة الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية وإنهم يمتلكون الخبرة المناسبة (256). وذكر الأطباء أيضا أنهم يقدروا الأطباء النفسيين الإستشاريين وقد يرغبوا فى أخذ المشورة منهم (257-259)، ولكن لايرغبوا أن يكونوا خاضعين علاجيا لهم على المدى الطويل (250,261). وعلى الرغم من هذه الاتجاهات الإيجابية، ينظر 35 % من الأطباء غير النفسيين للاطباء النفسانيين على انهم عاطفياً أقل استقرارا من الأطباء الآخرين، ونسبة 51 % تراهم كالعصابيين (256).
من ناحية أخرى، الأطباء النفسانيين قدروا أنفسهم بألاكثر استبطانا والأقل سلطوية، والأكثر ثقافة ونضجا من زملائهم الاطباء ونسبة 77% منهم لا تتفق مع فكرة أنهم كانوا أكثر عصابية. غير أن الأطباء النفسانيين كانوا على علم جيد بصورتهم السلبية (246,256,262).
الأطباء النفسانيين يبدو عموما أنهم يلاقون قبولا جيدا من جانب سائر مهنيي الصحة النفسية الأخرين (263,264). علماء النفس، والممرضات والأخصائيين الاجتماعيين كان تقييمهم للأطباء النفسيين متساوى مع التخصصات المهنية الأخرى في القدرة، وأن كان دائماً تقييمهم للأطباء النفسيين إنهم أقل دفئا (265).
المرضــــى وذووهــــم
مواقف المرضى وأقاربهم، متناقضة. ورضائهم عن أداء ألاطباء النفسانيين يميل إلى أن يكون مرتفعا (196,198) ومواقفهم تصبح أكثر إيجابية خلال فترة العلاج في المستشفيات (161). وكثيرا ما يعربوا عن قلقهم إزاء الفرص المتاحة وما يصاحبها من ضيق الوقت بالنسبة للمحادثات المركزة المرتبطة بها التي توجد داخل مراكز الرعاية النفسية (196, 266-269). وقد وصف بعض المرضى،الاطباء النفسيين بالمسيطرين (267) وبعض أقارب المرضى وصفوهم بالمتعجرفين (268). ستريهلوو وبيسيور ستريهلوو (270) وجدوا أن عدم المعرفة بخبرات الأطباء النفسانيين والمواقف السلبية أدت بالآباء الذين لديهم أولاد مصابين بمشاكل في الصحة النفسية إلى أن يختاروا اللجوء للأطباء النفسيين فقط كحل أخير.
وسائـــل الإعــــلام
العديد من الصور النمطية السائدة لدى عامة الجمهور عن الأطباء النفسيين يمكن أيضا العثور عليها فى الطريقة التي تصور الأطباء النفسانيين في وسائل الإعلام. على سبيل المثال، يصور الأطباء النفسيين كغير متعاونون، وغير قادرين على توفير العلاج الفعال (128,224)، وغير قادرين على تعليل أو التنبآ بسلوك المرضى (271). وعلاوة على ذلك، المصلحات الطبية والمهنية للأطباء النفسانيين يتم استخدمها بشكل متكرر (107). يصور الطبيب النفسى بالخبيث و المسيطر(272)، موظف الدولة الظالم (227)، الحالة التى كانت معتادة في النصف الأول من القرن الماضي (228). في السنوات التي تلت ذلك، تطورت الأنواع المختلفة من الأطباء النفسانيين.
على سبيل المثال، شنايدر (273) ميز بين الدكتور دبي والدكتور الرائع والدكتور الشرير، و تمثل الصور النمطية للطبيب النفسي المجنون والطبيب النفسى المعالج الممتاز والطبيب النفسى المستغل ، والذى ينتهك الحدود. وقد اقترح تصنيفات مماثلة على أساس من تحليل الأفلام (226). عادة السمات الإيجابية للأطباء النفسانيين تتضمن إنه متاح دائما لمرضاه (228). بمراجعة واستعراض الأفلام الأمريكية التى تم تحليلها (274) وجد أن الأطباء النفسانيين كانوا يصورون في نصف الأفلام على أنهم متعاونين وودودين، وفي النصف الآخر على إنهم خبيثاء وإنهم ينتهكوا الحدود .
التدخلات لمكافحة وصمة الطب النفسي والأطباء النفسانيين
كشف استعراضنا للمقالات التى تتناول موضوع وصمة الطب النفسي ووصمة الأطباء النفسانيين ندرة البحوث المتعلقة بتطوير وتقييم التدخلات المناسبة لمكافحة الوصمة. وسوف نعرض نتائج هذه الدراسات القليلة الخاصة بالوصمة تجاه الطب النفسي، وتجاه الأطباء النفسانيين كل على حدة.
