الأنبياء يُقتلون!!
المصلحون يُقتلون!!
المفكرون يُقتلون!!
المثقفون يُقتلون!!
وهم أصحاب رسائل, وكل رسولٍ قتيل!!
فهل ألغى القتل رسالته؟!
الذين يقتلون إنساناً يحمل مشاعل الحق ويكشف أنوار الحقيقة يقتلون أنفسهم ويضيِّقون الزوايا القابضة عليهم, ويندحرون في ظلمات ضلالهم وبهتانهم السقيم.
كم من نبيٍّ قتيل!!
ودامت رسالته وتطورت في نهر الأجيال الدافق، وكأن القتل جذوة انطلاق, وينبوع نماء ورقاء, ودفق نور وضياء من جوهر الرسالة التي كان يحملها ويدعو الناس إليها.
إن وهم القضاء على صوت الحق بقتل صاحبه من السلوكيات التي عهدتها البشرية منذ الأزل, لكن الحق انتصر, وإرادة الخير تمكنت من التغلب على ميادين الشرور وبواعث المواجع والثبور.
فالحقُّ نوّار والباطل غدّار!!
وأكثر الذين يقتلون إرادة الخير لا يعرفون لماذا يقتلونها! وما هم إلا أدوات تنفذ فتاوى الشياطين وقرارات الذين يتوهمون بدين.
ففي زمننا المعتوه كل سلوك مرهون بفتوى, وإزهاق أرواح الأبرياء يتحقق بفتاوى المعادين لجوهر الدين الذي به يتبرجون. ويمكن القول بأن قتل الرموز الثقافية والفكرية مُعزّز بفتاوى وقرارات يتخذها الذين ماتت ضمائرهم وانعدمت أخلاقهم وسقط حياؤهم لكنهم يتظاهرون بما يناقض ما يفعلون ويقترفون من الخطايا والآثام بحق أبرياء يضيؤون دروب الإنسانية بما يحملونه من أفكارٍ طيبة وإشراقات نبيلة سامية.
وإنهم ليقتلون أنفسهم، وفي غفلتهم يعمهون!!
وما النصر إلا للحق المبين, وتلك سِنّة الكون وإرادة قادرٍ مَكين!!
واقرأ أيضاً:
القائد القارئ!! \ الطبيب والقلم!! / هل نحن مجتمعات متخلفة أم متأخرة؟