الفكرُ إبحارٌ لكلِّ مثـقـَّـفٍ
قد صيِّرَ القرآنَ في يِدِهِ وثيقهْ
ما ترجَمَ الآياتِ في أفعالِهِ
إلا اخضراراً عاشَ في لغةٍ رشيقهْ
طوبى لكلِّ قراءةٍ لمْ تتخذْ
إلا كتابَ اللهِ عائلة عريقهْ
أفرادُها الدرُّ الجميلُ وكلُّ مَنْ
في الآي يَنسجُ مِنْ تلاواتٍ فريقَهْ
مَنْ لا يرى القرآنَ وجهَ نهارِهِ
هيهاتَ في الظلماء ِ يكتشفُ الحقيقهْ
ما ذلكَ القرآنُ يُشرقُ في دمٍ
إلا ويُنشئُ في العروق ِ لهُ حديقهْ
الطائرون لكلِّ فكرٍ مثمرٍ
أضحوا ظلالاً في معالمِهِ الدقيقهْ
ما جاورَ الآفاقَ إلا طائرٌ
لولا الجوارُ لصارَ أوديةً سحيقهْ
إنَّا وجدنا الذكرَ في أعماقِنا
سُبُلَ الخلاص ِ لكلِّ جوهرةٍ أنيقهْ
لمْ يختمرْ نجمٌ بآياتِ الهُدى
إلا ليُظهرَ مِنْ مشارقِها شروقـَهْ
ما قيمة ُ الأضواءِ إنْ هيَ أينعتْ
وجذورُها لجذورِهِ ليستْ لصيقهْ
هذا هوَ القرآنُ شقَّ طريقَهُ
للدينِ والدنيا ولمْ يُغلقْ طريقَهْ
وتحرَّرتْ كلُّ القيودِ ولمْ تكنْ
قبلَ الولوج إلى جواهرهِ طليقهْ
قرآنُنا روحُ الجديدِ ... وما لهُ
بين الجديدِ الغضِّ ألبسةٌ عتيقهْ
كلُّ الروائع ِ....... لمْ تكنْ إلا إذا
أمستْ وأضحتْ في روائعِهِ غريقهْ
إنْ كانْ ذكرُ اللهِ نبضَكَ يا أخي
فاعلمْ بأنَّك مِن معانيهِ العميقهْ
واعلمْ بأنَّ المؤمنينَ زهـــــورُهُ..
وجميعُهم لجميعِهم صاروا رحيقَه
العطرُ لا يسمو بأطرافِ النَّدى
إلا إذا هذا الكتابُ غدا صديقَهْ
ما مرَّ فكرٌ أخضرٌ بتلاوةٍ
إلا ويفتحُ مِن تألُّقها بريقَهْ
مَنْ لمْ يكنْ : قرآنُهُ ...... مصباحَهُ ..
فخُطاهُ يَعجزُ في الوصولِ إلى الحقيقهْ
عبدالله علي الأقزم
6/9/1432هـ
6/8/2011م
واقرأ أيضاً:
أسئلة العائد من وجع الظلال / عند هذا النور تكتملُ الرواية / عند هذا الحبِّ لن يتوقَّفَ المسير / لمرايا الحبِّ حديثٌ آخر / في شتاتِ هذا الحبِّ تتعدَّدُ الألوان