التدخلات لمكافحة وصمة الطب النفسي
وفيما يتعلق بالوصمة نحو العلاج النفسي، هناك بعض الأدلة على أن تحسين معرفة الناس بالاضطرابات النفسية أثناء "دورة إلاسعافات الأولية في الصحة النفسية" يحسن عموما التوافق مع العلاجات الموصى بها (275).
وهناك أيضا بعض الأدلة على أنه يمكن تحسين المواقف تجاه المراكز المجتمعية العلاجية بتوفير معلومات حول الاضطرابات النفسية وعلاجها، فضلا عن الاتصال مع الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النفسية (276). بتاجاليا وآخرون (277) وجدوا أن المحاضرات الخاصة بمواضيع الصحة النفسية والتي يلقيها الطبيب النفساني لطلاب المدارس الثانوية لا تحسن فقط المعرفة بالصحة النفسية، ولكن أيضا تحسن المواقف التى تسعى للمساعدة والتقدير للأطباء النفسانيين، ربما لوجود مزيد من الألفة.
تغيير صورة الطب النفسي في وسائل الإعلام شرط هام لتغيير الرأي العام، ولا سيما بنشر توقعات واقعية حول طرق العلاج ونجاحها (234,239). ستيوارت (278) يقترح ظهور وتواجد الأطباء النفسيين وكذلك المرضى فى وسائل الإعلام لتقديم صورة أكثر دقة عن العلاجات النفسية ومستهلكيها
التدريب الإعلامي للأطباء النفسيين والعاملين بمجال الصحة النفسية قد يزيد من مصداقية ومقبولية رسالتهم. تدخلات محددة تهدف إلى تحسين العلاقة بين الأطباء النفسانيين ووسائل الإعلام ذكرها كوتنر وبرزين (279). تعتمد على فكرة أن الشعور بعدم الأمان فى المقابلات الإعلامية الحوارية يمكن أن يأتى عبر الغطرسة، وقد وضعا برنامج تدريبى محدد خاص بالإعلام. وفي حلقات العمل مع مجموعات من ستة من الأطباء النفسيين المقيميين ، أعطيت معلومات حول وسائل الإعلام و دورها وتم التدريب على ممارسة مهارات التواصل وتقديم العرض عن طريق تمثيل الأدوار. وقد إدعى صاحبا التجربة نتائج إيجابية بالتدريب، على الرغم من عدم وجود تقييم رسمي للتجربة.
معظم التدخلات الرامية إلى تعديل مواقف طلاب الطب حول الطب النفسي تركز على إجراء تغيرات في طرق التدريس والمناهج الدراسية في كلية الطب. الدراسات المقارنة للأنماط المختلفة من التعليم (مثل التدريس التقليدى مقابل التدريس على أساس المشكلة) فشل في إظهار ميزة لأسلوب واحد على آخر (55,67,72) وفقا لدراسة سينغ وأخرين (67) قرروا أن إكتساب المعرفة،. وإدراك الإمكانيات العلاجية للتدخلات النفسية والاتصال المباشر بالمريض يمكن أن يحسن المواقف ويعزز الجاذبية للطب النفسي كخيار وظيفي.
نهج واحد محدد وصفه كودين وتشيشولم (280) يهدف إلى تصحيح التصورات الخاطئة بأن العلاج النفسي غير فعال. وهى عبارة عن ندوة دراسية مشتركة فى الطب النفسي تظهر التحسن فى الأشخاص المصابين بالفصام يقوم بالندوة الأطباء الإخصائيين النفسيين و مرضى الفصام ، أدت إلى تصورات أكثر مواتاة عن علاج الأمراض النفسية. ويقول لامبرت وأخرين (136) أن معالجة الصورة السلبية عن الطب النفسي ينبغي البدء بها في كلية الطب وأن تستمر مع تدريب صغار الأطباء ، و ذلك من أجل أن يبقى الأطباء فى تخصصهم بالطب النفسى. علاوة على ذلك، لتفادي إساءة الإختيار، ينصح بأن طلاب الطب المهتمين بالطب النفسى يجب ان تواتيهم الفرصة لكسب مزيد من الخبرة في التدريب النفسي قبل الإستمرار في الطب النفسي كمستقبل وظيفى.
التدخلات لمكافحة وصمة الأطباء النفسانيين
لم نتمكن من تحديد أي دراسات تصف التدخلات اللازمة التي تستهدف على وجه التحديد الوصمة والتمييز تجاه الأطباء النفسانيين. ومع ذلك، كانت هناك عدة توصيات بشأن كيفية تغيير صورتهم السلبية، تم التركيز فيها على تطوير علاقة إيجابية مع وسائل الإعلام. وهذا يشمل المشاركة النشطة للأطباء النفسيين في تدفق المعلومات (233) وتوفير معارف الخبراء بشأن قضايا الصحة النفسية (281) وحالات الطب الشرعي (282).
رابطة كويبك للطب النفسى وضعت توصيات بشأن كيفية تحسين صورة الأطباء النفسانيين وذلك بالاستعانة بشركة الاتصالات. وتشمل استراتيجياتها ظهور الأطباء النفسيين بصورة أكبر في وسائل الإعلام والإستجابة للاحتياجات العامة والأحداث الهامة وزيادة رؤية الأطباء النفسانيين في المجتمع (283). ويقولون أيضا أن الأطباء النفسانيين ينبغي لهم الرد علنا على الانتقادات الموجهة لمهنتهم. يوصي أيضا فيليكس (284) وديفيدسون (285) بظهور أكثر مع التوجه للمجتمع ، وأيضا إقترحا العمل التطوعي كنهج هام وأفضل للاعتراف أو التقدير المجتمعى العام.
من أجل الحد من الوصمة داخل مهنة الطب النفسي، من المستحسن معالجة الوصمة في تعليم الطب النفسي (120)، بتقديم وإعطاء صورة أكثر دقة عن الطب النفسي كتخصص وتوفير قدوة لطلبه الطب (94,176,286). ولعمل علاقة أكثر إيجابية مع الأطباء النفسيين المدربين، يوصى بعمل تشاور وعلاقة اتصال طبى مباشر مع الطبيب النفساني (287). وفي هذا الصدد، من المهم أن يبقى الطبيب النفسي "طبيب اولا، وأخصائي نفسى ثانيا"، مع أن يكون لديه المعرفة الطبية السليمة (176,288). ويتقرح كلا من سبيسل وكوردينج (289) بأن يكون هناك توافر لوسائل الإتصال ولخدمة التشاور الطبى بين أطباء الأسرة والأطباء النفسيين للحد من التأخير في الإحالات. وعلاوة على ذلك إقترحوا عمل حلقات دراسية لأطباء الأسرة موجهة نحو الممارسة الإكلينيكية بهدف إطلاعهم على الأمراض النفسية و أيضا عن الخدمات الطبية النفسية المتاحة، فضلا عن التعليم المستمر في سياق خدمة الإتصال والتشاور الطبى مع الطب النفسى.
التوصيـــات
استعراضنا الأبحاث المنشوره عن وصمة الطب النفسي والأطباء النفسانيين ولم نجد سوى عدد قليل جداً من المقالات الخاصة بالأبحاث المتعلقة بتقييم وتطوير التدخلات الرامية إلى الحد من هذه الوصمة. وأشارت النتائج الرئيسية إلى أهمية التعاون الوثيق مع وسائل الإعلام.
وفي هذا الصدد، ظهر أن تحسين العلاقة بالمجتمع والرأى العام ، وإدراج الأطباء النفسيين في وسائل الإعلام كخبراء في القضايا النفسية، فضلا عن تنظيم حلقات عمل للأطباء النفسانيين بشأن كيفية التعامل مع وسائل الإعلام، أثبتت فعاليتها في الحد من وصمة الطب النفسي والأطباء النفسانيين. وعلاوة على ذلك، وسائل الإعلام تلعب دوراً هاما في توفير المعلومات وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول العلاجات النفسية ومراكز الخدمات النفسية وعمل الأطباء النفسانيين.
والنتيجة الثانية الرئيسية التى تتعلق بتحسين صورة الطب النفسي والأطباء النفسانيين كانت من خلال الجمع بين المعلومات والإحتكاك و الإتصال مع الأشخاص المصابين بمرض نفسى.
فيما يتعلق بمواقف طلاب الطب ومعالجة الوصمة والمفاهيم الخاطئة عن الطب النفسي لابد من توافر مناهج محددة أثناء التدريب الطبي، وأيضا تحسين التعليم في الطب النفسي.
أيضا على أساس خبرة الجمعية العالمية للطب النفسى من برنامجها العالمى لخفض الوصمة و التميز تجاه مرض الفصام (290-293)، توصي الجمعية العالمية للطب النفسى بالإجراءات التالية لمكافحة وصمة الطب النفسي والأطباء النفسانيين.
توصيات للجمعيات الوطنية للأمراض النفسية
المنظمات الوطنية للامراض النفسية ينبغي لها تحديد أفضل الممارسات في الطب النفسي و تطبيقها بنشاط على نظام الرعاية الصحية النفسية.
