لو سألت مُتبجّحاً بالمعرفة عن أسباب ما تعانيه الأمة لقال أن مصيبتها بما فعله فلان الفلاني قبل عدّة قرون، ومنه توارثنا منه ديدن ويلاتنا.
وهذه الأقوال مبنية على كتابات لا يُعرف لها أصل ولا دليل ثابت وأكثرها مقصودة للنيل من الأمة ويعتمد عليها الكثيرون لتبرير ما يدعون إليه.
فالأمم ليست بماضيها وأحداثه وحسب، الأمم بحاضرها ومستقبلها وما تقوم به أجيالها المتفاعلة مع زمانها ومكانها.
الأمم المنشغلة بالحاضر والمستقبل غير الأمم المهووسة بالماضي، وأمتنا تتقهقر إلى ما وراء الوراء وفقاً لبرامج وآليات يتم التعبير عنها وتعزيزيها وإقرانها وتسويغها لكي تبقى فاعلة في تنضيب الطاقات وهدر القدرات.
فماذا ستنجز الأمة من الغوص في تاريخ أكثره مكتوب بدوافع سياسية مغرضة؟
وماذا ستستفاد الأجيال من تكرار ذات الحالة التي تشحذ الانفعالات السلبية وتطلقها كالنيران بين البشر؟
لماذا بعضهم لا يتقون الله فيما يقولونه ويفعلونه؟!
لماذا لا يتعقّلون ويمعنون بغفلتهم وتأجيجهم للعواطف وتأمينهم لمنطلقات النفوس الأمّارة بالسوء؟!
لماذا ما تغيرت اتجاهاتهم؟ ولا تمكنوا من العمل الصالح للأمة ووحدتها وقوتها وشدّ أزرها واعتصامها بحبل الله المتين؟!!
إنّ ما يقومون به تقويض لأسس الوجود السليم لأي مجتمع وأمة، فلا توجد أمة مستنقعة بماضيها كأمتنا، ويستثمر بهذا التعفن أعداؤها والعديد من أبنائها المغفلين السادرين بغي مبين.
فهل للأمة أن تستفيق من سكرة الوعيد؟!!
وهل لها أن تؤمن بحاضر جديد؟!
واقرأ أيضاً:
دموع القبلات!! / الرمز وما يرمز إليه!! / الغِلوائية!!