تحتاج مواجهة التطرف والإرهاب العمل على مستويات متعددة، وبتعاون مؤسسات كثيرة رسمية ومدنية، لتحيط بالمستويات المتعددة لقضية التطرف نفسيا واجتماعيا واقتصاديا وفكريا ودينيا وأمنيا وسياسيا، وفيما يلي بعض الأفكار العملية المختصرة جدا والتي قد تفيد في مواجهة العقل المتطرف الذي يعتبر المخزون الاستراتيجي للعمليات الإرهابية :
• إنشاء موقع إلكتروني أو صفحة على الفيسبوك تحت عنوان "العائدون من محاضن التطرف"، يذكر فيه العائدون من داعش والقاعدة وغيرهما قصص انضمامهم ثم تجربتهم ولماذا وكيف قرروا العودة ويتبع ذلك تعليقات من المتخصصين في العلوم النفسية والاجتماعية والدينية، على تلك الحالات على أنها دراسة حالة يمكن تحليلها والاستفادة منها في تخطيط جهود الوقاية والعلاج لظاهرة التطرف.
• إنشاء موقع إلكتروني أو صفحة على الفيس بوك للتحاور مع ذوي الأفكار المتطرفة، ويتم ذلك بواسطة عدد من علماء الدين وعلماء النفس والاجتماع والسياسة، والمفكرين من كافة الاتجاهات، وليكن عنوانه "أسمعك وتسمعني" أو "أفهمك وتفهمني" أو "تعالوا إلى كلمة سواء" أو "الحوار بديلا للعنف" ... أو أي عنوان آخر.
ويستحب أن تكون تلك المواقع تحت إشراف وإدارة مشيخة الأزهر أو دار الإفتاء المصرية، ويكون لديها من سعة الصدر ما تستطيع به أن تتلقى كافة الأسئلة والاستفسارات المتطرفة وحتى الهجومية، وأن ترد عليها بشكل متحضر فتكون نموذجا للتقبل والتسامح على الرغم من شطط الطرف الآخر.
• عدم التعامل مع أصحاب الفكر المتطرف على أنهم مجرمين فهذا يوسع دوائر التطرف وينقله إلى الإرهاب، فالتطرف يمكن أن يكون مجرد فكر أو معتقد مغالى فيه أو منحرف عن الصواب يحتاج للمناقشة والتحليل ما لم يمارس العنف، وهذا يعطي فرصة لسحب أعداد كبيرة من المتطرفين بعيدا عن دوائر العنف والإرهاب.
• ترشيد الخطاب الإعلامي المحرض والمستفز والعدواني والذي يستجلب المزيد من الأعداء للسلطة والمجتمع كل يوم خاصة من الرموز الإعلامية المجروحة والمرفوضة .
• عقد ندوات مفتوحة في النوادي ومراكز الشباب لمناقشة الأفكار المتطرفة على أن تضم هذه الندوات عدد من المتخصصين في العلوم الدينية والنفسية والاجتماعية والسياسية والفكرية والثقافية والأمنية.
• إتاحة الفرصة لعدد من المتخصصين في العلوم النفسية والاجتماعية للقاء مباشر مع عدد من المتورطين في أعمال عنف بناءا على أفكار متطرفة وذلك للتعرف على الخريطة الذهنية لهم وكيف اندفعوا في هذا الطريق، وربما يتم عمل دراسات علمية منضبطة عليهم تفيد المجتمع في معرفة عوامل الخطورة لظاهرة التطرف، حيث لا توجد حتى الآن أي دراسات علمية منضبطة للظاهرة، وأن التعامل معها ينحصر في الدوائر الأمنية فقط .
• عمل مشروع لاستقبال العائدين من التطرف، وتهيئة الفرصة للحوار معهم، وفتح مجالات للدراسة والعمل تحميهم وتحمي غيرهم من الانخراط مرة أخرى في التطرف، وهذا ما قامت به السعودية في الفترة الأخيرة في مشروع "المناصحة" وأثنت عليه وقدرته الكثير من المؤسسات الدولية حيث يحمل توجها علاجيا وليس عقابيا لأصحاب الفكر المتطرف.
• احتواء الشباب في مشروعات تنموية وفي أحزاب سياسية نشطة وفاعلة وفي مؤسسات فكرية وثقافية متعددة حتى لا نتركهم نهبا للجماعات المتطرفة تجندهم لحسابها وتنجح في ذلك نتيجة حالة الاغتراب والإحباط والبطالة التي يعيشها الشباب.
• عمل مناظرات تليفزيونية ومحاورات مع المتطرفين في السجون (على غرار تلك التي كان يقوم بها الإعلامي حلمي البلوك في السبعينيات) بمشاركة كبار العلماء المعتدلين والمحايدين وذوي القبول من الشباب وغير المحسوبين على السلطة أو المعارضة.
• تدريب فريق من الشباب (مائة شاب على الأقل كل شهر) للتحاور مع الشباب في الأندية والمدارس والجامعات والمعسكرات حول موضوعات التطرف والإرهاب.
• عدم انتهاك حقوق الإنسان أثناء الاشتباه أو الحبس الاحتياطي أو الاعتقال أو السجن لأن هذا يعطي شحنة هائلة لمزيد من التطرف والإرهاب. وحين تلتزم الجهات الأمنية بتطبيق القانون واحترام حقوق الإنسان وهي تؤدي عملها فإن هذا يخرجها من وضع الخصومة الذي يضعها في دائرة الانتقام المتكرر والثأر المتصاعد.
• الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومحاربة الفساد وتحسين أحوال الناس، فالتطرف لا ينطلق فقط من قواعد دينية وإنما ينطلق أيضا من قواعد نفسية واجتماعية وسياسية تحتاج لوضعها في الاعتبار.
• تنقية المقررات الدراسية في المدارس والجامعات المختلفة من كافة الموضوعات التي تشكل جذورا أو فروعا للفكر المتطرف.
ويتبع >>>>>: تشريح العقل المتطرف
واقرأ أيضًا:
إنت ماحدّش بيعملّك حساب! / لماذا يعشق الناس الكرة ؟
التعليق: وصلنا هذا التعليق من حساب "فتى الأدغال" عبر بوابة الاستشارات ونقلناه هنا:
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى (( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون * ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون) وقال تعالى (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين) * إن الحرب بين أهل الإسلام والكفر قائمة منذ أن خلق الله تعالى الإنسان وستستمر إلى قيام الساعة حيث قال الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم في الحديث عند مسلم :- [ لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة ] ، ولكنه يخرج علينا بين كل حين وآخر أناس يجادلون عن الكفر وأهله ويلبسون على الناس أمر دينهم ويدعون النصيحة للمسلمين ويتاجرون بدين الله رب العالمين فيَضلون ويُضلون ، والرد على افتراءتهم بحمد الله سهلة وميسرة لكل من أراد الحق واتباع كتاب الله تعالى حيث قال تعالى في محكم تنزيله (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيرا).