السبب الجوهري لذهاب الأندلس وسقوطها هو التناحر الدامي بين أهلها في ممالك ودويلات محقت بعضها البعض، فجاءها المفترس الذي يتربص بها فأنهى وجودها بالكامل. وقد استمر ذلك التفاعل التآكلي لبضعة قرون، ولم يتحقق الانهيار في ليلة وضحاها، وإنما تواصل حتى بلغ ذروته بسقوط غرناطة في 1492.
وما يحصل في بلاد العرب والمسلمين يجري على ذات المنوال الأندلسي، مما يعني أن الأحوال ستنتهي بهم إلى لقمة سائغة بأفواه المفترسين وهم كُثرُ.
العربي يقتل العربي ... المسلم يقتل المسلم... ابن الوطن يقتل ابن الوطن!! والوحوش تتربص وتصول هنا وتجول هناك، وتزيد من حدة التصارع والانمحاق فتصب الزيت على أي بصيص نار في أي مكان. فما أن تنطلق شرارة حتى يتأكد توظيفها لتتحول إلى حريق مروع.
وهذه الوحوش المتربصة وجدت في الدين المادة السريعة الاشتعال وقادرة على حرق الأخضر واليابس ولا تحتاج إلا إلى شرارة!!
وهكذا ترى الدين قد تمزق إلى فرق وجماعات متأهبة للانقضاض على أخواتها في الدين، متوهمةً بأن دينها هو الحق المبين ودين غيرها الباطل المشين ، وكل فئة تستعين بالمفترسين وتمضي في غفلتها وضلالها المهين حتى تجد نفسها على موائدهم مطبوخة بالحسرات والأنين.
فأين العرب؟
وأين الدين؟
وأين المسلمون؟
وأين الغيرة على أمة محمد الرسول الأمين؟!
العرب والمسلمون ينتحرون، ويتعممون بالبهتان والاستهتار بالقيم الإنسانية والدين، ويتمنطقون بما يُبيدهم ويدمر دينهم ويجعلهم يتدحرجون إلى أسفل سافلين!!
فهل من يقظة وإيمان بفرقانٍ جاء رسالة للعالمين؟!!
واقرأ أيضاً:
تدمير البنية التحتية العقلية للأمة!! / مبوِّقون ومعوِّقون / الحسين الذي فينا