السائد منذ بداية القرن الحالي أن العرب يذهبون في سفرات علاجية إلى الهند وغيرها من الدول الأخرى, وكأن العرب فقدوا القدرة على توفير العلاجات الطبية المعاصرة, أو كأن دولهم صارت فاشلة وعاجزة عن إطعام ومداواة شعبها. وهذا سلوك ربما لم تنتبه إليه المؤسسات الصحية العربية, ولم تَقدم على خطوات ذات قيمة تنافسية وتسويقية لإعادة ثقة المواطن العربي بها.
فالقدرات الطبية العربية متقدمة والأطباء العرب مشهود لهم بالكفاءة والمعاصرة, والتميز بتقديم العلاجات المناسبة للحالات المستعصية, لكن سياسة الحط من قيمة ودور الكفاءات الطبية العربية تسود وسائل الإعلام, ويروج لها العديد من الذين يريدون الاستفادة من مداواة العربي في غير البلاد العربية.
وفي حقيقة الواقع الصحي العربي, أن مصر يمكنها أن تكون قبلة لجميع العرب لتلقي العلاج, وعليها أن تبدأ بمشروع السياحة الصحية بدلا من أن تقوم بذلك المؤسسات الصحية الهندية التي تستقطب عشرات الآلاف من العرب كل سنة, وتجد الإعلام العربي يهلل ويروج لهذه السياحة.
فلماذا لا تستثمر فيها مصر؟!!
هل أن الأطباء الهنود أفضل من الأطباء المصريين؟!!
هل أن المستشفيات في الهند -ومعظمها خاصة- أفضل من مستشفيات مصر؟!!
لابد أن تنظر مصر للموضوع بجدية وإرادة استثمارية, وتنافس الهند في هذا الميدان, لأن مصر أحق بمداواة العرب من الهنود, وأنها قريبة, ووطن سياحي من الدرجة الأولى. أنا أدعو الأخوة المصريين إلى أخذ الموضوع بجدية فائقة, والعمل بموجبه لأنه ميدان استثماري كبير, يساهم في مداواة الإنسان العربي وإنعاشه اقتصاديا ونفسيا في الوقت ذاته.
فلماذا لا نسمع عن علاجات في مصر, وتتوافد إلينا أخبار العديد من المرضى الذين يذهبون إلى مستشفيات الهند في ما يسمى رحلات صحية سياحية؟
فأين مصر من هذه الفرصة والدور؟!!
واقرأ أيضاً:
الإرادة النفسية والسياسية!! /آيْ ثِنْك!! I THINK / احترامي للحمير!! / القِوى العقلية للكراسي العربية!! / وطن تشيّده السواعد..!!