لكل زمان مبوقون ومعوقون، وتلك سنة الحياة وموازينها الفاعلة فيها منذ الأزل.
فالضد يُظهِر حسنه أو قبحه الضد!!
ولكل كرسيٍ مبوّق ومعوّق، فهناك جنود خير وجنود شرّ، ولهذه الجحافل ينتمي أصناف البشر بمسمياتهم وعناوينهم ودرجاتهم المعرفية. والتاريخ يحدثنا أن للكراسي فقهاء مبوّقون ومعوّقون، وينتصر المبوّقون على المعوّقين مادام الكرسي يتمتع بالقوة والسلطان، لكن المبوّقين يذهبون هباءً مع الكراسي التي تغيب وتغرق في بحار المظالم والمآثم والخطايا.
ولا جديد في أمر تجاذب وتنافر بعض أقطاب الحياة مع الكراسي، فالمستفيد ينجذب والمنبوذ ينفر ويبدأ بوضع خارطة التعويق، ويمضي الصراع وتستعيد اللعبة أدوراها مع توالد الأجيال.
وهذا ما يبدو واضحاً في ميادين التفاعل ما بين الكراسي والناس، وما تعبّر عنه الأقلام في مواضيع لا تخرج من هذا السياق التصارعي الفتاك الذي يُدوِّر عَجلة الحياة في عصورها المختلفة.
كرسيٌ يتسلط وجموع تدور حوله وتكون معه، وأخرى تبتعد عنه وتكون ضده، ولا خيار سوى المواجهة الدامية ما بين الجمعين!!
فلماذا لا ترى الفصيلتان ما يحقق مطامحهما بعيداً عن مراكز ثقل الكراسي؟
هل إنها إرادة التبعية وسطوتها؟
هل إنها الخوف من تحمل المسؤولية؟
يبدو أن ما يفعله الكرسي في الواقع السياسي أنه كالمغناطيس الذي إذا وضعته في الرمل فإنه بموجب مجاله المغناطيسي ستتجمع جزيئات الحديد والمعادن الأخرى حوله ويمسك بها، ويترك ما لا ينجذب إليه من حبات الرمل. لكن المشكلة البشرية تكمن في أن الكرسي يُذكي الصراع بين الطرفين ويستهلك الطاقات والقدرات ويفني الطرفين، فلكل طرف مواطن ضعف واقتدار، فيضعف هذا ويقتدر ذاك، وهكذا دواليك.
فلا قوي يدوم ولا ضعيف، بل إن الأدوار متبادلة في هذا الصراع!!
فهل من اقترابٍ جديد، وقدرة على الاستثمار في الطاقات بدلاً من تبديدها؟!!
واقرأ أيضاً:
جنازير الهلاك تدور!! \ يقتلون الأمة بالكلمات!! \ تدمير البنية التحتية العقلية للأمة!!