بالإضافة إلى نشر مبادئ توجيهية مناسبة حول أفضل الممارسات فى الطب النفسى، كما ينبغي على مؤسسات الطب النفسي إيجاد السبل المناسبة لإدخال الطب النفسى في المناهج الطبية الدراسية وجعل التدريب العملى على استخدام المعلومات جزء أساسي من التعليم العالي في الطب النفسي. كما ينبغي معرفة الجمهور حقيقة أن هناك مبادئ توجيهية مناسبة لأفضل الممارسات فى الطب النفسى، وإنها يجري تطبيقها.
ينبغي أن تكفل مؤسسات الطب النفسي اتخاذ إجراءات سريعة في حالات انتهاكات حقوق الإنسان في الممارسة العملية النفسية أو فى البحوث المتصلة بالطب النفسي، ووضع تقارير واضحة عما أتخذ من إجراءات.و ينبغي على مؤسسات الطب النفسي أن تركز على تطوير تقنيات تسهل مراقبة الجودة لممارسة الطب النفسي وعلى استخدام هذه التقنيات على نطاق واسع. كما ينبغى عليهم في الاتصال مع الحكومات تقديم تقاريهم بإنتظام عن الإنجازات العلمية، والنجاح في توفير الرعاية للأشخاص المصابين باضطرابات نفسية. وينبغي على مؤسسات الطب النفسي أن تعمل تجاه الشفافية التامة في علاقتها بمجالات الصحة ذات الصلة.
المنظمات النفسية الوطنية، بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية ذات الصلة، ينبغي عليها تنقيح المناهج الدراسة الجامعية والدراسات العليا فى التدريب الطبي.
هناك أدلة من عدد من البلدان أظهر بها طلبة الطب أراء متدنية بخصوص الطب النفسى وفيها إختار الطب النفسى كتخصص بعد التخرج عدد قليل من الطلبة . وكما أظهر استعراضنا للأدلة فإن هذا جزئيا نتيجة لتأثير المعلمين فى التخصصات الطبية الأخرى الذين يحملون وجهة النظر هذه وفي جزء آخر إلى الطريقة التى يقدم ويدرس بها الطب النفسي لطلبة الطب في معظم البلدان. توجد هناك طرق تدريس متعددة يمكن أن تجعل من تخصص الطب النفسى أكثر جاذبية ، ولكن لا تستخدم على نطاق واسع. وهى تشمل التعليم المكثف للمهارات (تلك التي يمكن استخدامها في التعامل مع المرض النفسى، بالإضافة الى الممارسة الطبية عموما)، الاتصال مع الناس الذين عولجوا من المرض النفسي وتعافوا، مشاركة أفراد عائلات المرضى كمدربين أو معلمين فى العلاج الروتينى للمرض النفسى والإعاقة في المجتمع، التعرض للرعاية المجتمعية الناجحة فى علاج المرض النفسى ،استخدام المدارس الصيفية وتبادل البرامج لزيادة جاذبية الطب النفسي، وتحقيق تكامل أفضل بين تدريس الطب النفسي مع طب الاعصاب والعلوم السلوكية.
مهارات العرض والاتصال، للعمل مع وسائل الإعلام والمكاتب الحكومية، له أهمية كبيرة في تطوير خدمات الصحة النفسية بالإضافة الى تغيير صورة الطب النفسي، فى الوقت الحاضر هذه المهارات لاتدرس إلا نادرا. تدريب طلبة الدراسات العليا لابد أن يحتوى على تدريس نشأة الوصمة للمرض النفسى وطرق مكافحتها.
ينبغي على الجمعيات الوطنية للأمراض النفسية توثيق الصلات والتعاون مع الجمعيات المهنية الأخرى، ومع المريض والجمعيات الأسرية والمنظمات الأخرى التي يمكن أن تشارك في توفير الرعاية الصحية النفسية وإعادة تأهيل المرضى النفسيين.
صورة الطب النفسي والأطباء النفسانيين تعتمد إلى حد كبير، على رأي غيرهم من الأخصائيين الطبيين، وعلى إدراك مدى انضباطهم من أولئك الذين يتلقوا خدمات الطب النفسي. غالباً ما تكون الجمعيات النفسية ذاتً صلات ضعيفة بالجمعيات المهنية الأخرى ومنظمات المرضى وذويهم، وكثيرا ما تكون العلاقة متعارضة. القيام بمشاريع مشتركة (مثلاً كالبحث عن تواجد او تزامن بين الاضطرابات النفسية والبدنية معا) والتعاون مع المريض ومنظمات الأسرة في إيجاد مبادئ توجيهية ومعايير للممارسات الطبية، قد يقلل ذلك من الفجوة الموجود حاليا كما قد يسهم في تحسين صورة الطب النفسي.
