قِيامَتُها بنا انْطلقتْ ودارتْ
أعاليها بسافِلها تساوَتْ
فأضْحى الْموتُ مَخْفيّاً شَديداً
يُباغِتُنا بأوْبِئَةٍ ...... تمادَتْ
تُسمّى كيْفما شاءتْ خُطاها
جُسَيْماتٌ مِنَ الإغْفالِ جاءَتْ
وصالتْ نحوَ مُجتمعٍ تنامى
لتُطعمهُ المنايا كيْفَ شاءَتْ
أصابَتْ قومَ غَرْبٍ ثمّ سامٍ
قِواها في مَرابعها تَهاوَتْ
أحقّاً هذه الْدُنيا سَرابٌ
تُطاردهُ الْخَلائِقُ ما اسْتطاعَتْ؟
وهذا العُمْرُ بُهتانٌ وغِشٌ
وتَمْريرٌ لخادِعةٍ تَصابَتْ
وبيْنَ البَدْءِ والخَتْمِ ارْتهانٌ
براغِبَةٍ بأهْواءٍ تواصتْ
بكورونا كذا الْدُنيا اسْتغاثتْ
تَخفّى خَلقُها فَخَلتْ وحارَتْ
أرانا ربّنا أيَ اعْتبارٍ
فهلْ فَهِمَتْ بَراياها وفاقتْ؟
بمعجزةٍ تسابقها المَنايا
إذا هَجَمتْ على بَشرٍ أبادَتْ
قِواها أمّة الأقوى هَباءٌ
تُناشدُ غَيْرَها أنّى اسْتدارتْ
بقارعةٍ أصاخَتْ كلّ أرضٍ
كأنَّ سجيرَها أممٌ تماحَتْ!!
سِلاحُ الشرِّ مَعْقورٌ أسيرٌ
ونازلةٌ على الأقوى تداعَتْ!!
ومَنْ رَهَنَ العلومَ ببُهْتِ قَوْلٍ
أصابَتهُ الكرونا واسْتباحَتْ
فأيْنَ سِلاح قومٍ في نِزالٍ
يُعجّزهُم وجدواهُ تلاشَتْ
فذا المرئيُّ مهزومٌ غريرٌ
وذا المحجوبُ في حُجبٍ أغارَتْ
تأسَّرَ شرها بقوى عَجيبٍ
يُبصّرها بخيْراتٍ تفانَتْ
فإنْ طاشتْ قِوانا اسْتَجَرْنا
بواهيةٍ مُدسَّسَةٍ تراءَتْ
تخبّطَ خلقها فالرعْبُ سَيْفٌ
بهِ الأعْناق مِنْ وَجلٍ تَوارَتْ
بكورونا رأينا ذاتَ كوْنٍ
كعاريةٍ مفاتنها تخابتْ
تُرابٌ من تُرابٍ كيفَ كنّا
وإنّ لطينها صُوَرٌ تباهَتْ
فهلْ وعِيَتْ خطابا من نذيرٍ
وهلْ مَسكتْ بأنوارٍ أضاءتْ؟!!
أرى النسيان قائدُنا المُفدّى
فإنْ دارتْ دوائرُها تَلاشتْ!!
فلا تعتبْ على زمنٍ سَيأتي
يُكرّرها مَصائِبَ قد تناءَتْ!!
وإنّا في مَخابئنا كأنّا
نقاتلُ ذاتَنا مهما أرادتْ!!
تحنْدَسَ يوْمها والليلُ نارٌ
تؤججها أُثيْماتٌ تطامتْ
عليمُ وجودنا ارْحَمْ خليقا
تبارى في مَتاهاتٍ تنامَتْ
فهَلْ نذُرٌ وآياتٌ تواصَتْ
بتحذيرٍ لمألسةٍ تطاغَتْ؟
تمادى كلّ مَشبوبٍ بحُبٍّ
فأثملهُ التساقيُ حيْنَ طابَتْ
أأسْكرنا السرابُ فما وعيْنا
هيَ الدنيا على بَشرٍ أناخَتْ!!
د-صادق السامرائي
1\4\2020
واقرأ أيضاً:
شبابُ بلادي!! / ميادين الضياع!! / ثنايا الروح / المصير / يا دُنيا!!