في ثَنايا الرُّوحِ أضْواءُ المُنى
وبها الأنوارُ مِنْ نورِ الأنا
إنّ إلاّ أحدٌ في ذاتِها
وبذاتِ الكوْنِ يَنْبوعُ السَنا
مُنْتهى الإدْراكِ آفاقُ الأرى
ما نَراها ..... وتَرانا كُلّنا
وعلى الْدَوْح نداءٌ صاخبٌ ...
يَتهادى ..... برسالٍ نحْوَنا
ولنا كنهٌ عَميقٌ غائرٌ .....
ما عَرفْناهُ ..... وعِشنا غَيْرَنا
هذهِ الدنيا كتابٌ مُبْهَمٌ،،،،
فازَ فيها مَنْ تَسامى فَوْقَنا
أيْكةٌ كنّا أشاعَتْ فيْأها
فَهَرَبْنا مِنْ رَحيمٍ ظَلّنا
وطرِبْنا لشُرورٍ ساوَرَتْ .....
نفسَ سوءٍ في حَنايا صَدْرنا
أيّها الإنسانُ إلاّكَ العُلى
مَنْهجُ الرحمانِ بُرهانُ الغِنى
فتعلّمْ كيفَ تَحْيا طاهِراً
ورَفيقاً لأكاليلِ الهَنا
قدْ جَهَلنا وسَئِمنا جَهْلنا
بغِطاءِ ذات يَومٍ حَفّنا
فتخيّلْ كيفَ تَرْقى عارفاً
واطْلقِ الروحَ غَروداً بَيْنَنا
عُرْسُها الأنوارُ أفْياضُ النُهى
تتَعرّى كيفَ تاقتْ روحُنا
فتَبسّمْ وتنشّى حالما
بجنانٍ اسْتضافتْ مَنْ أنا
أدْرَكَ الصُبحُ صَباحا ضُدَّهُ
وإذا الإصباحُ مِفتاحُ الضّنى
لا تلُمْني في رجاءٍ سامقٍ
لهْفَةُ الأعْماقِ أجّتْ شَوْقَنا
يَصْدَحُ المَفتونُ منْ وَحي الْرؤى
إنّها إلاّ وإلاّ كُنْهُنا!!
فتسنّى ببهاءٍ ساطعٍ
سَكرةُ الحُبِّ أجازتْ خَمرَنا
تِلكَ أنوارٌ تَهادتْ واسْتَقَتْ
مِنْ ضِياءِ الروحِ سُلاّفَ الجُنى
يا حبيبَ الكونِ يا فيْضاً سَمى
أيُّ عيدٍ في خَفايا عِيْدنا؟!!
هكذا إنّا ..... وإنّا بيْنُنا
ولنا فيها أنينٌ هدَّنا!!
يَتَجَلى الْخَلقُ في نهرِ الوَرى
مَوجةٌ كونٌ وأخرى كوْننا
عَرْبَدَ المِصْباحُ دُرّيًّا كما
نثَّ ضَوْعاً وبمِشكاةٍ لنا!!
فتَناثرْنا هباءً تائهاً
ثمّ عُدنا لابْتداءٍ زفّنا
وكذا الْعُمرُ كتابٌ أخْلقٌ
بمدادِ الماءِ مَسطورُ الكُنى
فترجّلْ عَنْ سَرابٍ غادرٍ
أنتَ أنتَ وأنا بعضٌ رَنى!!
ذلك الوجدُ الرهيفُ المُنْتَهى
صَدّعَ الإدراكَ أنّى شَفّنا!!
د-صادق السامرائي
30\1\2020
واقرأ أيضاً:
أبا حَسَنٍ سلاما أنتَ فيها!! / أنا الشعب...أنا الشعب/ شبابُ بلادي!! / ميادين الضياع!!