التعاون مع المريض ومنظمات الأسرة يمكن أن يسهم أيضا في الجهود الرامية إلى جعل الخدمات النفسية أكثر كفاءة وسهلة الاستعمال. الخبرة التي لدى بعض البلدان في هذا الصدد (على سبيل المثال، الإختيار المشترك للمسؤول يمكن أن يساعد على حل المشاكل المستجدة الناشئة في خدمات الصحة النفسية والأخذ بعقد اجتماعات منتظمة لممثلي المريض والمنظمات الأسرية وقادة من برامج الصحة النفسية) قد يقلل من الصراعات ويوفر فرصاً للاتصال والتعاون.
التعاون المشترك مع المدارس ورابطة المعلمين وأيضا الجمعيات مثل نادى الروتارى من الممكن أيضا أن تسهم فى الحد من وصمة الطب النفسي. وينبغي على الجمعيات الوطنية للأمراض النفسية أن تسعى إلى إنشاء والحفاظ على علاقات عمل سليمة مع وسائل الإعلام.
دور وسائل الإعلام في تشكيل مواقف الرأى العام لة أهمية متزايدة. المعلومات التي لدي وسائل الإعلام عن ممارسة الطب النفسي غالباً ما تكون ناقصة أو قديمة. الجمعيات الوطنية للأمراض النفسية ينبغى أن تدرس طرق مختلفة يمكن أن توفر معلومات حديثة وتطور علاقات العمل مع وسائل الإعلام، بما في ذلك حلقات العمل، والنشرات الإعلامية المنتظمة، والنشرات الصحفية، ومشاركة ممثلي وسائل الإعلام في التخطيط للخدمات والطرق الأخرى المناسبة للبلد.
توصيات لقادة الخدمات النفسية والأطباء النفسانيين كأفراد
الأطباء النفسانيين يجب أن يدركوا أن سلوكهم يمكن أن يسهم فى وصمة الطب النفسي كتخصص وانفسهم كممثلين له.
سلوك الأطباء النفسانيين في تلك الممارسة السريرية لة أهمية حاسمة بالنسبة لصورة الطب النفسي والأطباء النفسانيين. تشمل العناصر التى بحاجة إلى اهتمام خاص:
أ) تنمية علاقة احترام مع المرضى وأقاربهم ؛
ب) البقاء على علم بما أحرز من تقدم فى البحوث النفسية والممارسة الإكلينيكية وتنفيذها في الممارسة السريرية ؛
ج) التقيد الصارم بالمبادئ الأخلاقية في توفير الرعاية وفي تنظيم الخدمات ؛
د) التعاون مع سائر الأخصائيين الطبيين والعاملين في مجالات الصحة، فضلا عن سائر المهنيين العاملين في مجال الرعاية للمصابين باضطرابات نفسية.
شكروتقدير
المؤلفين يودون أن يشكروا السيدة م. ماريكويكا، والسيدة ك. سامجيسكي، والسيدة ب. سلمان لما قدموه من المساهمات للورقة ومساعداتهم المفيدة
*جمعية تحسين برامج الصحة النفسية، جنيف، سويسرا1؛قسم الطب النفسي و العلاج النفسي، جامعة هينريش-هين، دوسيلدروف، المانيا2;جامعة كوينز، كينجستون، كندا3;قسم الطب النفسي، مركز كانتو الطبى، جامعة طوكيو، اليابان4;المكتب الاقليمى الاوروبى لمنظمة الصحة العالمية، كوبنهاجن، الدنمارك5;قسم الطب النفسي، المستشفى الجامعى، ايبادان، نيجيريا6;جامعة ساوباولو الفيدرالية، البرازيل7;المركز الثقافى للطب النفسي، عيادة الطب النفسي، ريجشوسبتاليت، كوبنهاجن، الدنمارك8;المعهد الوطنى للصحة النفسية، قسم الصحة النفسية للكبار، طوكيو، اليابان9;قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية، جامعة لويسفيل، ك ى، الولايات المتحدة الامريكية10.
**تمت الترجمة العربية بواسطة الجمعية المصرية للطب النفسي
المراجع الأجنبية:
واقرأ أيضًا:
الوصمة / المسلسلات النفسية ووصمة المرض النفسي / الطب النفسي والمريض العربي...تجربة شخصية / أصول الخلاف بين النفسانيين وثقافة مجتمعاتنا (3) / وصمة المرض النفسي : ليست من عندنا!