شئنا أم أبينا فإن الأرض تدور، وقوانين الدوران تفرض إرادتها على الموجودات فوق التراب، وخلاصتها أن كل شيءٍ يتقدم ولا يوجد مَن يتأخر لأن تيار الصيرورة الكونية يطرد الشوائب والمتعثرات من مجراه ويمضي في تدفقه المطلق الوثاب. فالقول بالتأخر والتخلف بحاجة لإعادة نظر لأن المعنى الكامن في المصطلحين هو الموت والفناء والاندحار في متاهات الغياب.
فالمتأخر والمتخلف مرفوض ولا مكان له في تيار الحياة الصاخب الأمواج والمتجدد الاتجاهات المتفاعلة للوصول إلى المَصب. فمجتمعاتنا تتقدم وسمّي تقدمها ما شئت، فهي مجبرة على الخطو للأمام ومرهونة بالحركة الجاذبة والدافعة لها لكي تكون في عصرها أو تتيبس على قارعة الطريق.
ومهما حاولت بعض المجتمعات أن تراكم من أفكار مناهضة للانطلاق إلى الأمام فإنها ستفشل لأن شدة التيار وضغط الدوران يدمران ما يتراكم ويحطمان السدود والمصدات.
وقد يتصور ذوو الرؤوس المعبّأة بالسوء والبغضاء بأنهم سينتصرون وسينجزون إرادتهم السوداء، ويؤمنون بأنهم يقبضون على دفة الحياة ويسيّرونها وفقاً لمنطلقاتهم الجهنمية، فإن ما يذهبون إليه محض هراء وهذيانات أحضرتها الأضاليل التي يسكرون بها. فالسوء يذهب، والشر ينهزم، والخير يسود وينتصر، فإرادة الفضيلة تعضدها طاقات الدوران وتتواصل مع قوة الأكوان، ولن تنهزم أمام عواصف الشرور والعدوان.
ولهذا فإن التفاؤل قانون فاعل، والتشاؤم سراب زائل، فلنتمسك بالأمل والإصرار على أن نكون ونتحقق رغم العوائق والتحديات وما يُرسَم من خطط وبرامج لإيهام الأمة بأنها لن تستفيق وأنها في دروب الانقراض تسير كالعجوز الشمطاء العمياء!!
فهل لنا أن نرى بوضوح وبعيون الأمل والرجاء؟!!
واقرأ أيضاً:
سكرة الكراسي!! \ كيفَ تكونَ هدَفا؟!! \ الأمة بخير