مياهُ النِّيلِ مِنْ فَيْض السّماءِ
ومِنْ دَفقٍ بأوْديَةِ الرّجاءِ
تَهادى في مَواكِبها دُهُورا
تَحدّى هَوْلَ صَولاتِ العَداءِ
ودامَ النَهْرُ هدّاراً حَنونا
على أمَمٍ مُباركةِ العَطاءِ
عِبابُ وُجودهِ الأقْوى بأرْضٍ
تعَهّدَها التفاؤلُ بالنّماءِ
بِنَبْضِ النَّيلِ أرْواحٌ تَماهَتْ
وأجْيالٌ برائِمَةِ الوفاءِ
فلنْ تُسقى بغيْر النيلِ أرْضٌ
تعوَّدَتِ الحَياةَ لها بماءِ
وأبْهَرُها التي جُعِلَتْ بنيلٍ
يُجّدّدُها بأفْياضِ ارْتواءِ
حَضاراتٌ بواديهِ المُغنّى
بأتلادٍ وأشْرعَةِ العلاءِ
هنا أرضٌ، هنا شعبٌ عظيمٌ
هنا حَضَرَتْ إراداتُ البَقاءِ
يُحطّم نهْضةً مَنَعَتْ وجارَتْ
على وطنٍ بداهيةِ البناءِ
فنيلُ الخيْرِ في مِصْرَ تنامى
وأعْطى مِنْ بَدائِعهِ الوِضاءِ
مَسيْرةُ مَجْدِهِ الأسْمى اسْتدامَتْ
مُتوّجةً بخفّاق اللواءِ
تكابَرَ شأنَهُ الأقْوى بجيْلٍ
يُحَصّنُهُ التَعاصُمُ بالوَلاءِ
وفاضَ النَّهْرُ من حَدَبٍ وضَيْمٍ
وتأكيدٍ لواهِبَةِ الرّخاءِ
وإنْ قَطعوا مِياهَ العِزِّ عَنّا
سَتُطلقها الجَحافِلُ بالفِداءِ
أيُمْنَعُ دافقٌ نَحْوَ انْطلاقٍ
إلى وَطنٍ تسوّرَ بالإباءِ؟
أهذا فِعْلُ شيْطانٍ رَجيْمٍ
تُؤهِّلهُ المَكائِدُ للشَناءِ؟
سيَبْقى النيلُ هدّاراً نقياً
يُبَشّرُ أمّةً برؤى ابْتداءِ
ضِفافُ النّهْر ناطقةٌ بسِفْرٍ
تردّدُهُ الخَلائقُ باحْتِفاءِ
كأنَّ المَوْجَ صَدّاحٌ بشدْوٍ
تهادى بينَ أصْداءِ النِداءِ
فقلْ بَزَغَتْ سماءُ المَجْدِ فينا
مُكرّمَةً مُنَزّهَةَ الذُكاءِ
وما الأمْواجُ في صَفدٍ تطامَتْ
ولا وَطِنَتْ بأرْوقةِ الخواءِ
ومِصْرٌ في تَسامُقِها تسامَت
فأعْلتْ رايةَ العُصُرٍ النَواءِ
سَلامٌ مِنْ رُبى النَّهْرَيْن حَيَاً
كِنانَةُ زَهْونا بذُرى الرَّقاءِ
ثلاثةُ أنْهُرٍ وَهَبَتْ مَجيْداً
لأجْيالٍ ببطحاءِ السواءِ!!
فلا جَزَعَتْ ولا خانَتْ خَليْقاً
وجادَتْ في مُواصَلةِ الهَناء
د-صادق السامرائي
8\9\2020
واقرأ أيضاً:
يا دُنيا!! / قيامة كورونا!! / القلب والروح!! / عثرتُ بها!! / لبنان