التدمير الأفظع الذي يتعرض له الوجود العربي هو استهداف البنية العقلية التحتية للأجيال، وتحريرها من معين القوة والاقتدار والقابلية على الوقوف بوجه الأخطار.
ولهذا تتعرض اللغة لهجمة عدوانية فتاكة، وكذلك التاريخ والدين، وبموجب هذا التواصل العداني الاقتلاعي لأسس الصيرورة العزيزة تتهاوى قلاع العرب ومعالم وجودهم الأصيل.
والأفدح من ذلك أن أبناء الأمة هم الذين يقومون بدور الانقضاض على البُنى التحتية الفكرية والثقافية والقيمية والأخلاقية للأمة.
الشعر مُستهدف!!
التاريخ هدف!!
اللغة العربية هدف!!
الدين بالدين مُستهدف!!
والعرب هم الهدف والمُستَهدِف!!
وهذه التفاعلات المتكاتفة لتهديم البنية التحتية لكيان الأمة تؤدي إلى متوالية هندسية من التساقطات الفادحة هنا وهناك، وبمجموعها الكمي ودوران دواليب الزمان ستنتهي إلى ضياع الأمة وانتفاء وجودها في غضون بضعة قرون.
فالضياع عملية تبدأ وتتطور وتستحضر عواملها المساعدة وعناصرها المتفاعلة، وتستعين بعامل الزمن الذي يأخذها إلى حيث النتائج المتوخاة منها.
ويبدو أن العرب خصوصاً والمسلمين عموماً قد عطلوا العقول واستسلموا لآليات ردود الأفعال المنفعلة التي ستأخذهم إلى سقر وستلقمهم سوء المصير عاجلاً أم آجلاً!!
فالعقل العربي في غياهب القرون البالية، والنفس في الزمن المعاصر، وهذا التناقض الفتاك ستترتب عليه نتائج مأساوية خيباوية ذات تداعيات مروعة وانهيارات مرعبة.
فهل للأمة أن تتنبه وتستيقظ من غفلتها وتحرص على بنيتها العقلية التحتية لكي تبقى وتدوم؟!!
واقرأ أيضاً:
عاهة التمني \ جنازير الهلاك تدور!! \ يقتلون الأمة بالكلمات!!